بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية
هو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية الحرّاني, ولد في (حرَّان)عام 661 هـ, ارتحل والده به وبأخويه إلى دمشق فراراً من التتار الذي أغاروا على بلاد الإسلام في ذلك العهد , وأظهروا في الأرض الفساد.
استظهر القرآن, تعلم الحساب في حداثة سنه ثم اقبل على دراسة الفقه وعلم العربية, ثم أقبل على التفسير وأصول الفقه .
كان يحضر المحافل العلمية فيناظر ويجادل وافتى ولم يبلغ التاسعة عشرة من عمره, واقبل على تفسير القرآن في حداثة سنه .
كان ورعا تقيا لم يسع على تحصيل المباحات على الرغم من كون الأمراء والملوك خاضعين ولم يقبل صلة نفسه من سلطان . اتجه إلى رواية الحديث وحفظه وقيل أن أي حديث لايعرفه ابن تيمية ليس بحديث لما كان مشهولا عنه سرعة الحفظ وقدرته على روايته اتصف بالبطولة والبسالة في نضال جيوش التتار وكان يحث المسلمين على الجهاد ويستنهض هممهم وعزائهم .
واجه العديد من البدع والضلالات والمذاهب المتناحرة, وعارض المنطق الأرسطي والمنهج الفلسفي الحكمي العقلي, لكن مع ذلك فقد أقر بضرورة استخدام العقل في فهم الإسلام حيث إن ذلك ما أمر به الإسلام .
ولد في عصر الظاهر بيبرس الذي كان أقوى حاكم بعد صلاح الدين الأيوبي, ونشأ في عصر الخليفة الناصر الذي كان يشبه الظاهر بيبرس في خصائصه والذي انتصر على التتار واعلى شأن الأمة الإسلامية.
كان أبوه وجده من كبار العلماء, عاش في فترة مليئة بالأحداث والصراعات في المذاهب الفكرية, وعصر الحروب الأجنبية على البلاد, عادى الكثير من علماء عصره الذين اتجهوا إلى التجديد على طريق البدع التي ليت أصل في منبع الإسلام الأصيل .
ولعل كل هذه العوامل كان لها تأثيرها على فكره, فقد نشأ في اسرة توارثت العلم فكان يناظر ويجادل في مجالس العلم, كما نشأ في عصر أزدهرت فيه الخلافات والصراعات والعصيبات فدافع عن المنهج الصحيح, وابتعد عن البدع والتجديد الذي ليس قائما على منهج القرآن والسنة حيث اعتبرهما هما المنهج للديانة الإسلامية .
كما عاش في عصر ملئ بالحروب التتاغرية والصليبية ولشدة ارتباطه بدينه ولعلمه بمقدرة المجاهدين في الإسلام لم يكن معزولاً عن مجتمعه بل اشترك في الجهاد ضد التتار وفي حروب الصليبيين, فكان رجل علم وعمل لم ينعزل كما فعل غيره من العلماء المسلمين كالغزالي الذي اكتفى بمحاربة الفساد بالقلم, بل علم حقيقة النصرة لرفع راية الإسلام وهي بالقول والعمل, ولعمله بأثر هذه الحروب على أمتهه وأثرها في هدم أساسيات الأمم عمل على محاربة التجديد والمغالاة والبعد عن الخط المستقيم للدين الذي هو أساس الحكم في البلاد.
لذلك عمل على بعث الفكر الإسلامي وتجديد العلوم الشرعية لعلمه بأثر الإغارات الأجنبية على البلاد التي تهدف دائما إلى يومنا هذا هدم حضارة البلاد المغيرة عليها .
ولعل تمسكه بالمنهج الصحيح والأصلي في تنظيم أمور الحياة جعله سبّاق على كثير من علماء عصره في أفكاره عن الحكم والسياسة الاقتصاد الوظيفة الخلفية و الدينية للدولة والتي لم تلتفت إليها الدول الحديثة إلا متأخراً .
