القرآن هو أفضل وسيلة لبناء الإيمان ، وهو خير كتاب يؤسس العقيدة الصحيحة الصافية في النفس والتي تثمر بدورها سلوكا واضحا في واقع الحياة ؛ لذا فهو خير سبيل لتعلُّم الإيمان ..وكما يقول الصحابة رضوان الله عليهم عندما أقبلوا على القرآن : ".. فتعلمنا العلم والإيمان معا " .
.. لقد كان القرآن هو الوسيلة الأولى لبناء تلك العقيدة الراسخة الواضحة لدى الأجيال الأولى ، ولكن بمرور الوقت ، وابتعاد الأجيال اللاحقة عن القيمة الحقيقية للقرآن ، وهجرها الانتفاع به ، تحولت العقيدة إلى كلام نظري تمتلئ به الكتب التي لا حصر لها ؛ مما أدى إلى تضخم الجانب المعرفي دون أن يصاحب ذلك إيمانٌ حيٌ في القلب ، فكانت النتيجة انفصال الواقع عن الواجب ، والعلم عن العمل . .
فالإيمان ليس شيئا نظريا ، أو قواعد جامدة تُحشى بها العقول ، ولكنه حقائق حية ، تشكل جزءًا من يقين الإنسان ، وتتشابك مع مشاعره..
ومن الأمور البدهية أن المعرفة - وحدها - لا تكفي لإقامة صرح الإيمان في القلب ، بل لابد من التأثر والانفعال مع هذه المعرفة بصورة مستمرة ، وهذا ما يقوم به القرآن بيسر وسهولة ..وكما ورد في الأثر: " العلم علمان : علم في القلب ؛فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذاك حجة على ابن آدم " .
.. من هنا اشتدت الحاجة إلى العودة الحقيقية إلى القرآن ؛ لتعلُّم الإيمان ، وبناء العقيدة التي تجمع بين اليقين العقلي والإيمان القلبي ، ويظهر أثرها في السلوك العملي بالاستقامة على أمر الله سبحان.
..ومن الوسائل المعينة على ذلك : تتبع معنى ًمن المعاني الإيمانية نستصحبه في كل ختمة للقرآن كوسيلة سهلة ومتدرجة ومثمرة - في الوقت نفسه - لبناء العقيدة الصحيحة .
ولماذا معنىً واحدُا:
لأننا بذلك نعطي الفرصة لترسيخ ذلك المعنى أكثر في القلب من خلال الطَّرق على المشاعر وتوجيهها في نفس الاتجاه حتى يصبع الإيمان بهذا المعنى جزءًا لا يتجزأ من يقين القارئ ، ثم ينتقل بعده إلى معنى آخر في ختمة أخرى ... وهكذا .. وبتلك الطريقة يُبنَى الإيمان في قلبه لبِنةً لبِنة ..
وإذا أردنا التوضيح أكثر فسنضرب لذلك مثلا ، رجلين دخلا إحدى المكتبات ، الأول يريد البحث في موضوع معيَّن ؛ ولذا فقد استخرج الكتب التي تتناول هذا الموضوع ، وبدأ رحلته البحثية بتركيز واهتمام ، أما الآخر فقد دخل المكتبة دون أن يحددهدفًا معينًا ، ولذا فقد أخذ يتصفح بعض الكتب ذات المواضيع المختلفة ، فهذا كتاب أعجبه عنوانه ، وهذا كتاب أعجبه موضوعه.. لاشك أن الرجلين قد استفادا من وجودهما بالمكتبة ، ولكن الأول بالتأكيد قد استفاد أكثر وكان تركيزه أكبر ..
ماذا سنفعل في هذه الزاوية ؟؟
سوف نقوم - بإذن الله - باستصحاب معنى من المعاني الإيمانية التي تشكل أسس العقيدة عند المسلم ، ونخصص له مساحة كبيرة من الوقت ( خَتمة أو أكثر ) ، ولا ننتقل إلى غيره حتى نتشبع منه تماما ..
