بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    رواية "عزازيل" تفوز بجائزة بوكر العربية

    ناصر البدري
    ناصر البدري
    مشرف


    عدد المساهمات : 214
    تاريخ التسجيل : 17/02/2009
    العمر : 63
    الموقع : http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=1012

    رواية "عزازيل" تفوز بجائزة بوكر العربية Empty رواية "عزازيل" تفوز بجائزة بوكر العربية

    مُساهمة  ناصر البدري الخميس مارس 19, 2009 9:15 am

    بي بي سي-أبو ظبي
    في أروقة فندق روتانا بيتش حيث اجتمعت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) كانت الأعصاب مشدودة طوال يوم أمس الثلاثاء.
    أعصاب المؤلفين الستة الذين تنافست رواياتهم على الفوز بالجائزة، وأعصاب الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية الحدث، والذين حاول بعضهم التكهن بل ومحاولة "جر رجل" أعضاء لجنة التحكيم بأساليب مختلفة للبوح باسم الفائز ولو بشكل غير مباشر، دون جدوى.
    هذه الجائزة دخلت سنتها الثانية، وتنافست عليها الروايات التي صدرت في السنة الفائتة (حتى أواخر شهر يوليو/تموز) مرشحة من دور النشر، ويحظى الفائزون الستة الذين يشكلون اللائحة قبل النهائية (اللائحة القصيرة) بتسليط الاضواء الأعلامية عليهم ولفت دور النشر العالمية الى إنتاجهم، بالاضافة الى مبلغ رمزي قدره عشرة آلاف دولار أمريكي.
    أما الفائز النهائي فيحصل على خمسين الف دولار امريكي ويشق طريقه بيسر الى العالمية، من خلال الترجمات التي تحظى بها روايته الفائزة، الى عدة لغات عالمية.
    تميزت اللائحة القصيرة لهذه السنة بتنوع جغرافي حيث كان بين الذين حظوا بها اثنان من مصر (يوسف زيدان، الذي فاز بالجائزة النهائية عن روياته "عزازيل) ومحمد البساطي وروايته "جوع، وروائي من سوريا هو فواز حداد وروايته "المترجم الخائن" وروائية من العراق حملت روايتها عنوان "الحفيدة الأمريكية" وآخر من تونس هو الحبيب السالمي بروايته "روائح ماري كلير" وأخيرا وليس آخرا الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله وروايته التي حملت عنوان "زمن الخيول البيضاء".
    في كلمته عبر جوناثان تيلر رئيس لجنة أمناء الجائزة وممثل جائزة البوكر البريطانية (التي تعتبر هذه الجائزة الشقيق العربي لها) عن سروره للمرحلة التي قطعتها الجائزة خلال عمرها القصيرة، ونوه بالدور الذي تضطلع به في في تقديم الروائيين العرب المتميزين الى العالمية.
    أما أحمد علي الصايغ ممثل مؤسسة الإمارات التي تمول الجائزة فقد قال ان المؤسسة تفكر بتوسيعها لتشمل اصنافا أدبية ونشاطات أخرى.
    عزازيل، صوتنا الداخلي
    بعد إعلان فوز الروائي المصري يوسف زيدان بالجائزة عن روايته "عزازيل" عقدت لجنة التحكيم مؤتمرا صحفيا شهد العديد من الأسئلة التي وجهها الصحفيون.
    رغم إعجابي الشديد بالرواية وتوقعي لفوزها بقوة بلغت حد اليقين إلا أني لم استطع مقاومة رغبة بالمشاغبة، فسألت يوسف زيدان عن سبب استهلال الرواية المشبعة بالإيحاءات الفلسفية والثرية بامكانيات لا محدودة لتأويل النص السردي الجميل بحديث نبوي قطع الطريق على الكثير من التأويلات الممكنة والمحتملة، بل وأدى الى تبسيط نص وأحداث مركبة فلسفيا وجماليا.
    كان رد زيدان أنه أراد في روايته اضاءة ما يؤمن به من قصر المسافات بين الأديان المختلفة ووجود جسور وتراث مشترك.
    لم يقنعني الرد ووجدت فيه أسلوبا صحفيا تبسيطيا للتعامل مع الموضوع أكثر منه أدبيا، ولكني لم ألق بأسلحتي، بل لاحقت المؤلف باسئلتي بعد المؤتمر الصحفي.
    كان يهمني أن اعرف من هو "عزازيل"، واصررت على إجابة تتجاوز التبسيط الذي اعتمده المؤلف في إجاباته على أسئلة الصحفيين السابقة.
    قال زيدان ان فهمه لشخصية عزازيل (وهو من أسماء الشيطان) أنه رمز للجنوح الى الحرية والحلم والإبداع في كل منا.
    ولفت الكاتب انتباهي الى تعبير طالما استخدمناه باللغة العربية وهو تعبير "شيطان الشعر" الذي يشير الى العلاقة ما بين الشيطان والابداع.
    عزازيل في رواية يوسف زيدان هو شيطان لا علاقة له بالصفات السلبية التي تلصق عادة بإبليس في مفهومه الديني، وإن كان في جوهره لا يختلف عنه، إلا أن تناول الكاتب له جعله يبدو قريبا منا، فهو الأنا الداخلي لكل منا، المشجب الذي نعلق عليه كل رغباتنا المحرمة وجنوحنا الى التحليق والحرية.
    هو مناجاتنا الداخلية وحوارنا مع أنفسنا، هو صوتنا الآخر الذي نعمد الى كبته حينا ويغلبنا فنلعنه في أحيان أخرى، هو الإغراء للاقتراب من الذات في أكثر حالتها بدائية ونقاء، ليس بالمفهوم الديني لهذه الكلمة، بل بالمفهوم الفلسفي لها.
    يوسف زيدان جعل عزازيل يتحرك على أرضية شائكة، فهو جعله يستوطن روح راهب مسيحي، ولكن الأرض التي تحركت عليها شخصياته بدت مألوفة ليس فقط لها بل للمؤلف الذي قام بمجهودات هائلة في البحث في تفاصيل الحياة اليومية للمدن التي مر بها بطل روايته في عهد مضى عليه ألفا سنة، وأكد لي أنه كان يقضي أياما طويلة في القراءة والبحث من أجل القدرة على وصف ثوب أو وجبة غذائية أو وصفة طبية عرفت في ذلك العصر.
    يوسف زيدان نجح في تقريب حياة العصر الى قارئه بشكل مذهل، ونجح أيضا بالفوز بجائزة ستقدمه الى جمهور تتجاوزه حدوده لغة الضاد، وهو ما يلقي على كاهله بمسؤولية إضافية كما قال لي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:45 am