الملك فاروق (11 فبراير 1920 - 18 مارس 1965)، آخر ملوك مملكة مصر والسودان وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية. استمر حكمه مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام الملك فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا وكان يزور منها أحيانا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، ودفن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حسب وصيته.
محتويات [أخفِ]
1 ولادته ونشأته
2 زوجاته وأبناؤه
3 حادثة 4 فبراير 1942
4 حادث القصاصين
5 حياته الخاصة
6 إقصاؤه عن العرش
7 تنازله عن العرش
8 مغادرته مصر
9 حياته في المنفى
10 وفاته
11 بعد فترة حكمه
12 تشويه ذكري الملك فاروق
13 إحياء ذكرى الملك فاروق
14 أعمال فنية
15 مصادر
16 وصلات خارجية
[عدل] ولادته ونشأته
ولد ونشأ في القاهرة كأبن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول ثم أكمل تعليمه بفرنسا بإنجلترا، أصبح ولياً للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد. وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن، حيث أنه تولى العرش في السادسة عشر من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخ الملك فؤاد الأول وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوج ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابنه أحمد فؤاد.
[عدل] زوجاته وأبناؤه
مع الملكة فريدة وابنتهم فريالتزوج مرتين، مرة الأولى كانت وهو في سن الثامنة عشر بتاريخ 20 يناير 1938 وذلك من صافيناز ذو الفقار وقد غير اسمها إلى فريدة بعد الزواج، وأنجبت له بناته الثلاث الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، ثم طلقها عام 1949 أثر خلافات كبيرة بينهم، ومن بين الخلافات هو عدم إنجابها وريث للعرش، وقد اعترض الشعب على الطلاق، لأنهم كانوا يحبونها ويشعرون بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها غضبوا عليه بشدة، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رؤوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.
تزوج بعدها من زوجته الثانية ناريمان صادق وذلك بتاريخ 6 مايو 1951 وكان حينها في سن الواحدة والثلاثون، وهي التي أنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم بعد تنازله عن العرش مجبراً تحت رغبة الجيش المصري بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأسهم قائد مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب. غادرت ناريمان صادق مع الملك فاروق إلى المنفى بإيطاليا عقب قيام الثورة بتاريخ 26 يوليو 1952 وبعد خلافات كبيرة تم الطلاق بينهما في فبراير 1954.
[عدل] حادثة 4 فبراير 1942
صورة تجمع بين الملك فاروق ومصطفى النحاسوقعت في 4 فبراير 1942 وملخص الحادثة أن قوات الاحتلال البريطانية قامت بمحاصرة الملك فاروق بقصر عابدين وأجبره السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون على التوقيع على قرار باستدعاء مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد لتشكيل الحكومة بمفرده، أو التنازل عن العرش.
كانت القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية بقيادة روميل بالعلمين في يوم 2 فبراير 1942، كان الموقف العسكري مشحونا بالاحتمالات الخطيرة على مصر ولأتباع التقليد الدستوري الخاص بتشكيل وزارة ترضى عنها غالبية الشعب وتستطيع احكام قبضة الموقف الداخلي، وطلب السفير البريطاني من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصا وروحا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام، وان يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942. استدعي الملك فاروق قادة الاحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية وكانوا جميعا عدا مصطفي النحاس مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسته فهي تحول دون انفراد الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان.
طلبت بريطانيا من سفيرها أن يلوح باستخدام القوة أمام الملك فاروق وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير مقابلة رئيس الديوان أحمد حسنين وسلمه إنذارا كان هذا نصه:
" إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة مساءا أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة، فإن الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعه ما يحدث "
كان السفير جادا في هذا الإنذار، ولا بد أن بريطانيا كانت تقوم بإعداد من يحتل العرش مكان الملك فاروق، وكان المرشح ولي العهد الأمير محمد علي باشا توفيق الذي ظل حلم اعتلائه لعرش مصر يراوده لسنوات طويلة وهو أكبر أفراد اسرة محمد علي سناً، إلا أن مصطفي النحاس رفض الإنذار.
