بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    تنمية قدرات الموهوبين

    avatar
    SOHER KHLEL


    عدد المساهمات : 8
    تاريخ التسجيل : 16/03/2010

    تنمية قدرات الموهوبين Empty تنمية قدرات الموهوبين

    مُساهمة  SOHER KHLEL الجمعة أبريل 02, 2010 10:54 pm

    * موضوع البحث *
    .تنمية قدرات الموهوبين دراسيا وفنيا

    *محتوى البحث:

    إن تنوع الملكات البشرية حقيقة وواقع ملموس، وتفاوت المواهب أمر واضح ومشاهد، يمن الله بها على من يشاء من عباده، فإذا صُقلت هذه المواهب ونمت، عم الخير وكان الإبداع بإذن الله، وأدى التفوق البشري دوره المطلوب في استعمار الأرض. أما إذا ما أهملت تلك المواهب والملكات فإن ذلك يُعد تقصيراً ، ليس في حق الأبناء الموهوبين أو المجتمع وحسب، بل في شكر الله وحده على عطاياه الجليلة، قال تعالى { الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} (السجدة: 7-9).
    إن من الحقائق الواضحة التي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها أن الفرد الذي يشغل عقله دائماَ بأفكار جديدة تسهم في تقدم مجتمعه ولا يشاركه فيها أحد من أقرانه هو فرد متميز النسيج فريد الطبيعة، يسير في دروب مختلفة، يواجه الناس بمفرده، ويسهب في مناقشة نفسه والآخرين ليصل إلى جذور المعلومة، مواجهاً المعارضة باقتدار ومتحدياً المعايير المتعارف عليها ليصل إلى معايير ذاتية للارتقاء بأدائه، وقليل جداً من بني البشر هم الذين يمثلون هذا الوصف ويتحملون أن يكونوا متفردين، وهنا تتجلى روعة الخالق جل وعلا في هبته الجليلة لبعض عباده ليكونوا موهوبين








    ومتميزين يتحملون عبء الحفاظ على المقدرات البشرية والرقي بمجتمعاتهم لاستعمار الكون.
    قد لفتت ظاهرة التفوق العقلي لدى البشر نظر الفلاسفة والمفكرين والتربويين منذ أقدم العصور، وحاولوا جاهدين تقديم تفسيرات متباينة للملكات البشرية تراوحت ما بين التلبس من الجن، إلى "الاستشراق الإلهي" كدليل على رضا الآلهة، كما استخدمت مصطلحات مختلفة للدلالة على التفوق ، منها العبقرية والنبوغ والتميز والموهبة والإبداع.
    لقد أضحت رعاية المتفوقين والموهوبين وتقديرهم بما يتلاءم وقدراتهم ضرورة حتمية وإستراتيجية مهمة من استراتيجيات التنشئة في مجتمعات اليوم، ذلك أنهم ثروة وطنية غير قابلة للتعويض أو الاستبدال، وبالأخص في عصر العولمة وتفجر المعلومات والزخم الهائل للتقنية؛ غير أن عدم انصياع هؤلاء الموهوبين لضغوط الجماعة والانفراد بأفكار وسلوكيات تغاير ما تعارف عليه الغالبية العظمى من أفراد المجتمع يجعلهم عرضة لعدم التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي، فتُكبت الحاجات وتُهدر الطاقات، وقد ينضب معين ثري للإبداع لا يمكن تعويضه.
    وخلال العقود القليلة الماضية أحتل موضوع رعاية المتفوقين والموهوبين اهتماماً متزايداً في عدد كبير من دول العالم، وتشكلت له العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية والوطنية والدولية، أسهمت إلى حد كبير في دفع عجلة الاهتمام بهذه الفئة من أبناء المجتمعات إلى الأمام، وقدمت من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المختلفة خيرات كثيرة للرعاية المناسبة لهم.
    إن من المؤكد من خلال استعراض الأدبيات العربية والأجنبية المتعلقة برعاية الموهوبين والمبدعين عبر العقود القليلة الماضية أن المجتمعات المقدرة لإسهامات هذه الفئة من الأبناء لم تلتزم اتجاهاً واحداً بعينه في تربيتهم حيث تباينت هذه الاتجاهات تبعاً للفلسفات الاجتماعية ما بين الدمج الشامل والعزل الشامل. ويمكن بشكل عام استعراض ثلاث اتجاهات استخدمت مؤخراً بصورة أو أخرى في رعاية الموهوبين وهي:



    * أولا: الاتجاه الذي ينادي أنصاره بضرورة دمج الطلاب الموهوبين بالمدارس العادية (دمج أكاديمي)، ومن مبرراتهم لإتباع هذا الاتجاه ما يلي:
    1- المحافظة على التوزيع الطبيعي للقدرات العقلية في الصف العادي لضمان تمثيل المستويات الثلاث المتعارف عليها: التميز، العادي، وما دون العادي.
    2- المحافظة على مستوى التفاعل الاجتماعي الطبيعي في الصف العادي بين المستويات الثلاث من القدرات العقلية وما يوفر ذلك التفاعل الاجتماعي من فرص تنافسية شريفة بين الطلاب.

    *ثانياً: اتجاه ينادي أصحابه بضرورة عزل الطلاب الموهوبين عن أقرانهم العاديين وفتح مدارس خاصة لهم تسمى بمدارس أو أكاديميات الموهوبين، ولأنصار هذا الاتجاه مبرراتهم، منها:
    1- إعداد الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية في المجتمع.
    2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها للمجتمع.
    3- توفير فرص الإبداع العلمي للطلاب الموهوبين في المجالات المختلفة.

    *ثالثاً: ينادي أنصار هذا الاتجاه بضرورة دمج الطلاب الموهوبين في المدارس العادية شريطة تخصيص صفوف خاصة بهم ويقدمون المبررات التالية:
    1- المحافظة على التفاعل الاجتماعي بين مستويات الطلاب الثلاث في المدرسة العادية وما يوفره ذلك من فرص تنافسية حقيقية بين الطلاب في المجالات المختلفة.
    2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.
    3- إعداد كفاءات وكوادر علمية متخصصة في مجالات مختلفة.
    4- عدم إفساح المجال أمام الموهوبين ليطوروا الإحساس بالتميز وبالتالي الشعور بالتعالي والكبرياء والعظمة.
    5- توفير فرص تنافسية شريفة للطلاب العاديين للعمل إلى جانب أقرانهم العاديين والاستفادة من تميزهم وخبراتهم. (المعايطة والبواليز، 2004).