تركيزه على فكرة العدالة في كل النواحي التطبيقية . مثل عدل الحاكم مع الرعية , العدل في الميزان, العدل في التدخل الحكومي في الجانب الاقتصادي الذي تمسك به, ولعل اهتمامه بالعدالة كفكرة محورية حتى ذكره لقانون اجتماعي, دوام المجتمعات القائمة على العدل وإن كانت كافرة, وعدم دوام الدول القائمة على الظلم وإن كانت مسلمة, لعل هذا لعلمه بكثرة ذكر الله تعالى في آيات القرآن عن العدل وفي واقعة الذي عاصره الذي ذكر عدة مرات أن تعطيل تنفيذ حدود الله يفسد المجتمعات وعدم عدل الحكام مع الرعية فلعله أدرك أن الحروب المتتالية على بلاد الإسلام كانت نتيجة للبعد عن المنهج الصحيح فقد ذكر ذلك عدة مرات من الآثار السلبية لتعطيل حدود الله والوبال والفساد الذي يحل بأهلها للبعد عن شرع تعالى.
وفي علاقته بالعلماء الآخرين أمثال الغزالي, فقد رأى الغزالي أن للدولة وظائف وانها كالأوال التي لا قوام للعالم دونها: مثل الزراعة, البناء , الحياكة, السياسة وهي توجد لتساهم في تحقيق أسباب المعيشة , اما القسم الثاني: وهي الأعمال المهنية لكل هذه الصناعات والقسم الثالث: الأعمال ؟؟؟؟؟؟ للأصول وأهمها السياسة, أما عن الحاكم فقد اهتم الغزالي بالحاكم القوي الذي يقوّم النظام مع اتباع الحزم لإظهار هيبته وأن السياسة في نظره تعني استعمال القوة والعنف في إدارة وتنظيم أمور الدولة وإشاعة الأمن والأمان على عكس ابن تيمية الذي رأى أن الحاكم الحاجة له عندما لا يوجد من تتوافر فيه جميع الشروط المطلوبة فإذا وُجد حاكم قوي وفاجر وآخر ضعيف وأمين والدولة في حاجة للقوي فإنه يتولى الحكم مع مراعة أن يكونن له نائب على عكس صفاته وذلك ليتسم الحكم بالعدل في تنظيمه, أما الغزالي فقد رأى القوة للحاكم يجب أن تكون مستندة على الشريعة .
وقد ذكر ابن تيمية الوسط في التعامل وفي حياة الملوك أما الغوالي فقد جعل من أحد أسس الكم هي الزهد في الملابس الفاخرة والأطعمة .
أما الفارابي فقد رأى أن الرؤساء والمولك هم بالضرورة يتميزون بالقوة الفكرية وأنهم رؤساء بالطبيعة أولاً ثم بالإرادة ثانيا, أما ابن تيمية فقد رأى أن معرفة الأصلح للحكم هو عن طريق تطبيقه لشرع الله تعالى كما أنهم أي الحكام ليسوا حكام بالطبيعة بل انهم ينتخبون ووضع بدائل في حالة عدم وجود الحاكم الكامل الشروط باختياره على حسب حاجة الولاية من قوة , أمانة , عدل ....
وركز الفارابي على العدالة بأنها جانبين: العدالة التوزيعية والعدالة التصحيحية وأن العدل لا يقوم على المساواة المطلقة ولكن المساواة النسبية فكل حسب موقعه وقدراته مع مراعاة صالح الفرد والأهم عنده هو صالح الدولة ككل.
ولكن ابن تيمية ذكر العدالة في كثير من المواضع سواء على الوالي, الرعية, شئون الدولة وغيرها, وأن العدالة عنده هي مطلقة فقد اقر مساواة البشر جميعهم وقد ذكر قول النبي j عدما رفض أن يشفع في حد من حدود الله عند سرقة امرأة من أشرف القبائل ومحاولة اسامة بن زيد أن يشفع لها فرفض النبي jوإن كان مفهوم العدالة في كافة المعاملات إلا أنه حتى رغم الاختلاف في المفهوم فكيف توجد عدالة في تعاملات معينة مع مراعاة موقع كل فرد في في الدولة وقدراته وترتيبه الاجتماعي .