ولكي تحسُن استفادتنا أكثر وأكثر بهذه النقطة علينا ربط هذا المعنى الذي نعيش معه في تلك الرحلة المباركة بأعمال مصاحبة له ومرتبطة به ارتباطًا وثيقًا به ؛ فكما نعرف أن أهمية العمل الصالح بالنسبة للإيمان كأهمية الماء للزرع ، والزيت للسراج ..
مثال :
.. التعرف على الله سبحانه من خلال القرآن يغرس في القلب معاني العبودية المختلفة من حب ،ورجاء وتوكل وإنابة وشوق و....، فكما قيل أن "المعرفة بوابة العبودية" ..
تلك المعرفة نستقيها من خلال التعرف على أسماء الله وصفاته ؛ فإذا ما اصطحبنا في رحلتنا مع القرآن اسما أو أكثر من أسماء الله أو صفاته بحيث تحمل نفس المعنى مثل: ( الوهاب- المنعم- الرزاق) ، ثم تتبعناها وبحثنا عنها في الآيات التي نتلوها ،سنشعر - مع الوقت - بفيض من الامتنان والحب لله سبحانه، هذا الشعور ما هو إلا مؤشر لزيادة الإيمان في القلب في اتجاه هذه الصفات..
فإذا أتبعنا ذلك الشعور المتنامي و التفاعل النفسي والقلبي مع هذه الأسماء بعمل يناسبه : ككثرة الحمد ، وسجود الشكر وإحصاء النعم ، فسيكون لهذا أعظم الأثر في إنبات شجرة الإيمان في القلب ونموها وازدهارها .. وهكذا مع معنى آخر وآخر حتى تثبت القاعدة الإيمانية في القلب وتتكامل جوانبها بإذن الله .
تنبيه:
لا نعني في اتخاذنا هذه الوسيلة لترسيخ أحد المعاني الإيمانية في القلب أن نترك التفاعل مع باقي الآيات التي تتناول معانٍ أخرى غير الذي نستصحبه ؛ ولكن لنفهمها ولنتجاوب مع ما تأثرنا به منها فكتاب الله من فاتحته لخاتمته مليء بالخيرات ، وهو كتاب كريم مع كل من تعامل معه تعاملا صحيحا وأقبل عليه إقبال المؤمن بقدرته الفذة على التغيير وزيادة الإيمان ..(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
المصدر :موقع الإيمان أولا
.. لقد كان القرآن هو الوسيلة الأولى لبناء تلك العقيدة الراسخة الواضحة لدى الأجيال الأولى ، ولكن بمرور الوقت ، وابتعاد الأجيال اللاحقة عن القيمة الحقيقية للقرآن ، وهجرها الانتفاع به ، تحولت العقيدة إلى كلام نظري تمتلئ به الكتب التي لا حصر لها ؛ مما أدى إلى تضخم الجانب المعرفي دون أن يصاحب ذلك إيمانٌ حيٌ في القلب ، فكانت النتيجة انفصال الواقع عن الواجب ، والعلم عن العمل . .
فالإيمان ليس شيئا نظريا ، أو قواعد جامدة تُحشى بها العقول ، ولكنه حقائق حية ، تشكل جزءًا من يقين الإنسان ، وتتشابك مع مشاعره..
ومن الأمور البدهية أن المعرفة - وحدها - لا تكفي لإقامة صرح الإيمان في القلب ، بل لابد من التأثر والانفعال مع هذه المعرفة بصورة مستمرة ، وهذا ما يقوم به القرآن بيسر وسهولة ..وكما ورد في الأثر: " العلم علمان : علم في القلب ؛فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذاك حجة على ابن آدم " .
.. من هنا اشتدت الحاجة إلى العودة الحقيقية إلى القرآن ؛ لتعلُّم الإيمان ، وبناء العقيدة التي تجمع بين اليقين العقلي والإيمان القلبي ، ويظهر أثرها في السلوك العملي بالاستقامة على أمر الله سبحان.
..ومن الوسائل المعينة على ذلك : تتبع معنى ًمن المعاني الإيمانية نستصحبه في كل ختمة للقرآن كوسيلة سهلة ومتدرجة ومثمرة - في الوقت نفسه - لبناء العقيدة الصحيحة .