    على أية حال، فإن استخدام أيٍ من الاتجاهات السابقة له محاسنه ومساوئه استناداً إلى فلسفة المجتمع واتجاهاته أفراده نحو الموهوبين، وطبيعة البيئة التربوية، ومدى استجابتها لحاجات المجتمع من ناحية، وحاجات الموهوبين الخاصة من ناحية أخرى.
    هذا، ولقد أجحفت بعض الدراسات والتقارير المسحية حق الدول العربية عندما أشارت إلى ندرة برامج الرعاية الخاصة للطلاب الموهوبين في معظم الدول العربية، وأن هذه الدول لازالت تتجاهل ضرورة العناية بهذه الفئة من الطلاب، ومدى حاجتها إلى طاقات الموهوبين والمبدعين في الميادين العلمية المختلفة، على أنها كفاءات عالية الجودة لها إسهاماتها التي تتميز كماً وكيفاً عن إسهامات باقي أفراد المجتمع. غير أن الواقع يمثل صورة مغايرة لم أطلقته تلك الدراسات والتقارير حيث تبين مؤخراً أن هناك سباق محموم بين الدول العربية نحو مسألة اكتشاف الموهوبين والتعرف على حاجاتهم، وتوفير العناية والتربية اللازمة لهم، بهدف توفير القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية من جهة، والوقوف أمام تيار هجرة العقول العربية إلى الدول الغربية من جهة أخرى.
    وقد تمخض عن هذا الاتجاه الايجابي نحو تربية الموهوبين والمبدعين في الدول العربية تضمين مشروع التقرير النهائي للجنة الاستشارية للبرنامج الإقليمي لتعميم التعليم الابتدائي وتجديده ومحو أمية الكبار في الدول العربية، الذي أعد في نهاية جلسات المؤتمر الخامس لوزراء التربية والوزراء المسئولين عن التخطيط الاقتصادي في الدول العربية خلال شهر يونيو من عام 1994م، بنداً ينص على أهمية تنمية القدرات الإبداعية والمواهب الخاصة للموهوبين بواسطة الأساليب الانتقائية المناسبة للكشف عن مواهبهم وتلبية احتياجاتهم. وبناءً عليه، فقد طورت حكومات الدول العربية أشكالاً عدة لرعاية هذه الفئة شملت:
    - تطبيق نظام التسريع الأكاديمي.
    - إنشاء المراكز الريادية التي تنتهج أسلوب الإثراء بأشكاله المختلفة.
    - تقديم منح لأوائل الدفعات في امتحانات نهاية المرحلة الثانوية.
    - عقد المسابقات السنوية على المستوى العربي والقطري.
    - عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية بهدف مناقشة موضوعات تتعلق بتنمية الموهبة والإبداع.
    - إنشاء المدارس الخاصة بالموهوبين لاستقطاب الطلاب الذين يظهرون تحصيلاً عالياً وقدرات إبداعية وعقلية استثنائية. (الداهري، 2005 ، الظاهر، 2005).

    وتعتبر المملكة العربية السعودية سباقة في مجال رعاية الموهوبين على الصعيدين العربي والخليجي، حيث تًعد الدولة الوحيدة حتى الآن التي خصصت إدارة عامة لرعاية الموهوبين على مستوى وكالة مساعدة في وزارة التربية والتعليم، كما أن هناك مؤسسة رائدة تقوم على دعم كل ما من شأنه اكتشاف ورعاية الموهوبين والمخترعين من أبناء الوطن، سميت تيمناً باسم مؤسسة المملكة جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود، وكلا المرفقين يعملان على نشر الرعاية المناسبة في أرجاء المملكة، تمثلت في افتتاح عدد من مراكز رعاية الموهوبين في عدد من مدن المملكة وتطبيق أسلوب " السحب لبعض الوقت" Pull-out Programs لرعاية الموهوبين من طلاب المدارس العادية أثناء الدوام الرسمي. كما أن هناك تطبيق مستمر للبرامج الإثرائية الصيفية تحت إشراف ورعاية ودعم كامل من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والإدارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم.
    هكذا يتضح أن المملكة العربية السعودية تتبع في رعايتها للموهوبين اتجاهاً مرناً يعتمد على تهيئة البيئات المناسبة لتلبية حاجاتهم الخاصة، سواءً في المدارس العادية أو المراكز المخصصة لرعايتهم أو مؤسسات ومرافق الدولة الأخرى، وهي أقرب في ذلك إلى الاتجاهين الأول والأخير اللذين ذكرا آنفاً، دون العمل على تطبيق الاتجاه الثاني الذي ينادي أنصاره بضرورة عزل الموهوبين في مدارس خاصة بهم؛ غير أن فكرة هذا الاتجاه غير مستبعدة حالياً حيث تتجه كل من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ووزارة التربية والتعليم نحو دراسة مدى الحاجة لتطبيق هذا الاتجاه، والعمل على توفير الأسس الضرورية لإنجاح العمل بهذا الأسلوب من الرعاية، عن طريق افتتاح أكاديميات خاصة بالموهوبين تهدف إلى توفير الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة في المجالات العلمية والرياضيا

    * حاجات الموهوبين:
    إلى عهد قريب جداً لم تكن حاجات الطلبة الموهوبين تؤخذ في الاعتبار عند تخطيط البرامج وإعداد المناهج الدراسية لأسباب عدة ومعتقدات خاطئة ليس هذا مجال لذكرها الآن؛ إلا أن التيارات التربوية الحديثة أكدت على ضرورة أخذ حاجات الموهوبين بعين الاعتبار مثلما تؤخذ حاجات باقي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار، وذلك من منطلق:
    1- أن التربية الخاصة حق للموهوب كما هي حق لباقي الإفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن الدراسات والبحوث الميدانية أثبتت أن الموهوب يحتاج إلى مساعدة ودعم ومساندة من قبل من يحيطون به لكي ينجح ويثبت جدارة قدراته، ولتُصقل مواهبه بالشكل الصحيح. فعملية الكشف عن الموهوبين لا تتم بصورة عفوية من قبل معلم الصف العادي، بل لابد من استخدام محكات وأدوات مناسبة للتعرف على القدرات الكامنة، ومن ثم التخطيط لتقديم خبرات وبرامج مغايرة لما يقدم عادة في الصف العادي لتنمى هذه القدرات وتصقل المواهب.
    2- أن قصور مناهج التعليم العام عن تلبية حاجات الموهوبين وإشباع رغباتهم. غالباً ما تُعد مناهج التعليم العام لتُلبي حاجات وتُحاكي قدرات الفئة الغالبة من الطلبة، وهم العاديون، بينما يعاني الطالب الموهوب داخل الصف العادي من مشكلات الملل والضجر ونقص المعلومة التي تتحدى قدراته. ولقد أكدت الدراسات أن نسبة لا بأس بها من المتسربين من المدارس هم متفوقون موهوبون.
    3- أن رفاه المجتمع وتنميته بيد هؤلاء الموهوبين. مهما أمتلك المجتمع من ثروات مادية فإن الثروة البشرية المشغلة لتلك الثروات تبقى الأهم. والموهوبون هم ينبوع القدرات الذي لا ينضب، فهم المفكرون والمخترعون والمكتشفون، وهم القادة والمختصون، وهم الأساس في تحريك عجلة التقدم والتطور البشري، فكيف لمجتمع أن ينعم بالرفاه ورفعة الشأن دون رعاية مناسبة للموهوبين من أبنائه.
    4- أن مبدأ تكافؤ الفرص يجب أن يطبق بمعناه التربوي الصحيح. يدعي البعض أن تفريد الموهوبين ببرامج خاصة ورعاية مغايرة عما يحصل عليه باقي الأقران ينافي مبدأ تكافؤ الفرص الذي تدعيه النظم الديمقراطية. إن العدالة الاجتماعية تنادي حقاً بتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع؛ لكن كل بحسب ما تسمح به قدراته. ولقد أكد الخبراء التربويون أن هناك خلط واضح في تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص الذي عني أصلا تهيئة الظروف الملائمة لكل طالب كي يتقدم بأقصى ما تسمح به طاقاته وأن يحقق ذاته. وقد ورد هذه المعنى في كتاب الله العزيز حين قال جل وعلا {ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون، وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم} (النحل: 75-76).
    5- أن النمو المتوازن للموهوب ضرورة للاستفادة من طاقاته الكامنة. يدعي بعض المعارضين لتقديم خدمات تربوية خاصة بالموهوبين أن هؤلاء الطلبة لا يحتاجون إلى مساعدة لأن قدراتهم ونموهم المتسارع يؤهلهم للنجاح في الدراسة والحياة دون تدخل مباشر ممن حولهم؛ غير أن الواقع أثبت غير ذلك، فمهما كان النمو العقلي متسارع لدى الموهوب تبقى جوانب شخصيته الأخرى (الجسمية والانفعالية والاجتماعية) في قصور مقارنة بالنمو العقلي، كلما كان العمر العقلي أكبر من العمر الزمني كلما كبرت الفجوة في باقي مجالات النمو، وظهر القصور وضحاً في أداء الموهوب وتوافق النفسي الاجتماعي وتكيفه مع من حوله؛ وعليه، فإن حرمان الموهوب من الرعاية والدعم والمساعدة سيجعله عرضة للكثير من مشكلات التوافق والتكيف، بل من الممكن التعرض للانحدار في القدرات. (جروان، 2002).

