عملاق الكمياء
[جابر بن حيان
أنا جابر بن حيان بن عبداللهأبى:حيان بن عبدالله وكان عطاراً يعيش فى طرطوس شمال أنطاكية بسوريا أيام الخليفة عمربن عبدالعزيز وهاجر أبى طوس شمال شرق إيران.
مولدى ما إن استقر أبى طرطوس حتى جاءه خبر وفاة والخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز.فحزن بشدة لكن حزنه انقلب الى فرح شديد عندما أنجبتنى أمى وكان ذلك عام102ه،720م.
بدأت اتعلم من ابى اسرار المعادن والاحجار.
وكان علم الكمياء ساعتها بدائياً.وعرفت من أبى ان الكمياء هى التى نصنع بها الصابون والزجاج ويصنع الصينيون بها الأوراق.
وكانت الكمياء متخلفة ومرتبطة بالتعاويذ والسحر والشعوذة.
ثم رحلت الى الكوفه والتقيت فيها بالعالم الجليل((جعفر الصادق))الذى كان صديقاًً لأبى وأعطانى كتاب((القراطيس))وهو كتاب مترجم عن اليونانية.وبحثت عن معارف القدماء:الفرس والهنودوالصينيون.
كما سألت أهل الحرف والنجارين والزجاجين والحدادين والنحاسين وكلهم عندهم بعض علم فى المعادن التى يصنعونها.
وبعد ذلك أنشأت لنفسى معملاً فى بيتى، أعمالى:اكتشفت ماء الذهب..
وعرفت كيف نستخلصه من معدن الدهب.
واكتشفت نظرية الاتحاد الكيمائى،التى تقول بأن ذرات العناصر المتفاعله تتصل ببعضها.وهذه النظرية قال بها((دالتون))بعدى بألف سنه.
وعرفت ان المعادن الرخيصة يمكن جعلها نفيسة،ولكن لم اعلاف جهازاً اوطريقة لتنفيذ هذه التجارب.وصنعت حجر الكى،وهو من((نترات الفضه))وهذا الحجر لكى الجروح والعضلات الفاسدة خاصة فى الحروب وقد استفاد العباسيون فى حروبهم منه كثيراً.
وصنعت حبراً مضيئاً فى الليل من صدأ الحديد،ويستخدم فى الرسائل الحربية،لتقرأ فى الليالى المظلمة كما صنعت طلاء يقى الثياب من البلل،وطلاء يقى الحديد من الصدأ،وطلاء يقى الخشب من الاحتراق.
واكتشفت الورق غير القابل للاشتعال.
واكتشفت((ماء الفضة))وعنصر البوتاس،وملح النشادر،وحامض الكبرتيك،وحامض الهيدروكلوريك،وحامض النيتريك،وغيرها من الأحماض والعناصر الكيمائية.
كما اكتشفت طرائق لصبغ القماش ودباغة الجلود.
ووصفت بكل دقة العمليات الطبيعية الكيميائية كالترشيح والتكثيف والتبخير،والتبلور والاذابة والتصعيد.
وقد كتبت 54كتاباً فى الكمياء منها: التدابير،والبحث،والتراكيب،والاسرار،والمجرات،والخواص،وإخراج مافى القوة الى الفعل،والوصية.
وفى مدينة((طوس))التى ولدت فيها..نمت على فراشى،وقد بلغت الثلاثة والتسعين من عمرى.
وزارنى الخليفة المأمون وتلميذى عزالدين.وكانت آخر زيارة لى.
وبعد خمسة قرون من رحيلى..بدأ الاوروبيون يترجمون كثيراً من كتبى ونسب كثير منهم آرائى الى انفسهم.
لقد جعلت الكمياء علماً حقيقياً له نظرياته،وأخضعت كل شئ فيه للمعمل وبعدت به عن الشعوذه والدجل لهذا لقبنى العالم بلقب(المؤسس الاول للكمياء)).