هذا تلخيص لكتاب قيم يتناول موضوعا جديدا
وقد قسم الكاتب كتابه إلى خمسة أبواب:
الباب الأول تكلم فيه عن "الأهداف التربوية", ولكن قبلها تكلم عن الأهداف العامة لدراسة علم السلوك والعناية به في الإسلام, وهي الاعتبار والعظة بالتفكر في الإنسان, وفهم الإنسان والتعرف على طبيعة سلوكه, والحكم على السلوك من حيث الصحة وعدمها والسواء والشذوذ, وتيسير الدعوة إلى الله بالوصول إلى الطرق والأساليب المناسبة لدعوة النفس البشرية وهدايتها, وأخيرًا تسهيل التربية بمعرفة طبائع المتربي وخصائصه.
ثم تكلم عن الأهداف التربوية وأنها تتوزع في قسمين رئيسين, وهما أولاً: الجانب الداخلي المعنوي, وهو ما يتعلق بمشاعر المربي والمتربي, أو ما يطلق عليه النية, وثانيًا: الجانب الظاهري العملي وهو ما يتعلق برسم الأهداف وبنائها في محيط سلوك المتربي وأفعاله, وفرَّق بين الأهداف التربوية والأهداف التعليمية, مبينًا أن الأهداف التربوية هي الغايات القصوى لتوجهات النظام التربوي على المستوى الإنساني, أما الأهداف التعليمية فهي أنماط الأداء النوعي التي يكتسبها التلاميذ من خلال المواد الدراسية, فهي التحديد الإجرائي للأهداف التربوية.
وانتقل المؤلف بعدها للحديث عن تصنيف الأهداف وفقًا للمنهج الإسلامي في أربعة مستويات, تتدرج من الأهداف الكلية إلى الأهداف الجزئية, وهي كالتالي:
1- المستوى النهائي: ويتعلق بهدف الحياة العامة, وهو تحقيق العبودية لله تعالى للفوز بالجنة في الآخرة.
2- المستوى التربوي العام: ويتعلق بالأهداف التربوية العامة والشاملة, كدعم العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب, ورعاية الشباب على أساس الإسلام, وعلاج مشاكلهم الفكرية والنفسية, وغيرها من الأهداف.
3- المستوى التربوي الوسيط: وهو ما يتعلق بالأهداف التربوية الضمنية, والتي تعني بوصف أنماط السلوك أو الأداء النهائي المتوقع صدوره من المتربي بعد دراسة منهج دراسي معين, كأهداف دراسة مختلف المواد, مثل علم الاجتماع, أو العلوم الدينية وغيرها من العلوم.
4- المستوى التربوي الخاص (السلوكي المحدد): وهو المتعلق بالأهداف الظاهرية أو السلوكية, مثل تحديد هدف الوحدة الدراسية أو الموضوع التربوي داخل المنهج.
ثم تكلم الكاتب عن صياغة الأهداف السلوكية, وأنه لا بد قبل هذه المرحلة أن يتم دراسة مكونات الأهداف السلوكية أولاً, فذكر أن الهدف القابل للاستخدام يجب أن يتضمن ثلاث صفات أساسية وهي: تحديد السلوك أو الأداء الظاهر للمتربي, وتحديد شروط الأداء التي من خلالها يتبدى السلوك النهائي للمتربي, وأخيرًا الصفة الثالثة وهي تحديد كمية الأداء المقبول, وضرب عدة أمثلة على هذه الأهداف, كأهداف دراسة علم التوحيد, أن يعدد الطالب أنواع التوحيد مدعمًا كل نوع بما لا يقل عن ثلاثة أدلة, وأن يمثل من الواقع لاختلال هذه الأنواع في بعض الحالات.
وانتقل الدكتور بعدها للحديث عن تصنيف الأهداف التربوية عبر المجال المعرفي, والمجال الأخلاقي, فتكلم أولاً عن الجانب المعرفي: والذي يشتمل على ستة مستويات مرتبة ترتيبًا هرميًا وهي: الحفظ: ويتبين فيه قدرة الطالب على حفظ المعرفة, ثم الاستيعاب: ويتبين فيه قدرة الطالب على صياغة المعرفة في كلمات جديدة, ثم التطبيق: ويتبين فيه قدرة الطالب على تطبيق ما تعلمه, ثم التحليل: ويتبين فيه قدرة الطالب على تجزئة الموضوع إلى عناصره, ثم التركيب: ويتبين فيه قدرة الطالب على التأليف بين عناصر الموضوع لتصبح كلاً متكاملاً, ثم التقويم: ويتبين فيه قدرة الطالب على إصدار الأحكام الكمية والنوعية على المادة التي يدرسها.