    هذا، ولقد أجمعت الدراسات والبحوث على أن الموهوبين يتمتعون في الغالب بشخصيات سوية تتسم بالقوة والصحة والتوافق الاجتماعي، وعموماً يكونون مفعمين بروح الصداقة وبسرعة الفهم وحدة التنبه واليقظة، كما يفوقون أقرانهم في جميع الخصائص السلوكية سواءً أكانت العقلية أو الاجتماعية أو الوجدانية أو الجسمية. كما أن ميول الموهوبين الواضحة وهواياتهم واهتماماتهم المتعددة تسهم بشكل كبير في لفت انتباه الآخرين لهم وتساعد على اكتشافهم والتعرف على حاجاتهم الخاصة التي غالباً ما تعجز النظم التربوية التقليدية عن تلبيتها، وخاصة في المدارس، وبالتالي يكونون عرضة للإهمال وتهدر طاقاتهم في خبرات تربوية أدني بكثير مما يشبع رغباتهم ويحقق طموحاتهم.




    لقد قدمت الدراسات والبحوث النفسية والتربوية قوائم عديدة تتضمن الكثير من الحاجات التربوية والاجتماعية والجسمية والنفسية للموهوبين تضمنت ما يلي: يمكن إيجازها فيما يلي:
    1. الحاجة إلى التعلم والتقدم في السلم التعليمي بحسب ما تسمح به قدراتهم.
    2. الحاجة إلى خبرات تعليمية تتناسب مع مستوى تحصيلهم.
    3. الحاجة إلى تنمية مهارات التفكير المستقل.
    4. الحاجة إلى تعلم المهارات الدراسية التي تساعدهم على التعلم والدراسة مدى الحياة.
    5. الحاجة إلى التعبير الحر عن عواطفهم ومشاعرهم وكل ما يعرفونه من معلومات وخبرات.
    6. الحاجة إلى تطوير مفاهيم إيجابية عن أنفسهم بحيث يكون تقديرهم الذاتي عالياً.
    7. الحاجة إلى مزيد من الانجاز ليتناسب مع ما لديهم من قدرات عالية ودافعية تختلف عن ما لدى أقرانهم العاديين.
    8. الحاجة إلى المزيد من تقدير الآخرين لهم بما يتناسب مع ما يشعرون به نحو أنفسهم وما تؤكده إنجازاتهم المتميزة.
    9. الحاجة إلى الاندماج الاجتماعي حتى لا يشعروا بالغربة أو العزلة الاجتماعية.

    هذا، ولقد قامت فان تسل-باسكا (1981) بتلخيص حاجات الموهوبين العامة في النقاط التالية:
    *أولاً: التحرك في السلم التعليمي بحسب ما تسمح به قدراتهم واستعداداتهم دون النظر إلى عامل السن أو النظم الإدارية (إسراع).
    *ثانيا: التوسع والتعمق في اكتساب المعلومات بالقدر الذي يسمح بتفتق الطاقات وانهمار الأفكار التي تؤدي إلى الإنتاج الإبداعي (إثراء).
    *ثالثاً: توجيه وإرشاد صادقين في:
    1. تحمل كون الشخص الموهوب غير عادي.
    2. أساليب اتخاذ القرارات السليمة.
    3. التخطيط السليم للدراسة والعمل والحياة المستقبلية.


    وقد أكد جروان (2002) على أن أفضل برامج رعاية الموهوبين هي التي تتميز بالطابع الشمولي في الخدمة بحيث تتكون من العناصر الثلاث الرئيسة للرعاية وهي: الإسراع، الإثراء، الإرشاد، لأن تطبيق مثل هذا النوع من البرامج يؤدي بالضرورة، إذا ما توفرت له الشروط البيئية المناسبة، إلى تلبية كافة الحاجات الفردية للموهوبين في الجوانب المعرفية والانفعالية والإبداعية والنفس-حركية.