ولكن فلعل اختيار هذا المؤلف كان الأفضل في نظري لما تناوله من افكار خاصة بالراعي والرعية وحتى عدله في تحديد واجبات كل منهم, بالإضافة إلى تمسكه بالمنهج الأساسي للإسلام الذي كثير من أسسه تطبيقها الآن بعض الدول الحديثة, ولعل النظر في فكرة العدالة عنده التي أقر بأنها مطلقة حتى أنه ذكر: أن الله يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ويهلك دولة الظلم الذي قد يقع على الأفراد نتيجة ظلم الولاة للرعية والعكس, كما اهتم بالعدل حتى فيحالة تدخل الدولة في الجانب الاقتصادي في أحد مؤلفاته واهتم بالصالح العام في حالة تدخل الدولة بإجبار العمال على العمل الإضافي أو في حالة التدخل لتحديد الأسعار, وإنما يؤخد عليه فكرة تدخل الدولة لإجبار العاملين على العمل الإضافي دون إمكانية زيادة الأجر فقد قال الرسول j : "اعط للأجير أجره قبل أن يجف عرقه"
ولكن أفكاره في الاقتصاد وفي مبدأ الحرية الإقتصادية, ودور الدولة الذي أشار إلى أهميته وإلى ضرورة وجود رأس يحكم ويقضي بالعدل, حتى في اهتمامه بتنفيذ حدود الله تعالى التي لا مجال لتعطيلها فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم وهو منهج متكامل كافة شئون حياة الأفراد في كل الجوانب, حتى في حالة ورود أمر لم يرد فيه نص في القرآن ولا حديث شريف فإنه يتم التشاور بين الأفراد وترجيح الرأي في حالة اقترابه من الكتاب والسنة, فكيف يرى فرد بمفرده بعينه كل الأمور, فقد فسّر ابن تيمية نشأة الدولة واحتياج الأفراد للتعاون فيما بينهم فإن هذا منطقيا وقد ذهب إلى هذا العديد من المفكرين اليونانين أمثال افلاطون وأرسطو, كما أنه مفكر واقعي لا يفكر بمنطق المثالية التي يستحال تطبيقها في المجتمعات المختلفة عبر العصور مما لايعود بالنفع على البشرية. فقد اعتمد هذا المفكر على المنهج الأساسي والصحيح في هذا الكون فتمتع فكرة بكثير من المنطقية وإن كان يؤخذ عليه بعض الأفكار اليتي فيها نقاش ولكن إذا نظرنا إلى المجمل فسنجد اهتمامه بالعدالة التي طغت على كل أفكاره لهما أثرها في تمتع فكرة بالجاذبية لطالما حرص الأفراد في شتى العصور إلى البحث إلى تفسير للعدالة, فقد وصل إليه من خلال الطريق الصحيح وهو منهج الله تعالى رب العالمين
شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية
هو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية الحرّاني, ولد في (حرَّان)عام 661 هـ, ارتحل والده به وبأخويه إلى دمشق فراراً من التتار الذي أغاروا على بلاد الإسلام في ذلك العهد , وأظهروا في الأرض الفساد.
استظهر القرآن, تعلم الحساب في حداثة سنه ثم اقبل على دراسة الفقه وعلم العربية, ثم أقبل على التفسير وأصول الفقه .
كان يحضر المحافل العلمية فيناظر ويجادل وافتى ولم يبلغ التاسعة عشرة من عمره, واقبل على تفسير القرآن في حداثة سنه .
كان ورعا تقيا لم يسع على تحصيل المباحات على الرغم من كون الأمراء والملوك خاضعين ولم يقبل صلة نفسه من سلطان . اتجه إلى رواية الحديث وحفظه وقيل أن أي حديث لايعرفه ابن تيمية ليس بحديث لما كان مشهولا عنه سرعة الحفظ وقدرته على روايته اتصف بالبطولة والبسالة في نضال جيوش التتار وكان يحث المسلمين على الجهاد ويستنهض هممهم وعزائهم .
واجه العديد من البدع والضلالات والمذاهب المتناحرة, وعارض المنطق الأرسطي والمنهج الفلسفي الحكمي العقلي, لكن مع ذلك فقد أقر بضرورة استخدام العقل في فهم الإسلام حيث إن ذلك ما أمر به الإسلام .
ولد في عصر الظاهر بيبرس الذي كان أقوى حاكم بعد صلاح الدين الأيوبي, ونشأ في عصر الخليفة الناصر الذي كان يشبه الظاهر بيبرس في خصائصه والذي انتصر على التتار واعلى شأن الأمة الإسلامية.
كان أبوه وجده من كبار العلماء, عاش في فترة مليئة بالأحداث والصراعات في المذاهب الفكرية, وعصر الحروب الأجنبية على البلاد, عادى الكثير من علماء عصره الذين اتجهوا إلى التجديد على طريق البدع التي ليت أصل في منبع الإسلام الأصيل .