ثم تكلم ثانيًا عن الجانب الخلقي: ويبين فيه أن المنهج الإسلامي فيه أربعة مستويات رئيسة لبناء الجوانب السلوكية الخلقية في الإنسان, وتنقسم هذه المستويات إلى قسمين, يشتمل الأول على مستوى التعرف, بينما يشتمل الثاني على المستويات الثلاثة الأخرى التي تتعلق بالتطبيق والممارسة للسلوك, وهي المستوى الانقيادي: وهو السلوك الخارجي (الإسلام), والمستوى الاقتناعي: ويتعلق بالتصديق الباطني المقترن بالعمل الظاهري (الإيمان), والمستوى الرقابي: ويتعلق بالحضور التام في الظاهر والباطن (الإحسان), مبينًا اهتمام الإسلام بالسلوك الظاهر والباطن على عكس الغرب الذي يهتم بالظاهر فقط.
وينتقل الحديث إلى الباب الثاني بعنوان "الدوافع", فعرف الدافع بأنه حاجة تتطلب الإشباع, وعرف الحافز بأنه الشيء الذي يقدم لإشباع الحاجة الناقصة, ثم تكلم عن مقاصد الدافعية وفق نموذج دافعية الحياة الذي وضعه محمد رفقي عيسى, وهي الحفاظ على الدين, والحفاظ على النفس, والحفاظ على العقل, والحفاظ على المال, والحفاظ على النسل.
وتحدث بعد ذلك عن التصنيف الثلاثي للدافعية, وأن الإنسان مكون من جسد وروح, وأنه امتداد لحياتين؛ حياة الدنيا وحياة الآخرة, ومن ثم فإن الإنسان ينظر للدافعية على أنها تتشكل في ثلاث دوائر متداخلة, تبدأ بالدائرة العضوية المتمثلة بحاجات الجسد من طعام وشراب ونوم وغيرها, وتتوسط بالدائرة الدنيوية المتمثلة بالحاجات المادية والنفسية غير المباشرة كالتملك والانتماء والاستطلاع, وتنتهي بالدائرة الأخروية المحيطة والمهيمنة على بقية الدوائر كالعبادات وغيرها من الأمور الروحية الإيمانية.
وتكلم المؤلف بعد ذلك عن مستويات الدافعية وخصائصها, وأنها تحدث عند الإنسان على نحو تدرجي فتبدأ بالدوافع العضوية وهي دوافع يتم إشباعها بصورة فورية مباشرة كالجوع والعطش, وتأتي الدوافع الدنيوية في المرتبة الثانية وهي حب التملك والجاه والانتماء, وهي تشبع على التراخي لا على الفور, كما أنها مرتبطة بالعقل والنفس لا بالجسد, كما أنها تبرز عقب الدوافع الجسدية من حيث المرحلة العمرية, ثم تأتي الدوافع الأخروية في المرتبة الثالثة وهي الحاجات الروحية المتمثلة في الجانب الديني والعبادي والخلقي, وهي أقوى الدوافع وأعظمها قدرًا كما أنها داخلية وروحية.
وتأتي نقطة هامة وهي الحفز في الدائرة العضوية, فيذكر الكاتب أن الحفز يسير متدرجا بالمتعلم وله أهداف مرحلية يسعى المربي إلى تحقيقها وهي كالتالي:
1- أن يتلافى المربي حرمان المتعلم من حاجاته العضوية كالطعام أو النوم أو دخول الخلاء.
2- أن يسعى المربي لإشباع الدوافع العضوية باعتدال بلا إفراط أو تفريط.
3- ألا يستخدم المربي الدوافع العضوية كحوافز خارجية إلا في حالات معينة وقليلة ومحدودة بوقت معلوم, فلا يجعل الراحة أو النوم شرطا للقيام بعمل معين على سبيل المثال.
4- أن يستخدم المربي تأجيل إشباع الحاجات العضوية لأغراض تربوية, فيدرب المتربين على التأني وضبط النفس لاختبار صبرهم على الطاعة والانضباط, أو لصرف المتعلم عن سلوكيات غير مرغوبة كحرمان المدخن من الأكل والشرب ليمتنع عن التدخين, أو لردع المتعلم عندما يقع في أخطاء لا يقع فيها مثله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
وبعد هذه النقطة تكلم الكاتب عن الحفز في الدائرة الدنيوية, وأنه يصنف في أربعة أصناف متصاعدة وهي: الحوافز المادية كحفز المتربي بالمال, والحوافز النفسية كحفز المتربي بالثناء عليه أو توفير الأمن والحماية له, والحوافز العقلية كحفزه بما يقوم به من إنجاز وما يناله من نجاح أو حفزه بالاستطلاع أو حفزه بالتحدي والمحاجة, والحوافز الغيبية وتشمل حفز المتربي باستثمار ميول الفرد العبادية كاستثمار العبادات في دفع الإنسان لنشاط أكبر وتعويد المتربي على الأذكار والأدعية المختلفة.
ثم انتقل للحديث عن الحفز في الدائرة الأخروية فتكلم عن مرتكزاته وهي الدافع الفطري المتأصل في الإنسان بما فطره الله عليه من التوحيد والحاجة للعبادة, والدافع الخلقي ويتمثل بالحاسة الخلقية عند الفرد والتي تؤدي به للتمييز بين الأفعال الحسنة والقبيحة, ثم الدافع الأمني وهو نابع من حاجة الإنسان للسند والقوة والحماية, ثم التطلع للعدل والإنصاف ويتمثل في ميل الإنسان للفصل في الحقوق ومكافأة المجتهد ومعاقبة المقصر والتطلع ليوم ينتقم المظلوم فيه من الظالم ويأخذ كل صاحب حقٍ حقه, ثم التطلع للإشباع الشامل للغرائز ويتمثل في ميل الإنسان الكامل لإشباع حاجاته ومحبوباته إشباعا شاملا فهو دائما يطلب المزيد من الأكل والشرب والتجارة وغيرها ولهذا يعد الله الإنسان بأنواع العطاء والنعيم المقيم في الآخرة.
وقد قسم الكاتب كتابه إلى خمسة أبواب:
الباب الأول تكلم فيه عن "الأهداف التربوية", ولكن قبلها تكلم عن الأهداف العامة لدراسة علم السلوك والعناية به في الإسلام, وهي الاعتبار والعظة بالتفكر في الإنسان, وفهم الإنسان والتعرف على طبيعة سلوكه, والحكم على السلوك من حيث الصحة وعدمها والسواء والشذوذ, وتيسير الدعوة إلى الله بالوصول إلى الطرق والأساليب المناسبة لدعوة النفس البشرية وهدايتها, وأخيرًا تسهيل التربية بمعرفة طبائع المتربي وخصائصه.
ثم تكلم عن الأهداف التربوية وأنها تتوزع في قسمين رئيسين, وهما أولاً: الجانب الداخلي المعنوي, وهو ما يتعلق بمشاعر المربي والمتربي, أو ما يطلق عليه النية, وثانيًا: الجانب الظاهري العملي وهو ما يتعلق برسم الأهداف وبنائها في محيط سلوك المتربي وأفعاله, وفرَّق بين الأهداف التربوية والأهداف التعليمية, مبينًا أن الأهداف التربوية هي الغايات القصوى لتوجهات النظام التربوي على المستوى الإنساني, أما الأهداف التعليمية فهي أنماط الأداء النوعي التي يكتسبها التلاميذ من خلال المواد الدراسية, فهي التحديد الإجرائي للأهداف التربوية.
وانتقل المؤلف بعدها للحديث عن تصنيف الأهداف وفقًا للمنهج الإسلامي في أربعة مستويات, تتدرج من الأهداف الكلية إلى الأهداف الجزئية, وهي كالتالي:
1- المستوى النهائي: ويتعلق بهدف الحياة العامة, وهو تحقيق العبودية لله تعالى للفوز بالجنة في الآخرة.
2- المستوى التربوي العام: ويتعلق بالأهداف التربوية العامة والشاملة, كدعم العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب, ورعاية الشباب على أساس الإسلام, وعلاج مشاكلهم الفكرية والنفسية, وغيرها من الأهداف.
3- المستوى التربوي الوسيط: وهو ما يتعلق بالأهداف التربوية الضمنية, والتي تعني بوصف أنماط السلوك أو الأداء النهائي المتوقع صدوره من المتربي بعد دراسة منهج دراسي معين, كأهداف دراسة مختلف المواد, مثل علم الاجتماع, أو العلوم الدينية وغيرها من العلوم.
4- المستوى التربوي الخاص (السلوكي المحدد): وهو المتعلق بالأهداف الظاهرية أو السلوكية, مثل تحديد هدف الوحدة الدراسية أو الموضوع التربوي داخل المنهج.
ثم تكلم الكاتب عن صياغة الأهداف السلوكية, وأنه لا بد قبل هذه المرحلة أن يتم دراسة مكونات الأهداف السلوكية أولاً, فذكر أن الهدف القابل للاستخدام يجب أن يتضمن ثلاث صفات أساسية وهي: تحديد السلوك أو الأداء الظاهر للمتربي, وتحديد شروط الأداء التي من خلالها يتبدى السلوك النهائي للمتربي, وأخيرًا الصفة الثالثة وهي تحديد كمية الأداء المقبول, وضرب عدة أمثلة على هذه الأهداف, كأهداف دراسة علم التوحيد, أن يعدد الطالب أنواع التوحيد مدعمًا كل نوع بما لا يقل عن ثلاثة أدلة, وأن يمثل من الواقع لاختلال هذه الأنواع في بعض الحالات.
وانتقل الدكتور بعدها للحديث عن تصنيف الأهداف التربوية عبر المجال المعرفي, والمجال الأخلاقي, فتكلم أولاً عن الجانب المعرفي: والذي يشتمل على ستة مستويات مرتبة ترتيبًا هرميًا وهي: الحفظ: ويتبين فيه قدرة الطالب على حفظ المعرفة, ثم الاستيعاب: ويتبين فيه قدرة الطالب على صياغة المعرفة في كلمات جديدة, ثم التطبيق: ويتبين فيه قدرة الطالب على تطبيق ما تعلمه, ثم التحليل: ويتبين فيه قدرة الطالب على تجزئة الموضوع إلى عناصره, ثم التركيب: ويتبين فيه قدرة الطالب على التأليف بين عناصر الموضوع لتصبح كلاً متكاملاً, ثم التقويم: ويتبين فيه قدرة الطالب على إصدار الأحكام الكمية والنوعية على المادة التي يدرسها.
ثم تكلم ثانيًا عن الجانب الخلقي: ويبين فيه أن المنهج الإسلامي فيه أربعة مستويات رئيسة لبناء الجوانب السلوكية الخلقية في الإنسان, وتنقسم هذه المستويات إلى قسمين, يشتمل الأول على مستوى التعرف, بينما يشتمل الثاني على المستويات الثلاثة الأخرى التي تتعلق بالتطبيق والممارسة للسلوك, وهي المستوى الانقيادي: وهو السلوك الخارجي (الإسلام), والمستوى الاقتناعي: ويتعلق بالتصديق الباطني المقترن بالعمل الظاهري (الإيمان), والمستوى الرقابي: ويتعلق بالحضور التام في الظاهر والباطن (الإحسان), مبينًا اهتمام الإسلام بالسلوك الظاهر والباطن على عكس الغرب الذي يهتم بالظاهر فقط.
وينتقل الحديث إلى الباب الثاني بعنوان "الدوافع", فعرف الدافع بأنه حاجة تتطلب الإشباع, وعرف الحافز بأنه الشيء الذي يقدم لإشباع الحاجة الناقصة, ثم تكلم عن مقاصد الدافعية وفق نموذج دافعية الحياة الذي وضعه محمد رفقي عيسى, وهي الحفاظ على الدين, والحفاظ على النفس, والحفاظ على العقل, والحفاظ على المال, والحفاظ على النسل.
وتحدث بعد ذلك عن التصنيف الثلاثي للدافعية, وأن الإنسان مكون من جسد وروح, وأنه امتداد لحياتين؛ حياة الدنيا وحياة الآخرة, ومن ثم فإن الإنسان ينظر للدافعية على أنها تتشكل في ثلاث دوائر متداخلة, تبدأ بالدائرة العضوية المتمثلة بحاجات الجسد من طعام وشراب ونوم وغيرها, وتتوسط بالدائرة الدنيوية المتمثلة بالحاجات المادية والنفسية غير المباشرة كالتملك والانتماء والاستطلاع, وتنتهي بالدائرة الأخروية المحيطة والمهيمنة على بقية الدوائر كالعبادات وغيرها من الأمور الروحية الإيمانية.
وتكلم المؤلف بعد ذلك عن مستويات الدافعية وخصائصها, وأنها تحدث عند الإنسان على نحو تدرجي فتبدأ بالدوافع العضوية وهي دوافع يتم إشباعها بصورة فورية مباشرة كالجوع والعطش, وتأتي الدوافع الدنيوية في المرتبة الثانية وهي حب التملك والجاه والانتماء, وهي تشبع على التراخي لا على الفور, كما أنها مرتبطة بالعقل والنفس لا بالجسد, كما أنها تبرز عقب الدوافع الجسدية من حيث المرحلة العمرية, ثم تأتي الدوافع الأخروية في المرتبة الثالثة وهي الحاجات الروحية المتمثلة في الجانب الديني والعبادي والخلقي, وهي أقوى الدوافع وأعظمها قدرًا كما أنها داخلية وروحية.
وتأتي نقطة هامة وهي الحفز في الدائرة العضوية, فيذكر الكاتب أن الحفز يسير متدرجا بالمتعلم وله أهداف مرحلية يسعى المربي إلى تحقيقها وهي كالتالي:
1- أن يتلافى المربي حرمان المتعلم من حاجاته العضوية كالطعام أو النوم أو دخول الخلاء.
2- أن يسعى المربي لإشباع الدوافع العضوية باعتدال بلا إفراط أو تفريط.
3- ألا يستخدم المربي الدوافع العضوية كحوافز خارجية إلا في حالات معينة وقليلة ومحدودة بوقت معلوم, فلا يجعل الراحة أو النوم شرطا للقيام بعمل معين على سبيل المثال.
4- أن يستخدم المربي تأجيل إشباع الحاجات العضوية لأغراض تربوية, فيدرب المتربين على التأني وضبط النفس لاختبار صبرهم على الطاعة والانضباط, أو لصرف المتعلم عن سلوكيات غير مرغوبة كحرمان المدخن من الأكل والشرب ليمتنع عن التدخين, أو لردع المتعلم عندما يقع في أخطاء لا يقع فيها مثله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
وبعد هذه النقطة تكلم الكاتب عن الحفز في الدائرة الدنيوية, وأنه يصنف في أربعة أصناف متصاعدة وهي: الحوافز المادية كحفز المتربي بالمال, والحوافز النفسية كحفز المتربي بالثناء عليه أو توفير الأمن والحماية له, والحوافز العقلية كحفزه بما يقوم به من إنجاز وما يناله من نجاح أو حفزه بالاستطلاع أو حفزه بالتحدي والمحاجة, والحوافز الغيبية وتشمل حفز المتربي باستثمار ميول الفرد العبادية كاستثمار العبادات في دفع الإنسان لنشاط أكبر وتعويد المتربي على الأذكار والأدعية المختلفة.
ثم انتقل للحديث عن الحفز في الدائرة الأخروية فتكلم عن مرتكزاته وهي الدافع الفطري المتأصل في الإنسان بما فطره الله عليه من التوحيد والحاجة للعبادة, والدافع الخلقي ويتمثل بالحاسة الخلقية عند الفرد والتي تؤدي به للتمييز بين الأفعال الحسنة والقبيحة, ثم الدافع الأمني وهو نابع من حاجة الإنسان للسند والقوة والحماية, ثم التطلع للعدل والإنصاف ويتمثل في ميل الإنسان للفصل في الحقوق ومكافأة المجتهد ومعاقبة المقصر والتطلع ليوم ينتقم المظلوم فيه من الظالم ويأخذ كل صاحب حقٍ حقه, ثم التطلع للإشباع الشامل للغرائز ويتمثل في ميل الإنسان الكامل لإشباع حاجاته ومحبوباته إشباعا شاملا فهو دائما يطلب المزيد من الأكل والشرب والتجارة وغيرها ولهذا يعد الله الإنسان بأنواع العطاء والنعيم المقيم في الآخرة.