    *برامج رعاية الموهوبين:
    يُجمع المربون والباحثون على أن برامج رعاية الموهوبين يجب أن تحقق الأهداف التالية:
    1- التعرف المبكر قدر المستطاع على حالات الموهوبين.
    2- الاستخدام الأمثل والمناسب لنتائج عدد من محكات قياس وتشخيص لقدرات الموهوبين.
    3- وضع برامج رفيعة المستوى سواءً داخل الأطر المدرسية أو في المجتمع بوجه عام للموهوبين.
    4- التعاون المشترك بين المسئولين في المدارس (معلمين وإداريين) وأولياء الأمور والمختصين وبعض الموهوبين أنفسهم لنشر الوعي وشحذ الهمم وتحفيز الطاقات وتغيير الاتجاهات نحو رعاية مُثلى للموهوبين.
    5- العمل على تطوير اتجاهات إيجابية نحو رعاية الموهوبين عن طريق دحض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة التي تنادي بتنميط الرعاية وحرمان الموهوبين من خدمات خاصة تناسب قدراتهم وتلبي حاجاتهم.
    6- يجب أن تتصف أهداف برامج رعاية الموهوبين بالوضوح، وأن تكون معلنة ومستوعبة من قبل أولياء الأمور والمسئولين في المدارس وباقي أفراد المجتمع، لأن ذلك من شأنه توحدي الجهود وتحفيز الطاقات لاستخدام أمثل الطرق والأساليب التربوية لرعاية هذه الفئة من الطلبة.
    7- يجب مراعاة ترجمة الأهداف إلى أنماط سلوكية مرغوب فيها بالنسبة للموهوبين.
    8- يجب مراعاة أن تكون أهداف البرامج التربوية متمشية مع خصائص الموهوبين.
    9- يجب أن تحتوي برامج الموهوبين فرصاً إرشاد وتوجيه مناسبة لمشكلات الموهوبين.
    10- يجب أن تُعنى برامج الموهوبين بمجالات محددة للتفوق والموهبة تختار على أساس حاجات المجتمع.
    11- يجب توفير الإمكانات المادية اللازمة لسير البرامج ونجاحها حسب ما هو مخطط لها.
    12- يجب توفير الكوادر الفنية المدربة والمؤهلة خصيصاً للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، ويشمل ذلك المعلمين والأخصائيين والإداريين.
    13- يجب أن يكون مبدأ الفروق الفردية هو المحور الرئيس في تقديم الخدمات الخاصة للموهوبين في أي بيئة تربوية.
    14- يجب أن يكون من أهداف برامج رعاية الموهوبين تطوير مهارات حل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار.
    15- يجب أن تراعي برامج رعاية الموهوبين الأنماط الحياتية المختلفة للموهوبين وتطور أنماط بديلة لديهم تساعدهم على التأقلم السريع مع متغيرات الحياة.
    16- على برامج رعاية الموهوبين الاهتمام بتطوير المهارات الاجتماعية.
    17- من الضروري أن تنمي برامج رعاية الموهوبين المهارات القيادية والتوجيه الذاتي لديهم للحد الذي يشعرهم بالمسؤولية نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم والعالم أجمع.
    18- يجب أن تركز برامج رعاية الموهوبين على إكسابهم مهارات دراسية تضمن حصولهم على التفوق العلمي إلى جانب صقل مواهبهم المتميزة.
    19- يجب أن تساعدهم تلك البرامج على تطوير نماذج تفكير عالية تفتح أمامهم أفاق المعرفة والإنتاج الإبداعي.
    20- على برامج الموهوبين مسؤولية كبيرة ألا وهي إعدادهم لأدوار اجتماعية وقيادية تقود مجتمعاتهم إلى مصاف الدول المتقدمة. (السرور، 2003)

    هذا، ولقد ضم الأدب التربوي لمجال رعاية الموهوبين نماذج مختلفة للبرامج التعليمية الخاصة بهذه الفئة، وغالبية هذه البرامج يمكن تصنيفها في مجموعات رئيسة هي : برامج التسريع، برامج الإثراء، وأساليب التجميع، حيث تتشابه وتشترك فيما بينها في الأهداف وطبيعة التنفيذ.



    *أولاً: برامج التسريع أو الإسراع Acceleration:
    غالباً ما يواجه الطلبة الموهوبون في الصف العادي احباطات جمة وملل كبير نتيجة انتظارهم لزملائهم العاديين لاكتساب المعلومة التي استوعبوها هم من المرة الأولى، أو نتيجة الضغوط المختلفة التي تقع عليهم من قبل أقرانهم والمحيطين بهم، كما أن غالبية الخبرات الإثرائية التي يدعي بعض المعلمين أنهم يقدمونها للطلبة الموهوبين ما هي إلى أعباء إضافية وواجبات زائدة لا تلبي حاجات الموهوبين ولا تتحدى قدراتهم، مهمتها فقط شغل فراغهم وإجهادهم واستنفاذ طاقاتهم حتى لا يشغلوا المعلمين وزملائهم، أو يحولوا الفصل إلى فوضى. من هنا تأتي إستراتيجية الإسراع كحل مباشر وعملي للطلبة الموهوبين سريعي التحصيل ، حيث تسمح للطالب الموهوب بالتقدم في السلم التعليمي بمعدل أسرع مما هو معتاد بالنسبة لأقرانه العاديين. فالموهوب في هذه الحالة يتحرك في جدوله الدراسي بالسرعة التي تريحه وتسمح له بالتفوق، وهذا يبعده إلى حد كبير من التنميط في متوسط الصف العادي. (عبيد، 2000).
    وتستند إستراتيجية الإسراع على مبدأ مهم جداً وهو أن الطالب الموهوب المراد تسريعة لديه الجدارة والنضج العقلي المبكر في بعض المجالات، ومن سرعة الاستيعاب والفهم والتعلم ما يمكنه من إنهاء البرنامج الدراسي في زمن أقل، وفي سن مبكرة عما هو معتاد ومتعارف عليه (القريطي، 2001).
    وتذكر السرور (2003) والداهري (2005) أن هناك أسباباً منطقية ونفسية لاستخدام أسلوب التسريع، حيث تكمن الأسباب المنطقية في أن درجة التقدم في البرامج التعليمية يجب أن تكون حسب سرعة استجابة المتعلم لها، وبذلك تكون ملبية للفروق الفردية بين الطلبة في مجال القدرات المعرفية. أما الأسباب النفسية فيمكن تلخيصها في التالي:
    1. عملية التعلم هي مجموعة عمليات متطورة ومتسلسلة.
    2. هناك فروق فردية في التعلم بين الأفراد في أي عمر زمني.
    3. يتضمن التعليم الفاعل تحديد موقع المتعلم في العملية التعليمية، وتشخيص الصعوبات التي يعاني منها ومعالجتها.
    من هذا المنطلق يؤكد القريطي (2001) على أن برامج التسريع الأكاديمي تلبي الكثير من الاحتياجات العقلية للموهوبين، كما تهيئ لهم خبرات تعليمية تتحدى قدراتهم، وتستثير حماسهم ودافعيتهم للتعلم والتحصيل، مما يخلصهم من المشاكل الكثير والاحباطات المتعددة ومظاهر الملل المختلفة التي قد تنتج بسبب تقييدهم بالتحرك النمطي في السلم التعليمي.
    ويشارك الظاهر (2005) القريطي والباحثين الآخرين في أن من مبررات استخدام أسلوب الإسراع في برامج الموهوبين ما يلي:
    1- تجنب الهدر الكبير الذي يحدث عند بقاء الطالب الموهوب في الصف العادي حيث أن الفترة التي يقضيها هذا الطالب طويلة قد تصل إلى حوالي أكثر من 25 سنة قبل أن يصبح قادراً على العطاء الاحترافي ويؤثر في حياة مجتمعه.
    2- المردود الاقتصادي العائد على المجتمع جراء تطبيق هذه الإستراتيجية وينهي بعض الموهوبين حياتهم الدراسية في سنوات اقل ويشاركوا في الحركة الاقتصادية للبلد.
    3- استغلال الموهوبين أنفسهم لميولهم مبكراً الأمر الذي يفسح المجال أما استقلاليتهم وتخرجهم المبكر، وتكوين أسر، وبالتالي ينعكس ذلك انفعاليا واجتماعياً واقتصادياً على الفرد والجماعة.
    4- إن التخرج المبكر للطالب سينعكس إيجابا على تقديره لذاته وتحقيقه لطموحاته، وأن إنتاجه العلمي يكون أوفر في مقتبل العمر، فيستفيد ويفيد وهو لازال في ريعان الشباب.
    5- مظاهر الحيوية والنشاط والتحفز الدائم التي تظهر على الموهوبين المسرعين نتيجة تملكهم لزمام القيادة التربوية لأنفسهم والتحرك في طلب العلم بالسرعة التي تريحهم وتبعدهم عن الملل والضجر والرتابة التي تعم الصفوف العادية.
    6- للتسريع مردود ايجابي على مفهوم الذات للموهوب حيث أن قدرته على تحمل التحدي الذي يفرضه هذا الأسلوب تجعله يكتشف قدراته الحقيقة ويفهم ذاته بشكل أفضل لتمكنه مما يقوم به من أعمال بحسب رغبته.