ولماذا معنىً واحدُا:
لأننا بذلك نعطي الفرصة لترسيخ ذلك المعنى أكثر في القلب من خلال الطَّرق على المشاعر وتوجيهها في نفس الاتجاه حتى يصبع الإيمان بهذا المعنى جزءًا لا يتجزأ من يقين القارئ ، ثم ينتقل بعده إلى معنى آخر في ختمة أخرى ... وهكذا .. وبتلك الطريقة يُبنَى الإيمان في قلبه لبِنةً لبِنة ..
وإذا أردنا التوضيح أكثر فسنضرب لذلك مثلا ، رجلين دخلا إحدى المكتبات ، الأول يريد البحث في موضوع معيَّن ؛ ولذا فقد استخرج الكتب التي تتناول هذا الموضوع ، وبدأ رحلته البحثية بتركيز واهتمام ، أما الآخر فقد دخل المكتبة دون أن يحددهدفًا معينًا ، ولذا فقد أخذ يتصفح بعض الكتب ذات المواضيع المختلفة ، فهذا كتاب أعجبه عنوانه ، وهذا كتاب أعجبه موضوعه.. لاشك أن الرجلين قد استفادا من وجودهما بالمكتبة ، ولكن الأول بالتأكيد قد استفاد أكثر وكان تركيزه أكبر ..
ماذا سنفعل في هذه الزاوية ؟؟
سوف نقوم - بإذن الله - باستصحاب معنى من المعاني الإيمانية التي تشكل أسس العقيدة عند المسلم ، ونخصص له مساحة كبيرة من الوقت ( خَتمة أو أكثر ) ، ولا ننتقل إلى غيره حتى نتشبع منه تماما ..
ولكي تحسُن استفادتنا أكثر وأكثر بهذه النقطة علينا ربط هذا المعنى الذي نعيش معه في تلك الرحلة المباركة بأعمال مصاحبة له ومرتبطة به ارتباطًا وثيقًا به ؛ فكما نعرف أن أهمية العمل الصالح بالنسبة للإيمان كأهمية الماء للزرع ، والزيت للسراج ..
مثال :
.. التعرف على الله سبحانه من خلال القرآن يغرس في القلب معاني العبودية المختلفة من حب ،ورجاء وتوكل وإنابة وشوق و....، فكما قيل أن "المعرفة بوابة العبودية" ..
تلك المعرفة نستقيها من خلال التعرف على أسماء الله وصفاته ؛ فإذا ما اصطحبنا في رحلتنا مع القرآن اسما أو أكثر من أسماء الله أو صفاته بحيث تحمل نفس المعنى مثل: ( الوهاب- المنعم- الرزاق) ، ثم تتبعناها وبحثنا عنها في الآيات التي نتلوها ،سنشعر - مع الوقت - بفيض من الامتنان والحب لله سبحانه، هذا الشعور ما هو إلا مؤشر لزيادة الإيمان في القلب في اتجاه هذه الصفات..
فإذا أتبعنا ذلك الشعور المتنامي و التفاعل النفسي والقلبي مع هذه الأسماء بعمل يناسبه : ككثرة الحمد ، وسجود الشكر وإحصاء النعم ، فسيكون لهذا أعظم الأثر في إنبات شجرة الإيمان في القلب ونموها وازدهارها .. وهكذا مع معنى آخر وآخر حتى تثبت القاعدة الإيمانية في القلب وتتكامل جوانبها بإذن الله .
تنبيه:
لا نعني في اتخاذنا هذه الوسيلة لترسيخ أحد المعاني الإيمانية في القلب أن نترك التفاعل مع باقي الآيات التي تتناول معانٍ أخرى غير الذي نستصحبه ؛ ولكن لنفهمها ولنتجاوب مع ما تأثرنا به منها فكتاب الله من فاتحته لخاتمته مليء بالخيرات ، وهو كتاب كريم مع كل من تعامل معه تعاملا صحيحا وأقبل عليه إقبال المؤمن بقدرته الفذة على التغيير وزيادة الإيمان ..(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
المصدر :موقع الإيمان أولا