يعرَّف السلوك في علم النفس الحديث بأنه: أخلاق الفرد وتعامله مع الآخرين. وهذا الفهم يأتي من استخدام كلمة السلوك في الحياة اليومية، فنقول: فلان سلوكه حسن.
ويعرَّف من وجهة نظر أخرى بأنه: كل ما يقوم به الفرد ويظهر للآخرين. وهذا التعريف لا يتضمن السلوك غير الظاهر، فالإنسان له سلوك ظاهر يظهر للآخــرين، وسلــوك لا يظهر للآخرين؛ كالتفكير مثلاً.
وهناك من يرى أن السلوك هو كل ما يصدر عن الكائن الحي (الإنسان) من نشاط؛ سواء أكان قوياً يلاحظه الآخرون، أم ضعيفاً لا يلاحظه الآخرون، وقد يلاحظه الفرد أثناء تفاعله مع البيئة.
وقد ذهب أكثر علماء النفس إلى أن السلوك هو النشاط الإنساني الذي يصدر عن الإنسان من قول أو فعل أو عمل؛ سواء أكان إرادياً أم غير إرادي، وظاهراً أم باطناً، وعليه؛ فالسلوك هو نشاط صادر عن الإنسان؛ سواء أكان هذا النشاط ظاهراً ملاحظاً أم غير ملاحظ، وإرادياً أم غير إرادي.السلوك في القرآن الكريم:
السلوك في القرآن الكريم يعبَّر عنه بمصطلح (العمل)، وهو بهذا يقابل السلوك في علم النفس الحديث؛ فالعمل الصالح يقابل السلوك المرغوب فيه، والعمل غير الصالح يقابل السلوك غير المرغوب فيه. وورد لفظ (العمل) ومشتقاته في القرآن الكريم عدة مرات، ومن أمثلة ذلك: قوله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٧٩]، وقوله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْـجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: ٠٤]. فالمتأمِّل في الآيتين السابقتين يخلص إلى أن المقصود بالعمل هو النشاط الصادر عن الإنسان، ويترتب على هذا النشاط جزاء عند الله سبحانه وتعالى، وهذا هو منهج المفسرين؛ فيفسر الصابوني العمل الصالح بالفعل فيقول: «أي: من فعل الصالحات ذكراً كان أو أنثى».
وأوضح القرآن الكريم أن مصدر السلوك للمسلم هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبهذا يختلف مصدر تلقي السلوك عن باقي المدارس الفلسفية والتربوية الأخرى التي تجعل المجتمع أو الفرد مصدراً لتلقِّي السلوك. وبيَّن القرآن الكريم أن السلوك يتأثر بكلٍّ من عوامل الوراثة والبيئة، ولكنه تأثير ليس حاسماً؛ فقد يحدث ما يضاد الوراثة والبيئة معاً – سيأتي بيان ذلك لاحقاً – فالسلوك ثمرة الفهم الواعي والعقل الراجح.
ويؤكد القرآن الكريم أن السلوك الظاهر لا يدل بالضرورة على الحالة الداخلية للإنسان، ومن ذلك: قوله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْـخِصَامِ} [البقرة: ٤٠٢]، فهذا المخلوق الذي يصوِّر نفسه بأنه خلاصة من الخير والتجرُّد والحب والترفُّع والرغبة في إفاضة الخير والبر والسعادة، والذي يعجبك صوته وحديثه ويُشهِد اللهَ على ذلك لزيادة التأثير والإيحاء؛ فهو في حقيقته تزدحم نفسه بالخصــومة فــلا موضــع فيها للحب والخير ولا مكان للإيثار، فهو يتناقض ظاهره وباطنه ومظهره ومخبره حتى إذا جاء وقت العمل ظهر ما كان يبطن وانكشف المستور وتم فضح حقيقته.
فالآية الكريمة تبيِّن ومن خلال التفسير أن هناك أناساً في الظاهر تتوسَّم فيهم الطيبة والعمل الصالح في أقوالهم وأفعالهم، وواقعهم خلاف ذلك.
ومما يؤكد هذا المنهج قوله - تعالى - عن فقراء المسلمين: {يَحْسَبُهُمُ الْـجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْـحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: ٣٧٢]. فالآية الكريمة تبين لنا أن ثمَّة فقراء يخيل إلينا أنهم أغنياء؛ لأنهــم لا يطلبون الصدقة ولا يمدون أيديهم إلى أحد.
العوامل التي يتأثر بها السلوك في القرآن الكريم:
بيَّنت الدراسات النفسية الحديثة أن السلوك الإنساني يتأثَّر بعاملَي الوراثة والبيئة، والقرآن الكريم يعترف بالوراثة والبيئة ولكن لا يراها العامل الحاسم والمطلق في السلوك، بل القرآن الكريم يعلي من الفهم الواعي والعقل الراجح ويراه العنصر الحاسم في السلوك.
