وتكلم الدكتور بعد ذلك عن موضوعات الحفز الأخروي وهي:
1- ابتغاء رضوان الله وتجنب سخطه.
2- البصيرة بحقيقة الدنيا مقارنة بالآخرة.
3- بيان حقيقة الموت وأنه نهاية الإنسان في الدنيا.
4- بيان أحداث القيامة وأهوالها.
5- بيان أحداث الحساب والجزاء.
6- بيان نعيم الجنة.
7- بيان عذاب النار وأهوالها.
ثم تكلم بعد ذلك عن بعض الأساليب المستخدمة في الحفز الأخروي وليس كلها وذكر منها على سبيل المثال: المباشرة في تناول الدافع الأخروي, والعرض المتوازن للترغيب والترهيب, والمقارنة بين النعيم والجحيم, وربط المتعلم بالتوبة والاستغفار, وغيرها من الأساليب.
ويأتي الباب الثالث بعنوان "النمو" وتكلم فيه عن جوانب النمو في ضوء النصوص الشرعية, فبدأ بالحديث عن مراحل النمو النفسي وهي الرضاعة والحضانة والتمييز والبلوغ, ثم النمو الخلقي.
فمرحلة الرضاعة وهي من الولادة إلى سن الثانية تكلم عن أهميتها بالنسبة للطفل وأهمية إرضاع أمه له وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة كما أن الطفل يتميز فيها بعدة صفات وهي الضعف الجسمي والعضوي, والضعف النفسي والاجتماعي, والضعف اللغوي.
ومرحلة الحضانة وهي بين سن الثالثة والسادسة, ويكون الطفل فيها ملتصقًا بأمة لا ينفك عنها, ويتصف فيها ببعض الصفات النفسية, مثل أن الطفل فيها يكون غزير العاطفة, ضعيف التحمل, يعتمد على الغير, ويحتاج فيها للعطف والحنان والرحمة أكثر من أي مرحلة أخرى.
ومرحلة التمييز وهي من السابعة إلى البلوغ, وذكر الكاتب أن هناك ثلاثة عوامل مهمة لها علاقة بارزة في بيان طبيعة المرحلة وذكرها بالتفصيل, وهي كالآتي:
1- العامل الذاتي:
وفيه أربعة استعدادات تظهر لدى الطفل, وهي: القدرة على التمييز والمحاكمة من خلال الواقع, كإدراك الفوارق بين الأشياء والقدرة العملية على البيع والشراء وغيرها من الأمور المادية الواقعية, ثم القدرة على الحفظ والاستظهار دون فهم المادة المحفوظة وتكلم عن أهمية استغلال هذه النقطة في تحفيظ الأولاد كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, ثم القدرة على التقليد واكتساب العادات وهي استعداد الطفل المميز للتعود على عادات معينة في أكله وشربه وملبسه وتظل هذه السمة إلى سن العاشرة, ثم القدرة الحركية واللعب واكتساب المهارات ومن خلالها تتحدد ميول الطفل ومهاراته من رسم أو كتابة أو فك أو تركيب وغيرها فيتم توجيهه إلى ما يلائم مهاراته وقدراته.
2- العامل البيئي:
حيث يتأثر الطفل بالبيئة المحيطة به من مدرسة أو شارع ويكتسب بعض السلوكيات بالملاحظة ولا شك في أهمية التأثير بالقدوة في عامل البيئة ولهذا عني الإسلام بها أشد عناية عن طريق عدد من المبادئ مثل تطابق القول مع الفعل, ومبدأ عرض النموذج من خلال سلوك المربي وعمله أو من خلال النماذج الرائدة في التاريخ والسيرة, ومبدأ التكرار حيث يكرر المربي الأمر أو الفعل الذي يريده من المتربي عدة مرات.
3- العامل الغائي:
حيث يربط المربي المتربي بأهداف عامة وخاصة, وينمي فيه روح التنافس في الخير, ويظهر له دوافع الأعمال المختلفة, ويحثه على استغلال قدراته وإمكانياته, من أجل الغاية الكبرى التي خلق لأجلها.