    * من أهم البدائل التنفيذية للإسراع ما يلي:
    1. الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي Early Admission:
    يستخدم هذا البديل في حالة إظهار الطفل الموهوب أو الطالب استعداد عقلية مرتفعة، وكان لديه من الخصائص الجسمية والاجتماعية والدافعية ما يؤهله إلى تحمل أعباء التعلم في المرحلة التي سيرفع إليها بغض النظر عن عمره الزمني، حيث يتم إلحاق الطفل برياض الأطفال قبل العمر المعتاد، أو قبوله بالصف الأول الابتدائي قبل السن المتعارف عليه وهو ست سنوات. ولقد أكدت الأبحاث أن الأطفال الموهوبين الذين تم استخدام هذا البديل معهم كانوا ينجزون أعمالهم المدرسية ووجباتهم المنزلية بدقة وإتقان أفضل من أقرانهم غير المرفعين، كما أنهم أبدوا تكيفاً ملحوظاً ومماثل لمن هم في مستواهم الصفي (السرور، 2003). ولقد وضع كم من ديفز ورم (Davis & Rim, 1998) شروطاً خاصة للقبول المبكر تتلخص فيما يلي:
    1- قدرة عقلية فوق المتوسط.
    2- تآزر بصري حركي جيد.
    3- استعداد مبكر وعالي للقراءة.
    4- نضج اجتماعي وانفعالي جيد مقارنة بالأقران.
    5- صحة جسمية جيدة.
    6- الاعتبارات الجنسية (ذكر- أنثى) حيث أن الإناث بشكل عام أسرع نضجاً من الذكور، وبالأخص في القدرات اللفظية.

    2. تخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي) Grade Skipping:
    ويسمى أيضاً القفز إلى صفوف دراسية أعلى، وهو بديل يسمح للطالب المتميز والقادر على الاستيعاب والفهم والتعلم السريع أن يقفز صف دراسي أو صفين بعد تمكنه من أساسيات الصف الذي يفترض أن يكون به، وبذلك يتمكن من اختصار سنوات المرحلة الدراسية. وهذا البديل لا يتطلب مواد خاصة أو تسهيلات تربوية معينة، أو حتى وجود منسق لبرامج الموهوبين أو غرفة مصادر تعلم. وهو يُعرف بالتسريع الكلي، وقد يحدث في صفوف المرحلة الابتدائية أو المتوسط والثانوية، وهو يؤدي في النهاية إلى التحاق الموهوب بالجامعة في سن مبكرة.
    ويحذر بعض التربويين من استخدام هذا النوع تلقائياً بسبب النقطتين التاليتين:
    1- عدم التأكد من اكتساب الطالب لكافة المهارات الأساسية المطلوبة للصف الذي سيرفع منه، وبالتالي سيؤثر ذلك سلباً على تحصيله المستقبلي أو عجزه عن مواكبة وتحمل ضغط المعلومات الجديدة في الصف المرفع إليه.
    2- قد يفقد الطالب المتعة في التعلم لعدم تمكنه من أساسيات الصف الذي رفع منه، وبذله لجهد مضاعف في الصف الذي رفع إليه من أجل تعويض النقص.
    3- قد يواجه الطالب مشاكل عدم توافق مع الزملاء الجدد بسبب صغر سنه أو حجم جسمه أو عدم نضجه الاجتماعي والانفعالي، وبالتالي يكون عرضة لضغوط قد لا يتمكن من تحملها، هذا بالإضافة إلى ضغوط عدم تفوقه لا سمح الله عندما لا يتمكن من مجاراة المستوى الجديد والصعب لمعلومات الصف المرفع إليه.

    وللحد من خطورة هذه التحذيرات، يقترح ديفز ورم (Davis & Rim, 1998) ما يلي:
    أ‌) ينبغي أن يتمتع الطالب بقدرة عقلية فوق المتوسط.
    ب‌) عدم تخطي الطالب لأكثر من صف دراسي واحد في المرحلة الدراسية.
    ت‌) ينبغي تشخيص الفجوات التعليمية لدى الطالب أولاً بأول، ومساعدته على تعلم واكتساب أية مهارة أساسية مفقودة، سواء بمساعدة الأهل أو عن طريق معلمي غرف مصادر التعلم.
    ث‌) التعاون المشترك بين المعلمين والمرشدين والزملاء أنفسهم لحل مشكلات التوافق التي قد تواجه الطالب في صف الترفيع.
    ج‌) فتح قنوات التواصل الدائم ما بين المدرسة والبيت لتفادي أية صعوبات تواجه الطالب، مع ضرورة إشراك الوالدين في كل قرار يؤخذ بحق الطالب.
    ح‌) من الأفضل قبل اتخاذ قرار تخطي الطالب للصف الذي يدرس به أن تقيم قدراته العقلية وتكيفه الاجتماعي والانفعالي ليؤخذ قرار الترفيع على أسس سليمة.
    خ‌) يجب أن يؤخذ قرار فردي لكل طالب على حدة بعد التأكد من كافة الإجراءات آنفة الذكر.

    3. ضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف Telescoped Programs:
    هذا البديل كان معمول به بشكل محدود جداً في المرحلة الثانوية في بعض النظم التربوية في الوطن العربي، وهو نظام "الثلاث سنوات، غير أنه ليس موجهاً للموهوبين بل للموظفين غير المفرغين للدراسة، كما أنه معمول به أيضاً أو في برامج محو الأمية الحديثة، حيث يتم ضغط مقررات صفين دراسيين في سنة دراسية واحدة بعد إجراء التعديلات المناسبة والتركيز على أساسيات المقررات.
    أما الصورة المناسبة للموهوبين فهي تتمحور حول تمكين للطالب من أن يدرس مقررات مرحلة كاملة (المتوسطة أو الثانوية مثلاً) في سنة واحدة، أو يتم تركيز المقررات الدراسية (الرياضيات أو العلوم مثلاً) بحيث ينتهي الطالب الموهوب من المقررات المطلوبة في زمن أقل من المعتاد، وذلك من خلال برامج دراسية غير محددة الصفوف Upgraded Programs .

    4. تسريع محتوى المقررات Subject Matter Acceleration:
    يسمى هذا البديل أيضاً بالتسريع الجزئي، حيث يسمح هنا للطالب بدراسة محتوى مقرر ما في مدة زمنية أقل من المعتاد (شهر مثلاً) ليتمكن من الانتقال إلى مستوى أعلى، أو أن يدرس محتوى مقرر (الكيمياء) للصف الثالث الثانوي أثناء دراسته لمقرر الصف الثاني الثانوي. كما أن هناك شكلاً آخر لهذا البديل وهو تخطي محتوى مقرر ما أو موضوعات معينة في نفس المقرر لدراسة موضوعات أصعب وأعلى مستوى.
    من مزايا هذا البديل أن يعطي الطالب الفرصة ليتحدى قدراته بموضوعات يميل إليها وضمن حدود طاقاته واستعداداته بينما هو لا يزال يدرس المقررات الأخرى بانتظام مع أقرانه، وهذا يبقيه في مستوى النضج الاجتماعي مع الأقران. كما يمكن استخدام هذا البديل كأسلوب تجريبي لتحديد مواطن القوة والميول لدى الطلبة الموهوبين تمهيداً لإثرائهم فيها.
    لكن هناك مأخذ واحد على استخدام هذا البديل وهو عدم الاستمرارية حيث نجد أن المدرسة تسمح بتسريع الطالب في مقرر ما أو موضوعات معينة ضمن حدودها؛ لكن تقف مكتوفة اليدين بعد انتهاء الطالب من دراسة كل ما يتوفر فيها ول تنسق له الاستمرار في دراسة موضوعات متقدمة في المرحلة التي تليها أو في الجامعة.

    5. القبول المبكر في المرحلة المتوسط أو الثانوية: Early Admission to Junior or Senior High School :
    عندما يرفع الطالب خلال المرحلة الابتدائية ويسمح له بقفز صف واحد أو صفين، أو أنه قبل في الرحلة الابتدائية مبكراً فإن هناك فرصة كبيرة لدخوله المرحلة المتوسطة قبل السن المعتادة، وهكذا الحال إذا ما تم تسريعه أيضاً في المرحلة المتوسطة فإنه يصبح جاهزاً لدخول المرحلة الثانوية قبل أقرانه. ويجمع الخبراء على أن أفضل صفوف للترفيع هي صف نهاية المرحلة الابتدائية (الخامس أو السادس) وصف نهاية المرحلة المتوسطة (الثامن أو التاسع)، حيث أن الطالب في هذه الأثناء يكون في الغالب متشوقاً ومندفعاً للانتقال للمرحلة التالية من الدراسية، ويكون قد تمكن إلى حد كبير من أساسيات المرحلة التي هو بها.

    6. التخطي بواسطة الاختبارات Credit By Examination:
    في المرحلتين المتوسطة والثانوية يمكن للمدرسة أن تنظم هذا البديل للطلبة الموهوبين في مجال معرفي معين (الرياضيات أو اللغات مثلاً) بحيث يمكن للطالب أن يتخطى محتوى مقرر صف معين بجلوسه لاختبار مستوى يوضع من قبل أستاذ المقرر، بحيث تُحدد عتبة للإتقان قبل السماح للطالب بالانتقال لدراسة المستوى التالي، وهو شبيه بدراسة اللغة الانجليزية في المعاهد التي تتبع نظام المستويات. قد يكون الطالب قد أتقن أساسيات المحتوى المراد تخطيه من خلال دراسته المنزلية أو اطلاعه، أو دراسة معينة أثناء العطلة الصيفية، أو دراسة بالمراسلة (عن بعد). وقد يستخدم هذا البديل أثناء الدراسة الجامعية، وبالأخص في السنة الأولى حيث يمكن أن يختبر الطالب لمقرر كيمياء 101 مثلاً وينجح فيه ليسجل مقرراً أعلى منه.

    7. دراسة المقررات الجامعية أثناء المرحلة الثانوية College Courses in High School :
    في النظم التربوية التي تتبع نظام المقررات الدراسية والساعات المعتمدة في المرحلة الثانوية يسمح للطالب الموهوب بتسجيل مقرر أو مقررين من مقررات السنة الأولى الجامعية حتى قبل تخرجه من المرحلة، خاصة إذا كان الطالب قد تخطى بعض المقررات بواسطة البدائل السابقة. هذا الأسلوب يسمح للطالب باختبار البيئة الجامعية قبل التحاقه بها، ويبدأ بالتعامل والاندماج مع من هم أكبر منه سناً وخبرة، كما أنها فرصة طيبة لتلبية الحاجات التي لا يمكن تلبيتها في المرحلة الثانوية، وكذل فرصة لاختبار ميول التخصص المستقبلي.
    قد يحتاج هذا البديل من الإسراع إلى جهد بسيط من قبل مسئولي المدرسة الثانوية في إعداد جدول الطالب والتنسيق مع الجامعة ومتابعة سير الدراسة.

    8. دراسة مقررات عن بعد أو بالمراسلة: Correspondence Courses:
    يسمح هذا البديل للطالب الموهوب بدراسة مقرر ما عن بعد لأنه متوفر في جامعة بعيدة عنه أو غير متوفر للتسجيل أثناء الفصل الدراسي الحالي، وبالأخص المقررات الاختيارية أو الدراسة الحرة Independent Study Courses ، أو حتى لدراسة مقرر بهدف التسريع لتخطي محتوى مستوى معين لتسجيل المستوي الذي يليه. وهذا الخيار متوفر الآن بشكل موسع بسبب ما وصلت إليه التقنية وسرعة الاتصال عن طريق شبكات الانترنت، وأصبح هناك برامج جامعية عالمية للدراسة عن بعد.

    9. القبول المبكر في الكلية أو الجامعة Early Admission To College :
    يُسمح في هذا البديل لطلبة المرحلة الثانوية المرفعين سابقاً بالتسجيل في الكلية التي يرغبونها أثناء تكملة ما تبقى لهم من مقررات في المرحلة الثانوية، وبالتالي يقوم الطالب بحضور مقرراته الجامعية منتظماً بينما يحضر مقررات المرحلة الثانوية جزئياً. بالطبع هذا الخيار ممتاز للطلبة ذوي الاستيعاب والفهم السريع والمتميزين بخصائص تعلم عالية ولديهم قدرات عقلية عالية، ووصلوا إلى مرحلة نضج اجتماعي وانفعالي تؤهلهم للتفاعل مع طلبة الجامعة.
    (Davis & Rim, 1998).

    مما تقدم يتبين أن بدائل التسريع متعددة ومرنة في التطبيق بحسب احتياجات المجتمع والإمكانات المتوفرة. ولقد أوردت السرور مجموعة من فوائد التسريع يمكن تلخيصها فيما يلي:
    1- زيادة المتعة للتعلم والحياة لدى المتعلم، وتخفيض أسباب الملل من المدرسة.
    2- تعزيز وتطوير الشعور بالقيمة الشخصية ونشوة الانجاز.
    3- الحد من شعور الموهوبين بالتعالي وأنهم يمثلون نخبة المجتمع، إذ أن وجودهم في مجالات التحدي الذي يفرضه التسريع يجعلهم يستكشفون قدراتهم الحقيقية ويعرفون حدودهم الطبيعية، كما أن تواجدهم في مجموعات مناسبة لقدراتهم يؤدي إلى فهم أعمق لملكاتهم، مما يجعلهم يقارنون أنفسهم في ظل المعايير الوطنية وليس في ظل معايير الصف العادي.
    4- الحصول على تعلم أفضل من التعلم العادي.
    5- تحسين فرص القبول في الجامعات العريقة والتخصصات النادرة.
    6- إتاحة الفرص أمام إبداع الطلبة للظهور في وقت مبكر، وكذلك لانجازاتهم المهنية.
    7- تخفيض التكلفة المادية للتعليم عند اختصار السنوات الدراسية.
    8- استفادة المجتمع المبكرة من إسهامات الموهوبين.
    9- تأثير المردود الفعلي لهؤلاء الطلبة المسرعين على الدخل القومي.
    10- توفير القيادات والكفاءات المتميزة للمجتمع بأقل كلفة وأسرع وقت ممكن.

    ثانياً: برامج الإثراء (الإغناء) Enrichment Programs:
    يشير مفهوم الإثراء إلى تلك الترتيبات التي يتم بمقتضاها تحرير المنهج المعتاد بطريقة مخططة وهادفة وذلك بإدخال خبرات تعليمية إضافية لجعله أكثر اتساعاً وتنوعاً، وعمقاً وتعقيداً، بحيث يصبح أكثر ملائمة لاستعدادات الطلبة الموهوبين، وإشباعا لحاجاتهم العقلية والتعليمية. بمعنى آخر، إدخال تعديلات أو إضافات على الخبرات المقررة على الطلبة العاديين حتى تتلاءم مع حاجات الطلبة الموهوبين في المجالات المعرفية والانفعالية والإبداعية والحس حركية. وقد تكون التعديلات أو الإضافات على شكل زيادة مواد دراسية لا تعطى للطلبة العاديين، أو بزيادة مستوى الصعوبة في المواد الدراسية التقليدية، أو التعمق في مادة أو أكثر من المواد الدراسية (جروان، 2002).
    وتذكر عبيد (2000) أن برامج الإثراء قد تكون على صفتين:
    1- الإثراء الأفقي أو المستعرض (Horizontal Enrichment) Breadth ويعني إضافة وحدات دراسية وخبرات جديدة لوحدات المناهج الأصلي في عدد من المقررات أو المواد الدراسية، بحيث يتم تزويد الموهوبين بخبرات تعليمية غنية في موضوعات متنوعة، أي توسيع دائرة معرفة الطالب بمواد أخرى لها علاقة بموضوعات المنهاج.
    2- الإثراء العمودي أو الرأسي (Vertical Enrichment) Depth ويعني تعميق محتوى وحدات دراسية معينة في مقرر أو مادة دراسية، بحيث يتم تزويد الموهوبين بخبرات غنية في موضوع واحد فقط من الموضوعات، أي زيادة المعرفة بالمادة المتصلة جوهرياً بالمنهاج.

    وقد بينت البحوث أن للإثراء تأثير وضح على تنمية قدرات الطلبة، وبالأخص:
    أ‌) القدرة على الربط بين المفاهيم والأفكار المختلفة والمتباعدة.
    ب‌) القدرة على تقويم الحقائق والحجج تقويماً نقدياً.
    ت‌) القدرة على خلق آراء جديدة وابتكار طرق جديدة في التفكير.
    ث‌) القدرة على مواجهة المشاكل المعقدة بتفكير سليم وبرأي سديد.
    ج‌) القدرة على فهم مواقف جديدة في نوعها، وفهم زمن يختلف عن زمنهم، ومسايرة أناس يختلفون عن المحبطين بهم، أي أنهم يكونون قادرين على عدم التقيد بالظروف المحيطة بهم ، وأن ينظروا إلى الأشياء من أفق أعلى. (المعايطة والبواليز، 2003).

    وليكون الإثراء فعالاً لابد من مراعاة النقاط التالية عند تخطيطه وتنفيذه:
    1- ميول الطلبة واهتماماتهم الدراسية.
    2- أساليب التعلم المفضلة لدى الطلبة Learning Styles.
    3- محتوى المناهج الدراسية العادية والموجهة لعامة الطلبة.
    4- طريقة تجميع الطلبة الموهوبين والمستهدفين بالإثراء والوقت المخصص للتجميع.
    5- تأهيل المعلم الذي سيقوم بالعمل ونو التدريب الحاصل عليه.
    6- الإمكانات المادية للمدرسة ومصادر الدعم المتاحة من قبل المجتمع.
    7- ماهية البرنامج الإثرائي نفسه وتتابع مكوناته وترابطها. (جروان، 2002).

    *بدائل الإثراء:
    أجمعت أدبيات التخصص على أن للإثراء بدائل كثيرة يمكن الاختيار منها بحسب ما تسمح به الإمكانات المتاحة، وقد يستخدم أكثر من خيار واحد في نفس الوقت. من أبرز هذه البدائل ما جروان ذكره (2002):
    • النوادي العلمية والأدبية والفنية المدرسية.
    • برامج تبادل الطلبة.
    • مشروعات خدمة البيئة المحلية والمجتمع.
    • الدراسة الفردية ومشروعات البحث.
    • المشاغل التدريبية والندوات.
    • برامج التلمذة والتدريب المهني الميداني.
    • برامج التربية القيادية والمناظرات.
    • نشاطات التمثيل والمسرح.
    • قاعات مصادر التعلم والمشاغل المجهزة لتسهيل وممارسة الهوايات.
    • المسابقات العلمية والثقافية.
    • المعارض الفنية والعلمية.
    • دراسة اللغات الأجنبية.
    • دراسة مقررات لتنمية التفكير والإبداع.
    • برامج التعليم عن طريق الحاسب.
    • المخيمات الصيفية.

    1. الدراسات الحرة والمشاريع البحثية Independent Study & Research Projects:
    يُستخدم هذا الخيار بشكل موسع ودائم في المرحلة الجامعية، وفي نظم المرحلة الثانوية التي تتبع نظام المقررات أو الساعات المعتمدة. وهو خيار جيد ومرن وشائع في معظم خيارات الإثراء الأخرى، حيث يسمح للطالب بتقصي مشكلة ما أو قضية ذات اهتمام شخصي وذات صلة بالموضوعات الدراسية للوصول إلى نتائج متعمقة تشبع حاجاته وتلبي ميوله. وهذا البديل له أشكال عدة، منها:
    (أ‌) مشاريع البحوث المكتبية.
    (ب‌) مشاريع البحوث العلمية.
    (ت‌) المشاريع الحرة الأخرى.


    2. غرف مصادر التعلم Learning Centers :
    تُعد برامج غرف مصادر التعلم خياراً جيداً وسهل التطبيق لتزويد الطلبة الموهوبين بخبرات متعمقة في موضوعات ذات اهتمام شخصي لا يمكن توفيرها داخل الصف العادي نظراً لضيق الوقت أو انشغال المعلمين بتعليم العاديين من الطلبة. وهنا يقوم الطالب الموهوب بتقصي قضية ما أو تعلم مهارات معينة بمساعدة معلم غرفة مصادر التعلم. وقد تكون مصادر التعلم متوفرة داخل الصف العادي يتجه إليها الموهوب حال تلقيه معلومة معينة من المعلم ليبحث عنها ويتقصاها. وقد تتبنى جهات تجارية فكرة تزويد بعض المدارس بغرف مصادر تعلم تحوي موسوعات ولغاز وتركيبات وأجهزة حاسبن وما إلى ذلك من المصادر المفيدة.


    3. الرحلات والزيارات الحقلية Field Trips:
    قد يكون من المفيد جداً أن يرى الطلبة بأم أعينهم تجارب حقيقية تدار أمامهم أو أن يكونوا في أماكن طبيعية لمتابعة تطور نمو شيء (نبات أو حيوان)، لذا تكون الزيارات الحقلية الرحلات خيار جيد لمثل هذا النوع من التعلم، حيث أن الكائنات الحية تعيش في الطبيعة من حول الطلبة، واستكشاف هذا العالم الخفي يحفز الطلبة لتعلم خفاياه، والطبيعة مصدر ثري جداً بالمعلومات. فقد يلجأ المعلم لزيارة حقل استخراج النفط ومعمل تكرير ليقف الطلبة بأنفسهم على صناعة النفط، أو أن يخصص المعلم قطعة أرض لزراعة أنواع معينة من النباتات يقوم الطلبة بأنفسهم بمتابعة مراحل النمو.
    إن في مثل هذه الرحلات والزيارات متعة كبيرة وكسر للروتين الدراسي، بالإضافة إلى متعة التعلم الذاتي.

    4. برامج عطل نهاية الأسبوع Thursday Or Weekends Programs:
    هذا الخيار فعال جداً في حالة عدم مقدرة الروتين المدرسي على استيعاب خيار إثرائي آخر أو لانشغال المعلمين أثناء اليوم الدراسي بمتابعة الطلبة العاديين والأمور الدراسية الأخرى، حيث يخطط المعلم لاستغلال عطل نهاية الأسبوع في لإثراء طلبته الموهوبين بخبرات إضافية في مهارات التفكير أو حل المشكلات أو التفكير الإبداعي، أو ممارسة نشاطات علمية (تجارب معملية أو حقلية) أو فنية أو رياضية تنمي مواهبهم وتشبع حاجاتهم غير الملباة في الصف العادي. وقد تجرى خلال هذه العطل المسابقات الثقافية أو العلمية أو الفنية التي يظهر الطلبة من خلالها قدراتهم وإنتاجهم العلمي والابتكاري. وهي فرصة لتجميع القدرات المتماثلة واحتكاك الموهوبين مع بعضهم البعض ومعاينة كل واحد منهم لقدرات أقرانه.

    5. البرامج الإثرائية الصيفية Summer Programs :
    يعتبر هذا الخيار مناسب جداً للطلبة المفعمين بالطاقة والحيوية والذين يأملون أن يجدوا خبرات إضافية لا توفرها لهم المدرسة خلال العام الدراسي، أو أن يوسعوا آفاقهم. قد تكون هذه البرامج تفرغية ينتقل إليها الطلبة ليقضوا فترة أربعة إلى ستة أسابيع للدراسة ومتابعة موضوعات معينة، كبرامج اللغة الإنجليزية في الدول الناطقة بها أو البرامج التفرغية التي تقدمها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في العطلة الصيفية في كل من جدة والظهران وأبها، أو أن تكون برامج غير تفرغية يقضي الطالب بها عدة ساعات يوميا لممارسة نشاطات معينة، كبرامج المراكز الصيفية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم سنوياً، أو البرامج الإثرائية الصيفية التي تقدمها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في فترة الصيف.

    6. برامج مدعومة من الجامعات University Sponsored Programs:
    تسعى بعض الجامعات لاستقطاب الكفاءات النادرة من طلبة المدارس الثانوية عن طريق تقديم برامج إثرائية صيفية تسمح لهم بتجربة الحياة الجامعة والتعرف على التخصصات المختلفة التي تقدمها الجامعة، واستكشاف الروتين الأكاديمي عن كثب، وما تقدمه كل من جامعة الملك فهد وجامعة الملك عبدالعزيز وكلية المعلمين بأبها من برامج سنوية بدعم وإشراف من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لهو أكبر دليل ومثل على أهمية هذا الخيار لطلبة الصف الثاني الثانوي.

    7. المخيمات الصيفية Summer Camps:
    يسمح هذا الخيار للطلبة بممارسة نشاطات فنية أو لغوية أو علمية في الطبيعة الفسيحة وتحت إشراف مباشر من مؤسسات متخصصة لاكتساب مهارات لا تتوفر عادة في المدارس العادية. فالعيش في المحميات يعطي الطلبة فرصة لمتبعة الحياة البرية والتعرف على المخلوقات والنباتات التي يصعب مراقبتها داخل الصف العادي. كما أن البرامج البحرية لها متعة كبيرة في ممارسة رياضة السباحة والغوص بالإضافة إلى التعرف على المخلوقات المائية.

    8. برنامج التلمذة Mentorship:
    يُعد هذه الخيار فرصة طيبة للطلبة المرحلة الثانوية الذين تكون ميولهم واضحة نحو مهنية معينة أو حقل معرفي معين حيث يتم تبنيهم من قبل خبير مختص في المجال المرغوب التعمق فيه ليتعلموا على يده وينهلوا من خبراته. بالطبع لهذا الخيار نظام ومواصفات محددة للتأكد من نوعية الخبرة ومدى الاستفادة. وهذا الخيار معمول به قديماً وخاصة لدى علماء المسلمين الذي كان لهم أتباع يلحقونهم ويعيشون معهم كل لحظة من حياتهم ليتعلموا منهم المعارف والفنون المختلفة.

    9. برنامج حل المشكلات بطرق إبداعية Future Problem Solving:
    يعيش الطلبة في مجتمعات مليئة بالتحدي والقضايا التي تبحث عن حلول، والموهوبين من الطلبة هم اقدر وأجدر بأن ينظروا في هذه التحديات والقضايا ليجدوا حلولاً سريعة وجذرية تخلص مجتمعاتهم من تلك المشكلات. وأسلوب حل المشكلات يجعل الطلبة أكثر وعياً ببيئتهم وما يحيط بهم من أمور تعيق تقدمهم وتطورهم، كما أنها تساعدهم على العمل في هيئة فريق واحد، مطورين لديهم مهارات البحث العلمي.

    10. المسابقات والألمبياد Olympics:
    يشغل هذا الخيار حيزاً كبيراً في نشاطات الإثراء للطلبة حيث يعمل به دائماً لزرع التنافس والتحدي بين الطل

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:02 pm