ومما يدل على عدم التأثير المطلق لعاملَي الوراثة والبيئة في السلوك ما يلي:
1 - في قصة نوح - عليه السلام - مع ابنه الكافر، والذي وصفه القرآن الكريم بأنه ليس من أهل نوح - عليه السلام - بــل الأحـرى أن يعلــن براءتـه مـنـه، قـال - تعــالـى -: {قَالَ يَا نُوحُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِـحٍ} [هود: ٦٤]، فلو كان لعامل الوراثة دور حاسم في السلوك الإنساني لكان ابن نوح - عليه السلام - من الذين آمنوا معه، ففي الآية نفي أن يكون من أهل دينه واعتقاده، وإعلام بأن قرابة الدين بالنسبة لأهل الإيمان هي القرابة، وهذا شائع في الاستعمال.
2 - وفي قصة امرأة فرعون المؤمنة والتي كانت تعيش في بيئة فاسدة ومنحرفة، ولكنها سلكت سلوك الإيمان والعمل الصالح، قال - تعالى -: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْـجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ} [التحريم: ١١]، وهي نموذج عالٍ في التجرُّد لله من كل هذه المؤثرات وكل هذه المعوقات.
ولا يُفهَم من الآية الكريمة أن يذهب الإنسان إلى البيئة الفاسدة؛ فالإسلام يحرص على أن يتجنب الإنسان البيئة الفاسدة بل يدعوه إلى إصلاحها.
وعليه؛ فلا يحق لأحد أن يتذرَّع بالبيئة حتى يسلك سلوكاً منحرفاً، ومن باب أَوْلى أن لا يتذرَّع بسلوك آبائه وأجداده من قبل.
التفكير:
أحد العوامل المؤثرة في السلوك الإنساني التفكير فيما يعرض للإنسان من أمور في الحياة حتى يحقق الإنسان الهدف المنشود بعيداً عن تحكيم الأهواء والعواطف.
وأشارت آيات قرآنية عديدة إلى أناس لا يفكرون وجعلتهم بمستوى الأنعام. قال - تعالى -: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: ٤٤]. وهؤلاء الذين لا يعقلون ولا ينفعهم تفكيرهم غير جديرين بصفة الإنسانية، بل عدَّهم القرآن بمستوى الدواب بل أضل. قال - تعالى -: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِـجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْـجِنِّ وَالإنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: ٩٧١]، فالتفكير له أثر بالغ في السلوك الإنساني، واختيار السلوك الأفضل والمناسب والمتفق مع ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ويعرَّف من وجهة نظر أخرى بأنه: كل ما يقوم به الفرد ويظهر للآخرين. وهذا التعريف لا يتضمن السلوك غير الظاهر، فالإنسان له سلوك ظاهر يظهر للآخــرين، وسلــوك لا يظهر للآخرين؛ كالتفكير مثلاً.
وهناك من يرى أن السلوك هو كل ما يصدر عن الكائن الحي (الإنسان) من نشاط؛ سواء أكان قوياً يلاحظه الآخرون، أم ضعيفاً لا يلاحظه الآخرون، وقد يلاحظه الفرد أثناء تفاعله مع البيئة.
وقد ذهب أكثر علماء النفس إلى أن السلوك هو النشاط الإنساني الذي يصدر عن الإنسان من قول أو فعل أو عمل؛ سواء أكان إرادياً أم غير إرادي، وظاهراً أم باطناً، وعليه؛ فالسلوك هو نشاط صادر عن الإنسان؛ سواء أكان هذا النشاط ظاهراً ملاحظاً أم غير ملاحظ، وإرادياً أم غير إرادي.السلوك في القرآن الكريم:
السلوك في القرآن الكريم يعبَّر عنه بمصطلح (العمل)، وهو بهذا يقابل السلوك في علم النفس الحديث؛ فالعمل الصالح يقابل السلوك المرغوب فيه، والعمل غير الصالح يقابل السلوك غير المرغوب فيه. وورد لفظ (العمل) ومشتقاته في القرآن الكريم عدة مرات، ومن أمثلة ذلك: قوله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٧٩]، وقوله - تعالى -: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْـجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر: ٠٤]. فالمتأمِّل في الآيتين السابقتين يخلص إلى أن المقصود بالعمل هو النشاط الصادر عن الإنسان، ويترتب على هذا النشاط جزاء عند الله سبحانه وتعالى، وهذا هو منهج المفسرين؛ فيفسر الصابوني العمل الصالح بالفعل فيقول: «أي: من فعل الصالحات ذكراً كان أو أنثى».