وبعد أن تكلم عن النمو النفسي بمراحله المختلفة يأتي الحديث عن النمو الخلقي والذي يقوم به الإسلام عبر ثلاث مراحل وهي: المرحلة الظاهرية الانقيادية وتستغرق هذه المرحلة فترة ما قبل الدراسة الابتدائية وجزءًا من الدراسة الابتدائية وفيها يتجه الشخص للسلوك الظاهري الذي لا عمق فيه, ثم بعد ذلك المرحلة الاقتناعية الانقيادية والتي تبدأ من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة تقريبا وفيها يتأصل السلوك ويكتسب بعدا باطنا وجذورا داخلية,ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الرقابة الذاتية وتقع في الخامسة عشرة وما بعدها وفيها يكون الشعور بأهمية الالتزام الخلقي أكثر عمقا ويشعر فيها المتربي بحساسية مرهفة نحو سلوكه وتصرفاته وعلاقاته.
وجاء الباب الرابع بعنوان "التفاعل التربوي" وتكلم في مقدمته عن بعض نظريات حدوث التفاعل الاجتماعي بين المربي والمتربي وأهم القواعد التي تقوم عليها عملية التفاعل مثل:
* قاعدة التبادل في العلاقات بين المربي والمتربي فبقدر ما يقدمه المربي من عناية ورعاية يقدم المتربي الطاعة والبر.
* قاعدة الحقوق والواجبات فكل من المربي والمتربي له حقوق على الطرف الآخر وعليه واجبات نحوه لا بد أن يؤدي الاثنين معًا.
* قاعدة "رأي المربي في المتربي له أثر على شخصيته" فالمتربي يتأثر بشدة برأي المربي فيه ويكون رأيه عن ذاته عبارة عن انعكاس مباشر لرأي الناس عنه.
ثم تكلم بعد ذلك عن أساليب وأنواع التفاعل فقسمهما إلى مجالين: مجال المشاعر والمفاهيم, ومجال السلوك والأعمال.
فتكلم في مجال المشاعر والمفاهيم عن بعض الأعمال المتعلقة بمشاعر الإنسان وتوجهاته الداخلية مثل التوجه والسعي للحصول على محبة الله, والإخلاص والصدق في العلاقة بالناس, والوعي بالقواعد التربوية التي تنشئ التفاعل.
وتكلم في مجال العمل والسلوك عن بعض الأساليب المتعلقة بالسلوكيات التي يمارسها الفرد لإحداث اندماج وتفاعل مع الآخرين مثل: السلوك اللغوي وطريقة التحدث, وسلوك السيما والهيئة والمظهر الخارجي, والسلوك التعاملي العادي وطريقة الفرد في التعامل مع الآخرين, والسلوك العلاجي وطريقة مواجهة الفرد للمشكلات, والسلوك التعاوني وكيفية التعامل مع احتياجات الآخرين المادية والصحية وغيرها, والسلوك التكميلي وهو المتعلق بكماليات السلوك وملطفاته كأساليب الترفيه والدعابة وغيرها.
وانتقل بعدها للجزء الثاني من الباب الرابع والذي جعله للحديث عن خصائص المربي الفعال, وجمعها في أربع زمر من الخصائص:
1- الخصائص المعرفية: وتشمل خلفية المربي المهنية وخبراته التربوية السابقة وفعاليته الدعوية والتربوية, وتشمل أيضًا اتساع ثقافة المربي وتنوعها ومعرفته للمسائل التي تقع خارج إطار تخصصه خاصة في المجالات الاجتماعية والأدبية, وتشمل أيضًا المعرفة الواسعة من المربي بالمتربي كمعرفة اسمه وبعض خصائصه ودراسته وهواياته وغيرها من المعلومات المفيدة عن المتربي.
2- الخصائص الأسلوبية: وتشمل مهارة المربي في استخدام الأساليب المباشرة وغير المباشرة في التربية والتعليم وقدرته على استخدام المقدمات والمداخل والأساليب التمهيدية عند نقل المعلومات والخبرات للمتربي.