وعند مساء 4 فبراير 1942 توجه السفير الإنجليزي ومعه الجنرال ستون قائد القوات البريطانية في مصر ومعهما عدد من الضباط البريطانيين المسلحين بمحاصرة ساحة قصر عابدين بالدبابات والجنود البريطانيين ودخلا مكتب الملك فاروق وكان معه أحمد حسنين باشا. كانت أول وثيقة تنازل عن العرش في تاريخ الملك فاروق هي التي وضعها أمامه السير مايلز لامبسون على مكتبه في قصر عابدين في التاسعة والربع مساء يوم الأربعاء 4 فبراير 1942.
" نحن فاروق الأول ملك مصر تقديرا منا لمصالح بلدنا فأننا هنا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضًا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا "
صدر في قصر عابدين في هذا اليوم الرابع من فبراير 1942.
الملك فاروق مع إحدى الوزارات المشكلةيحكي السفير البريطاني انه عندما وضع وثيقة التنازل أمام فاروق 'تردد الملك لثوان'. وأحسست للحظة انه سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال شيئا للملك ثم توقف الملك وبدا عليه نوع من الهلع وقد نظر إلي وسألني بطريقة محزنة ومن دون أي ادعاءات مما كان يتظاهر به من قبل 'إذا كان في الإمكان إعطاؤه فرصة أخرى أخيرة'. وقلت له: إنني لا بد أن اعرف فورا ومن دون مراوغة ما الذي ينوي عمله ؟ وأجاب بأنه سوف يستدعي 'النحاس' على الفور وزاد فاقترح أن يدعو النحاس في وجودي إذا أردت وأن يكلفه على مسمع مني بتشكيل الوزارة سألته: هل يفهم بوضوح انه يجب أن تكون وزارة من اختيار النحاس وحده؟ فقال أنه يفهم. وقلت له إنني على استعداد لأن أعطيه فرصة أخيرة لأني أريد أن أجنب بلاده تعقيدات قد لا تكون سهلة في هذه الظروف، ولكن عليه أن يدرك أن تصرفه لا بد أن يكون فوريا. فقال مرة أخرى وبصوت مشوب بالانفعال انه يستوعب ان ضرورات محافظته على شرفه وعلى مصلحة بلاده تقتضي ان يستدعي النحاس فورا وعلى هذا الأساس وافقت.
رأى فاروق في وزارة النحاس تحديا سافرا لسلطته، ولم يسترح حتى طرد هذه الحكومة في 8 أكتوبر 1944م ولم يعترض الإنجليز على طردها بهذه الصورة؛ لأن الغرض منها قد استنفد ولم يعد هناك حاجة لبقائها. لقد أغضب الحادث عددا من الضباط وذهب ضابط برتبة صاغ (رائد) إلى حد تقديم استقالته احتجاجا وغضبا لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي اقسم له يمين الولاء. وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالة هذا الضابط الذي كان اسمه محمد نجيب والذي كان فيما بعد قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي قدمت لفاروق وثيقة تنازله الثانية ولكن هذه المرة وقعها وخرج من البلاد.
[عدل] حادث القصاصين
السيارة التي أهداها هلتر للملك فاروق بمناسبة زواجهفي عصر يوم 15 نوفمبر 1943 كان الملك فاروق يقود السيارة التي اهداها له هتلر بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدا من رحلة صيد وفوجئ بمقطورة عسكرية إنجليزية، وكانت قادمة من بني غازي وقد انحرفت يسارا فجأة وسدت الطريق أمامه لكي تدخل المعسكر، وقام الملك بالانحراف لتفادى السقوط في الترعة، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته وطارت عجلاتها الامامية، وحطمت الباب الامامى ووقع الملك فاروق وسط الطريق.
كاد يؤدى بحياة الملك، وتم نقله إلى داخل المعسكر لإسعافه، ثم حملته السيارة الملكية إلى المستشفى العسكري القريب في القصاصين، وقامت الطبيبة الإنجليزية بفحص الصدر والبطن وأشار الملك إلى موضع الألم وقال: عندى كسر في عظمة الحوض اسفل البطن !!
رغم ألمه الشديد كان سعيدا حينما شاهد ضباطا وجنودا مصريين من الجيش المرابط في المنطقة، وقد أسرعوا من تلقاء انفسهم وأحاطوا بالمستشفى لحراسته، وتم إبلاغ القصر الملكى وحضر الجراح علي إبراهيم باشا بالطائرة من القاهرة، وكان أحد كبار الجراحين الإنجليز قد عرض اجراء العملية بصفة عاجلة، ولكن الملك فضل انتظار الجراح المصري رغم خطورة إصابته.
وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء مصر وزحفت الجماهير بالالوف وأحاطت بمستشفى القصاصين طوال إقامة الملك به بعد الجراحة الخطيرة التي ظل يعانى من آثارها طوال حياته وسببت له السمنة المفرطة بعد ذلك. وسرت شائعات بأن الحادث كان مدبرا للتخلص من الملك فاروق بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطانى السير مايلز لامبسون بعد حادث 4 فبراير 1942، ولكن الملك نجا بأعجوبة.
[عدل] حياته الخاصة
الملك فاروق عام 1938حول الملك فاروق تقول الدكتورة لوتس عبد الكريم وهي صديقة مقربة من ملكة مصر السابقة فريدة المطلقة من فاروق: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر إطلاقا، لكن ربما لعب القمار. وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.
ورغم الطلاق وصفته الملكة فريدة بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها، خلافاً لما نشرته عنه بعض كتاب الصحف كمصطفى أمين وإحسان عبد القدوس.
يقول الأستاذ صلاح عيسى عن فترة حكم الملك فاروق: اللافت في فترة حكم فاروق عموماً وفي أواخر عهده عدم استقرار الحكم, وعدم تطبيق الدستور وكثرة التدخل في الانتخابات, ووقع في كرهه لحزب الوفد (حزب الأغلبية) ونحالف مع الأحزاب الصغيرة كالسعديين والدستوريين هذا إلى جانب نشاط البوليس السري في ملاحقة السياسيين واغتيال حسن البنا على أيديهم. بعد أن قام الإخوان المسلمين اغتيال سياسيين أحزاب في ذلك الوقت.
[عدل] إقصاؤه عن العرش
برواز محطم يحمل صورة الملك فاروق خلال الثورةأطاحت حركة الضباط الأحرار بعرشه مجموعة من الضباط صغار السن نسبياً بقيادة اللواء محمد نجيب سميت بالحركة المباركة ثم فيما بعد بثورة يوليو 1952، ويرى البعض أن الملك فاروق الأول رفض الاستعانة بالحرس الملكي والذي كان له الأفضلية في التسليح أو بالقوات البريطانية التي عرضت المساعدة عليه لإخماد الحركة العسكرية في مهدها حيث فضل فاروق الأول ملك مصر والسودان التنازل عن العرش لإبنه فؤاد الثاني وذلك لحقن دماء المصريين والذي كان دائما يراهن على حب المصريين له ولاعتقاده أن ما يحدث مجرد أمر عارض وان الشعب سوف يقف بجانبه لأنه ملك محبوب ومتواضع [بحاجة لمصدر] وزعيم عربي أسس الجامعة العربية برأيه قمة أنشاص: الإسكندرية، مصر (28-29 مايو 1946) إلا أن الأوضاع العامة في مصر ساعدت الحركة العسكرية التي أحست أن الشعب المصري وجيشه ضاق بهما الفساد والاقطاعيه، خصوصاً بعد فوز اللواء نجيب بانتخابات نادي الضباط في يناير 1952. بذلك أصبح الطريق مفتوحا لها للسيطرة على الحكم وقيادة الجيش بدون أي مقاومة تذكر ونفي على أثر ذلك إلى إيطاليا في 26 يوليو 1952، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاته.