ولعل كل هذه العوامل كان لها تأثيرها على فكره, فقد نشأ في اسرة توارثت العلم فكان يناظر ويجادل في مجالس العلم, كما نشأ في عصر أزدهرت فيه الخلافات والصراعات والعصيبات فدافع عن المنهج الصحيح, وابتعد عن البدع والتجديد الذي ليس قائما على منهج القرآن والسنة حيث اعتبرهما هما المنهج للديانة الإسلامية .
كما عاش في عصر ملئ بالحروب التتاغرية والصليبية ولشدة ارتباطه بدينه ولعلمه بمقدرة المجاهدين في الإسلام لم يكن معزولاً عن مجتمعه بل اشترك في الجهاد ضد التتار وفي حروب الصليبيين, فكان رجل علم وعمل لم ينعزل كما فعل غيره من العلماء المسلمين كالغزالي الذي اكتفى بمحاربة الفساد بالقلم, بل علم حقيقة النصرة لرفع راية الإسلام وهي بالقول والعمل, ولعمله بأثر هذه الحروب على أمتهه وأثرها في هدم أساسيات الأمم عمل على محاربة التجديد والمغالاة والبعد عن الخط المستقيم للدين الذي هو أساس الحكم في البلاد.
لذلك عمل على بعث الفكر الإسلامي وتجديد العلوم الشرعية لعلمه بأثر الإغارات الأجنبية على البلاد التي تهدف دائما إلى يومنا هذا هدم حضارة البلاد المغيرة عليها .
ولعل تمسكه بالمنهج الصحيح والأصلي في تنظيم أمور الحياة جعله سبّاق على كثير من علماء عصره في أفكاره عن الحكم والسياسة الاقتصاد الوظيفة الخلفية و الدينية للدولة والتي لم تلتفت إليها الدول الحديثة إلا متأخراً .
تركيزه على فكرة العدالة في كل النواحي التطبيقية . مثل عدل الحاكم مع الرعية , العدل في الميزان, العدل في التدخل الحكومي في الجانب الاقتصادي الذي تمسك به, ولعل اهتمامه بالعدالة كفكرة محورية حتى ذكره لقانون اجتماعي, دوام المجتمعات القائمة على العدل وإن كانت كافرة, وعدم دوام الدول القائمة على الظلم وإن كانت مسلمة, لعل هذا لعلمه بكثرة ذكر الله تعالى في آيات القرآن عن العدل وفي واقعة الذي عاصره الذي ذكر عدة مرات أن تعطيل تنفيذ حدود الله يفسد المجتمعات وعدم عدل الحكام مع الرعية فلعله أدرك أن الحروب المتتالية على بلاد الإسلام كانت نتيجة للبعد عن المنهج الصحيح فقد ذكر ذلك عدة مرات من الآثار السلبية لتعطيل حدود الله والوبال والفساد الذي يحل بأهلها للبعد عن شرع تعالى.
وفي علاقته بالعلماء الآخرين أمثال الغزالي, فقد رأى الغزالي أن للدولة وظائف وانها كالأوال التي لا قوام للعالم دونها: مثل الزراعة, البناء , الحياكة, السياسة وهي توجد لتساهم في تحقيق أسباب المعيشة , اما القسم الثاني: وهي الأعمال المهنية لكل هذه الصناعات والقسم الثالث: الأعمال ؟؟؟؟؟؟ للأصول وأهمها السياسة, أما عن الحاكم فقد اهتم الغزالي بالحاكم القوي الذي يقوّم النظام مع اتباع الحزم لإظهار هيبته وأن السياسة في نظره تعني استعمال القوة والعنف في إدارة وتنظيم أمور الدولة وإشاعة الأمن والأمان على عكس ابن تيمية الذي رأى أن الحاكم الحاجة له عندما لا يوجد من تتوافر فيه جميع الشروط المطلوبة فإذا وُجد حاكم قوي وفاجر وآخر ضعيف وأمين والدولة في حاجة للقوي فإنه يتولى الحكم مع مراعة أن يكونن له نائب على عكس صفاته وذلك ليتسم الحكم بالعدل في تنظيمه, أما الغزالي فقد رأى القوة للحاكم يجب أن تكون مستندة على الشريعة .
وقد ذكر ابن تيمية الوسط في التعامل وفي حياة الملوك أما الغوالي فقد جعل من أحد أسس الكم هي الزهد في الملابس الفاخرة والأطعمة .