وأوضح القرآن الكريم أن مصدر السلوك للمسلم هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبهذا يختلف مصدر تلقي السلوك عن باقي المدارس الفلسفية والتربوية الأخرى التي تجعل المجتمع أو الفرد مصدراً لتلقِّي السلوك. وبيَّن القرآن الكريم أن السلوك يتأثر بكلٍّ من عوامل الوراثة والبيئة، ولكنه تأثير ليس حاسماً؛ فقد يحدث ما يضاد الوراثة والبيئة معاً – سيأتي بيان ذلك لاحقاً – فالسلوك ثمرة الفهم الواعي والعقل الراجح.
ويؤكد القرآن الكريم أن السلوك الظاهر لا يدل بالضرورة على الحالة الداخلية للإنسان، ومن ذلك: قوله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْـخِصَامِ} [البقرة: ٤٠٢]، فهذا المخلوق الذي يصوِّر نفسه بأنه خلاصة من الخير والتجرُّد والحب والترفُّع والرغبة في إفاضة الخير والبر والسعادة، والذي يعجبك صوته وحديثه ويُشهِد اللهَ على ذلك لزيادة التأثير والإيحاء؛ فهو في حقيقته تزدحم نفسه بالخصــومة فــلا موضــع فيها للحب والخير ولا مكان للإيثار، فهو يتناقض ظاهره وباطنه ومظهره ومخبره حتى إذا جاء وقت العمل ظهر ما كان يبطن وانكشف المستور وتم فضح حقيقته.
فالآية الكريمة تبيِّن ومن خلال التفسير أن هناك أناساً في الظاهر تتوسَّم فيهم الطيبة والعمل الصالح في أقوالهم وأفعالهم، وواقعهم خلاف ذلك.
ومما يؤكد هذا المنهج قوله - تعالى - عن فقراء المسلمين: {يَحْسَبُهُمُ الْـجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْـحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: ٣٧٢]. فالآية الكريمة تبين لنا أن ثمَّة فقراء يخيل إلينا أنهم أغنياء؛ لأنهــم لا يطلبون الصدقة ولا يمدون أيديهم إلى أحد.
العوامل التي يتأثر بها السلوك في القرآن الكريم:
بيَّنت الدراسات النفسية الحديثة أن السلوك الإنساني يتأثَّر بعاملَي الوراثة والبيئة، والقرآن الكريم يعترف بالوراثة والبيئة ولكن لا يراها العامل الحاسم والمطلق في السلوك، بل القرآن الكريم يعلي من الفهم الواعي والعقل الراجح ويراه العنصر الحاسم في السلوك.
ومما يدل على عدم التأثير المطلق لعاملَي الوراثة والبيئة في السلوك ما يلي:
1 - في قصة نوح - عليه السلام - مع ابنه الكافر، والذي وصفه القرآن الكريم بأنه ليس من أهل نوح - عليه السلام - بــل الأحـرى أن يعلــن براءتـه مـنـه، قـال - تعــالـى -: {قَالَ يَا نُوحُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِـحٍ} [هود: ٦٤]، فلو كان لعامل الوراثة دور حاسم في السلوك الإنساني لكان ابن نوح - عليه السلام - من الذين آمنوا معه، ففي الآية نفي أن يكون من أهل دينه واعتقاده، وإعلام بأن قرابة الدين بالنسبة لأهل الإيمان هي القرابة، وهذا شائع في الاستعمال.
2 - وفي قصة امرأة فرعون المؤمنة والتي كانت تعيش في بيئة فاسدة ومنحرفة، ولكنها سلكت سلوك الإيمان والعمل الصالح، قال - تعالى -: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْـجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ} [التحريم: ١١]، وهي نموذج عالٍ في التجرُّد لله من كل هذه المؤثرات وكل هذه المعوقات.
ولا يُفهَم من الآية الكريمة أن يذهب الإنسان إلى البيئة الفاسدة؛ فالإسلام يحرص على أن يتجنب الإنسان البيئة الفاسدة بل يدعوه إلى إصلاحها.
وعليه؛ فلا يحق لأحد أن يتذرَّع بالبيئة حتى يسلك سلوكاً منحرفاً، ومن باب أَوْلى أن لا يتذرَّع بسلوك آبائه وأجداده من قبل.
التفكير:
أحد العوامل المؤثرة في السلوك الإنساني التفكير فيما يعرض للإنسان من أمور في الحياة حتى يحقق الإنسان الهدف المنشود بعيداً عن تحكيم الأهواء والعواطف.
وأشارت آيات قرآنية عديدة إلى أناس لا يفكرون وجعلتهم بمستوى الأنعام. قال - تعالى -: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إنْ هُمْ إلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: ٤٤]. وهؤلاء الذين لا يعقلون ولا ينفعهم تفكيرهم غير جديرين بصفة الإنسانية، بل عدَّهم القرآن بمستوى الدواب بل أضل. قال - تعالى -: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِـجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْـجِنِّ وَالإنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: ٩٧١]، فالتفكير له أثر بالغ في السلوك الإنساني، واختيار السلوك الأفضل والمناسب والمتفق مع ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة.