عمــــــــرة
شعر :
ناصر أبو العزم
من هذه الأرض التي
رقت أورقت الحنين
وإلي الرسول المصطفي
الصادق الوعد الأمين
في حضن هذي الكعبة
فاضت عيوني بالأنين
بين الصفا والمروة
أدعو لرب العالمين
لله كل ضراعتـي
وله فؤادي مستكين
وإلي جواري زمرة
من هؤلاء العاكفين
رفعوا الأكف مهابة
متذللين وخاشعين
يبكون عمرا قـد مضي
وعن المعاصي تائبين
عري الرؤوس تراهموا
شعثا وغبرا ذاكرين
لا يدركون ذواتهم
في بحر عشق غارقين
فوقفت ناحية المقام
أبصرت أسراب الحمام
وشعرت أني ريشة
طارت فجاوزت الغمام
وبأن نورا قد سري
وأشاع في قلبي سلام
وتحطم القيد الذي
حجب اللسان عن الكلام
والدمـع كبر هاتفـا
شوقي يؤججه الغرام
كفـي رفعت ملبيــا
وخطوت في فلك الزحام
وبدأت تطوافـي الذي
أضفي علي روحي الوئام
سرت الهوينا داعيا
في سبع أشواط تمام
للمسلمين جميعهم
يارب عفوك للأنام
أرحم إلهي تكرمـا
وأغفر لأبواي الكرام
وبدأت من فوق الصفا
سعيي وقلبي راجيا
ونظرت للبيت العتيق
هذي يميني ملبيا
والقلب يرجف خشية
ويذوب في أحشائيا
والروح من فرط الهدي
شفت بذكر إلهيا
هرولت في جوف المني
والشوق يفرش أرضيا
ونهلت من فيض الرضا
حتى ملأت وعائيا
شوطا أروح مهللا
وأعود شوطا باكيا
حلقت في وهج السـنا
والحمد يملأ قلبيا
وشربت زمزم داعيا
فهو الدواء لدائيا
ربي تقبل عمرتي
وإغفر إلهي ذنوبيا
عمرة
شـــعر / نـــاصـــــر أبــــو العــــزم