أما الفارابي فقد رأى أن الرؤساء والمولك هم بالضرورة يتميزون بالقوة الفكرية وأنهم رؤساء بالطبيعة أولاً ثم بالإرادة ثانيا, أما ابن تيمية فقد رأى أن معرفة الأصلح للحكم هو عن طريق تطبيقه لشرع الله تعالى كما أنهم أي الحكام ليسوا حكام بالطبيعة بل انهم ينتخبون ووضع بدائل في حالة عدم وجود الحاكم الكامل الشروط باختياره على حسب حاجة الولاية من قوة , أمانة , عدل ....
وركز الفارابي على العدالة بأنها جانبين: العدالة التوزيعية والعدالة التصحيحية وأن العدل لا يقوم على المساواة المطلقة ولكن المساواة النسبية فكل حسب موقعه وقدراته مع مراعاة صالح الفرد والأهم عنده هو صالح الدولة ككل.
ولكن ابن تيمية ذكر العدالة في كثير من المواضع سواء على الوالي, الرعية, شئون الدولة وغيرها, وأن العدالة عنده هي مطلقة فقد اقر مساواة البشر جميعهم وقد ذكر قول النبي j عدما رفض أن يشفع في حد من حدود الله عند سرقة امرأة من أشرف القبائل ومحاولة اسامة بن زيد أن يشفع لها فرفض النبي jوإن كان مفهوم العدالة في كافة المعاملات إلا أنه حتى رغم الاختلاف في المفهوم فكيف توجد عدالة في تعاملات معينة مع مراعاة موقع كل فرد في في الدولة وقدراته وترتيبه الاجتماعي .
ولكن فلعل اختيار هذا المؤلف كان الأفضل في نظري لما تناوله من افكار خاصة بالراعي والرعية وحتى عدله في تحديد واجبات كل منهم, بالإضافة إلى تمسكه بالمنهج الأساسي للإسلام الذي كثير من أسسه تطبيقها الآن بعض الدول الحديثة, ولعل النظر في فكرة العدالة عنده التي أقر بأنها مطلقة حتى أنه ذكر: أن الله يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ويهلك دولة الظلم الذي قد يقع على الأفراد نتيجة ظلم الولاة للرعية والعكس, كما اهتم بالعدل حتى فيحالة تدخل الدولة في الجانب الاقتصادي في أحد مؤلفاته واهتم بالصالح العام في حالة تدخل الدولة بإجبار العمال على العمل الإضافي أو في حالة التدخل لتحديد الأسعار, وإنما يؤخد عليه فكرة تدخل الدولة لإجبار العاملين على العمل الإضافي دون إمكانية زيادة الأجر فقد قال الرسول j : "اعط للأجير أجره قبل أن يجف عرقه"
ولكن أفكاره في الاقتصاد وفي مبدأ الحرية الإقتصادية, ودور الدولة الذي أشار إلى أهميته وإلى ضرورة وجود رأس يحكم ويقضي بالعدل, حتى في اهتمامه بتنفيذ حدود الله تعالى التي لا مجال لتعطيلها فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم وهو منهج متكامل كافة شئون حياة الأفراد في كل الجوانب, حتى في حالة ورود أمر لم يرد فيه نص في القرآن ولا حديث شريف فإنه يتم التشاور بين الأفراد وترجيح الرأي في حالة اقترابه من الكتاب والسنة, فكيف يرى فرد بمفرده بعينه كل الأمور, فقد فسّر ابن تيمية نشأة الدولة واحتياج الأفراد للتعاون فيما بينهم فإن هذا منطقيا وقد ذهب إلى هذا العديد من المفكرين اليونانين أمثال افلاطون وأرسطو, كما أنه مفكر واقعي لا يفكر بمنطق المثالية التي يستحال تطبيقها في المجتمعات المختلفة عبر العصور مما لايعود بالنفع على البشرية. فقد اعتمد هذا المفكر على المنهج الأساسي والصحيح في هذا الكون فتمتع فكرة بكثير من المنطقية وإن كان يؤخذ عليه بعض الأفكار اليتي فيها نقاش ولكن إذا نظرنا إلى المجمل فسنجد اهتمامه بالعدالة التي طغت على كل أفكاره لهما أثرها في تمتع فكرة بالجاذبية لطالما حرص الأفراد في شتى العصور إلى البحث إلى تفسير للعدالة, فقد وصل إليه من خلال الطريق الصحيح وهو منهج الله تعالى رب العالمين