3- الخصائص الوجدانية: وتشمل بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها المربي ليكون قدوة ومؤثرا في المتربي وهي الإخلاص والعدل بين المتربين والأمانة في التعامل معهم والجود بالوقت والمال والنفس والرحمة على الناس كافة وعلى متربيه أكثر.
4- الخصائص الاتصالية: وتشمل ثلاث خصال وهي المرونة والتي من خلالها يستطيع المربي تقدير المواقف والتعامل معه في حدود الاستطاعة ثم التوازن الاتصالي وعناية المربي بحسن الخطاب والحوار مع المتربي ثم القرب من المتربين والجلوس معهم واستقبالهم.
ويختم الدكتور عبد العزيز كتابه بالباب الخامس بعنوان "الشخصية" فتكلم في المقدمة عن حيرة علماء النفس والاجتماع في الوصول لتعريف الشخصية, ثم يعرض بعض التساؤلات الهامة والمؤثرة على بناء أي نظرية للشخصية عند التعامل معها مثل: الاختيار والجبر وهل ندير أنشطتنا بأنفسنا؟ أم هل نحن مجبرون على ما نفعله؟
وكذلك الطبع والتنشئة وتأثيرهما على السلوك الإنساني, وأيضا الماضي والحاضر وتأثيرهما على سلوك الأفراد, وكذلك التفرد والعموم وهل لكل إنسان طبيعته المستقلة أم هناك ثوابت مشتركة بين الناس وأخيرًا الخير والشر وهل النفس بطبيعتها خيرة أم شريرة؟
ثم يتكلم عن الشخصية في المنظور الإسلامي وتكوينها وأن الإسلام ينظر للشخصية على أنها تتكون من أربعة مكونات المكون المادي العضوي والمكون الروحي المعنوي والمكون العبادي والمكون الخلقي, وأن هذه المكونات تسير في مسار واحد متناسق متكامل محكوم بنواميس كونية منتظمة وثابتة وأن فيها جانبا إراديا يتصرف الإنسان بشأنه وأن التوحيد الذي أنزله الله يساعد الإنسان على اختيار معتقداته وأفكاره وأن هناك تناسق بين إرادة الإنسان وفطرته المتناسقة مع النظام الكوني الذي خلقه الله, وأن تشكيل الشخصية الإسلامية يتم من خلال ما وضعه المنهج الإسلامي من نماذج يعرض الإنسان نفسه عليها كالظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات.
وتكلم المؤلف بعد ذلك عن الروح وتعريفها وعلاقتها بالنفس وأقوال العلماء في ذلك ويخلص إلى أن المكون الروحي في الإنسان هو الذي ترتكز عليه الدوافع الأخروية والمعنوية التي سبق بيانها.
ويختم بحثه بالحديث عن السواء والانحراف وسمات الشخصية فيحدد معايير السواء عند النفسيين كمعيار النظرية القيمية والتي تقيس السواء والانحراف بمدى البعد والقرب عن المثل الأعلى والكمال, ومعيار النظرية الطبية والتي ترى أن الشذوذ والانحراف حالة مرضية, وغيرها من المعايير الغربية.
ثم يتكلم عن معايير السواء في المنهج الإسلامي ويحصرها في ثلاثة معايير وهي: مدى انسجام السلوك مع الطبع والفطرة ثم مدى انسجام السلوك مع الشرع ثم مدى انسجام السلوك مع الغاية النهائية وهي عبودية الله تعالى.
ثم يستعرض في النهاية المحكات التي على أساس منها يقوم علماء النفس النظريات المختلفة في الشخصية وهي: الصدق الواقعي بأن تكون مدعمة بالواقع, والبساطة وعدم التعقيد, والشمولية, والتلاؤم الداخلي بين مكونات النظرية, والقابلية للاختبار والفحص, ومدى الانتفاع بها, ومدى قبول النظرية لدى العلماء والمتخصصين.
ومن خلال عرض هذه المحكات يتضح أن الرؤية الإسلامية تملك كل هذه الصفات وتلبي كل المتطلبات العلمية والبحثية.
1- ابتغاء رضوان الله وتجنب سخطه.
2- البصيرة بحقيقة الدنيا مقارنة بالآخرة.
3- بيان حقيقة الموت وأنه نهاية الإنسان في الدنيا.
4- بيان أحداث القيامة وأهوالها.
5- بيان أحداث الحساب والجزاء.
6- بيان نعيم الجنة.
7- بيان عذاب النار وأهوالها.
ثم تكلم بعد ذلك عن بعض الأساليب المستخدمة في الحفز الأخروي وليس كلها وذكر منها على سبيل المثال: المباشرة في تناول الدافع الأخروي, والعرض المتوازن للترغيب والترهيب, والمقارنة بين النعيم والجحيم, وربط المتعلم بالتوبة والاستغفار, وغيرها من الأساليب.
ويأتي الباب الثالث بعنوان "النمو" وتكلم فيه عن جوانب النمو في ضوء النصوص الشرعية, فبدأ بالحديث عن مراحل النمو النفسي وهي الرضاعة والحضانة والتمييز والبلوغ, ثم النمو الخلقي.
فمرحلة الرضاعة وهي من الولادة إلى سن الثانية تكلم عن أهميتها بالنسبة للطفل وأهمية إرضاع أمه له وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة كما أن الطفل يتميز فيها بعدة صفات وهي الضعف الجسمي والعضوي, والضعف النفسي والاجتماعي, والضعف اللغوي.
ومرحلة الحضانة وهي بين سن الثالثة والسادسة, ويكون الطفل فيها ملتصقًا بأمة لا ينفك عنها, ويتصف فيها ببعض الصفات النفسية, مثل أن الطفل فيها يكون غزير العاطفة, ضعيف التحمل, يعتمد على الغير, ويحتاج فيها للعطف والحنان والرحمة أكثر من أي مرحلة أخرى.
ومرحلة التمييز وهي من السابعة إلى البلوغ, وذكر الكاتب أن هناك ثلاثة عوامل مهمة لها علاقة بارزة في بيان طبيعة المرحلة وذكرها بالتفصيل, وهي كالآتي:
1- العامل الذاتي:
وفيه أربعة استعدادات تظهر لدى الطفل, وهي: القدرة على التمييز والمحاكمة من خلال الواقع, كإدراك الفوارق بين الأشياء والقدرة العملية على البيع والشراء وغيرها من الأمور المادية الواقعية, ثم القدرة على الحفظ والاستظهار دون فهم المادة المحفوظة وتكلم عن أهمية استغلال هذه النقطة في تحفيظ الأولاد كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, ثم القدرة على التقليد واكتساب العادات وهي استعداد الطفل المميز للتعود على عادات معينة في أكله وشربه وملبسه وتظل هذه السمة إلى سن العاشرة, ثم القدرة الحركية واللعب واكتساب المهارات ومن خلالها تتحدد ميول الطفل ومهاراته من رسم أو كتابة أو فك أو تركيب وغيرها فيتم توجيهه إلى ما يلائم مهاراته وقدراته.
2- العامل البيئي:
حيث يتأثر الطفل بالبيئة المحيطة به من مدرسة أو شارع ويكتسب بعض السلوكيات بالملاحظة ولا شك في أهمية التأثير بالقدوة في عامل البيئة ولهذا عني الإسلام بها أشد عناية عن طريق عدد من المبادئ مثل تطابق القول مع الفعل, ومبدأ عرض النموذج من خلال سلوك المربي وعمله أو من خلال النماذج الرائدة في التاريخ والسيرة, ومبدأ التكرار حيث يكرر المربي الأمر أو الفعل الذي يريده من المتربي عدة مرات.
3- العامل الغائي:
حيث يربط المربي المتربي بأهداف عامة وخاصة, وينمي فيه روح التنافس في الخير, ويظهر له دوافع الأعمال المختلفة, ويحثه على استغلال قدراته وإمكانياته, من أجل الغاية الكبرى التي خلق لأجلها.
وبعد أن تكلم عن النمو النفسي بمراحله المختلفة يأتي الحديث عن النمو الخلقي والذي يقوم به الإسلام عبر ثلاث مراحل وهي: المرحلة الظاهرية الانقيادية وتستغرق هذه المرحلة فترة ما قبل الدراسة الابتدائية وجزءًا من الدراسة الابتدائية وفيها يتجه الشخص للسلوك الظاهري الذي لا عمق فيه, ثم بعد ذلك المرحلة الاقتناعية الانقيادية والتي تبدأ من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة تقريبا وفيها يتأصل السلوك ويكتسب بعدا باطنا وجذورا داخلية,ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الرقابة الذاتية وتقع في الخامسة عشرة وما بعدها وفيها يكون الشعور بأهمية الالتزام الخلقي أكثر عمقا ويشعر فيها المتربي بحساسية مرهفة نحو سلوكه وتصرفاته وعلاقاته.
وجاء الباب الرابع بعنوان "التفاعل التربوي" وتكلم في مقدمته عن بعض نظريات حدوث التفاعل الاجتماعي بين المربي والمتربي وأهم القواعد التي تقوم عليها عملية التفاعل مثل:
* قاعدة التبادل في العلاقات بين المربي والمتربي فبقدر ما يقدمه المربي من عناية ورعاية يقدم المتربي الطاعة والبر.
* قاعدة الحقوق والواجبات فكل من المربي والمتربي له حقوق على الطرف الآخر وعليه واجبات نحوه لا بد أن يؤدي الاثنين معًا.
* قاعدة "رأي المربي في المتربي له أثر على شخصيته" فالمتربي يتأثر بشدة برأي المربي فيه ويكون رأيه عن ذاته عبارة عن انعكاس مباشر لرأي الناس عنه.
ثم تكلم بعد ذلك عن أساليب وأنواع التفاعل فقسمهما إلى مجالين: مجال المشاعر والمفاهيم, ومجال السلوك والأعمال.
فتكلم في مجال المشاعر والمفاهيم عن بعض الأعمال المتعلقة بمشاعر الإنسان وتوجهاته الداخلية مثل التوجه والسعي للحصول على محبة الله, والإخلاص والصدق في العلاقة بالناس, والوعي بالقواعد التربوية التي تنشئ التفاعل.
وتكلم في مجال العمل والسلوك عن بعض الأساليب المتعلقة بالسلوكيات التي يمارسها الفرد لإحداث اندماج وتفاعل مع الآخرين مثل: السلوك اللغوي وطريقة التحدث, وسلوك السيما والهيئة والمظهر الخارجي, والسلوك التعاملي العادي وطريقة الفرد في التعامل مع الآخرين, والسلوك العلاجي وطريقة مواجهة الفرد للمشكلات, والسلوك التعاوني وكيفية التعامل مع احتياجات الآخرين المادية والصحية وغيرها, والسلوك التكميلي وهو المتعلق بكماليات السلوك وملطفاته كأساليب الترفيه والدعابة وغيرها.
وانتقل بعدها للجزء الثاني من الباب الرابع والذي جعله للحديث عن خصائص المربي الفعال, وجمعها في أربع زمر من الخصائص:
1- الخصائص المعرفية: وتشمل خلفية المربي المهنية وخبراته التربوية السابقة وفعاليته الدعوية والتربوية, وتشمل أيضًا اتساع ثقافة المربي وتنوعها ومعرفته للمسائل التي تقع خارج إطار تخصصه خاصة في المجالات الاجتماعية والأدبية, وتشمل أيضًا المعرفة الواسعة من المربي بالمتربي كمعرفة اسمه وبعض خصائصه ودراسته وهواياته وغيرها من المعلومات المفيدة عن المتربي.
2- الخصائص الأسلوبية: وتشمل مهارة المربي في استخدام الأساليب المباشرة وغير المباشرة في التربية والتعليم وقدرته على استخدام المقدمات والمداخل والأساليب التمهيدية عند نقل المعلومات والخبرات للمتربي.
3- الخصائص الوجدانية: وتشمل بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها المربي ليكون قدوة ومؤثرا في المتربي وهي الإخلاص والعدل بين المتربين والأمانة في التعامل معهم والجود بالوقت والمال والنفس والرحمة على الناس كافة وعلى متربيه أكثر.
4- الخصائص الاتصالية: وتشمل ثلاث خصال وهي المرونة والتي من خلالها يستطيع المربي تقدير المواقف والتعامل معه في حدود الاستطاعة ثم التوازن الاتصالي وعناية المربي بحسن الخطاب والحوار مع المتربي ثم القرب من المتربين والجلوس معهم واستقبالهم.
ويختم الدكتور عبد العزيز كتابه بالباب الخامس بعنوان "الشخصية" فتكلم في المقدمة عن حيرة علماء النفس والاجتماع في الوصول لتعريف الشخصية, ثم يعرض بعض التساؤلات الهامة والمؤثرة على بناء أي نظرية للشخصية عند التعامل معها مثل: الاختيار والجبر وهل ندير أنشطتنا بأنفسنا؟ أم هل نحن مجبرون على ما نفعله؟
وكذلك الطبع والتنشئة وتأثيرهما على السلوك الإنساني, وأيضا الماضي والحاضر وتأثيرهما على سلوك الأفراد, وكذلك التفرد والعموم وهل لكل إنسان طبيعته المستقلة أم هناك ثوابت مشتركة بين الناس وأخيرًا الخير والشر وهل النفس بطبيعتها خيرة أم شريرة؟
ثم يتكلم عن الشخصية في المنظور الإسلامي وتكوينها وأن الإسلام ينظر للشخصية على أنها تتكون من أربعة مكونات المكون المادي العضوي والمكون الروحي المعنوي والمكون العبادي والمكون الخلقي, وأن هذه المكونات تسير في مسار واحد متناسق متكامل محكوم بنواميس كونية منتظمة وثابتة وأن فيها جانبا إراديا يتصرف الإنسان بشأنه وأن التوحيد الذي أنزله الله يساعد الإنسان على اختيار معتقداته وأفكاره وأن هناك تناسق بين إرادة الإنسان وفطرته المتناسقة مع النظام الكوني الذي خلقه الله, وأن تشكيل الشخصية الإسلامية يتم من خلال ما وضعه المنهج الإسلامي من نماذج يعرض الإنسان نفسه عليها كالظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات.
وتكلم المؤلف بعد ذلك عن الروح وتعريفها وعلاقتها بالنفس وأقوال العلماء في ذلك ويخلص إلى أن المكون الروحي في الإنسان هو الذي ترتكز عليه الدوافع الأخروية والمعنوية التي سبق بيانها.
ويختم بحثه بالحديث عن السواء والانحراف وسمات الشخصية فيحدد معايير السواء عند النفسيين كمعيار النظرية القيمية والتي تقيس السواء والانحراف بمدى البعد والقرب عن المثل الأعلى والكمال, ومعيار النظرية الطبية والتي ترى أن الشذوذ والانحراف حالة مرضية, وغيرها من المعايير الغربية.
ثم يتكلم عن معايير السواء في المنهج الإسلامي ويحصرها في ثلاثة معايير وهي: مدى انسجام السلوك مع الطبع والفطرة ثم مدى انسجام السلوك مع الشرع ثم مدى انسجام السلوك مع الغاية النهائية وهي عبودية الله تعالى.
ثم يستعرض في النهاية المحكات التي على أساس منها يقوم علماء النفس النظريات المختلفة في الشخصية وهي: الصدق الواقعي بأن تكون مدعمة بالواقع, والبساطة وعدم التعقيد, والشمولية, والتلاؤم الداخلي بين مكونات النظرية, والقابلية للاختبار والفحص, ومدى الانتفاع بها, ومدى قبول النظرية لدى العلماء والمتخصصين.
ومن خلال عرض هذه المحكات يتضح أن الرؤية الإسلامية تملك كل هذه الصفات وتلبي كل المتطلبات العلمية والبحثية.