على صعيد آخر يرى آخرون أن الملك قد حاول فعلاً اللجوء للإنجليز من خلال اتصالات مكثفة تمت في اليوم الأول للثورة كما تذكر بعض الوثائق الإنجليزية المفرج عنها وأنهم لم يهرعوا لمساندته كما فعلوا مع جده الخديوي توفيق لتغير الظروف الدولية وعدم رغبة القوى العظمى الجديدة في استمرار نفوذ الإنجليز في المنطقة فخرج الملك من مصر بدون دعم واضح من السياسيين ولا طبقات الشعب المختلفة وسقط نظامه على يد مجموعة من الضباط الصغار في 3 أيام وذلك بسبب ما أسماه الأستاذ هيكل في حديثه على قناة الجزيرة ضعف مؤسسات الدولة وتآكلها وتطلع المصريين لقائد جديد.
سرعان ما ألغي الضباط الأحرار الملكية تماما وتحول نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري أواخر عام 1953. بعد الثورة تدخل بعض ضباط الجيش في الحياة السياسية والاقتصادية ويرى البعض أن مصر أصبحت بيديهم دولة بوليسية بعدما تحولة الاجهزه الأمنيه من مواجهة إسرائيل الي استبداد الشعب. وتم إنهاءالحياة النيابيه ثم تم عزل محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية نتيجة ميوله الديمقراطية ثم سيطرة نفوذ بعض العسكريين داخل الدولة مع قلة خبراتهم السياسية ثم تم فصل السودان عن مصر.
بينما يرى آخرون أن كل التحولات الجذرية في تاريخ الشعوب مرت بأخطاء لا تقلل من حجم ما قدمته لأبناء وطنها من سيطرة على مقدرات الوطن وهو ما قدمته الثورة لمصر من استقلال (وهو حلم ظل يراود المصريين لقرون) وتقدم إجتماعي وتحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد يقوم على العديد من الصناعات التحويلية.
[عدل] تنازله عن العرش
صورة من وثيقة تنازل الملك فاروق عن عرش مصرطالب الملك فاروق أن يحافظ على كرامته في وثيقة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له انها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، أتصل علي ماهر بالدكتور عبد الرازق السنهوري طالباً منه تحرير وثيقة التنازل.
أعدت الوثيقة وعرضت على محمد نجيب فوافق عليها، واقترح جمال سالم إضافة عبارة (ونزولاً على إرادة الشعب) على صيغة الوثيقة وتم تكليف سليمان حافظ بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك. استقبله الملك فاروق وقرأها أكثر من مرة، واطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة (وإرادتنا) عقب عبارة ونزولاً على إرادة الشعب، لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى، وأنها تمت بصعوبة كبيرة ولا تسمح بإدخال أي تعديل، وكان الملك في حالة عصبية سيئة.
يذكر أن الملك فاروق وقع مرتين على الأمر الملكي مرة بجانب اسمه (أعلى الوثيقة) والمرة الثانيه في نهاية الأمر الملكي، ذهب البعض إلى أن الحالة العصبية السيئة التي كان عليها هي التي جعلته ينتحي هذا التصرف، ولكن البعض يقول أن العادة جرت على أن يوقع الملك فوق اسمه ثم يوقع تحت الأمر الملكي.
نص التنازل عن العرش:
أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952
نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها
ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة
ونزولا على إرادة الشعب.
قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه.
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هـ (26 يوليو 1952).
[عدل] مغادرته مصر
الملك فاروق وناريمان والأمير أحمد فؤاد لدى وصولهم إلى ميناء نابوليفي تمام الساعة السادسة وأحد وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق قصر رأس التين بالإسكندرية مرتدياً لباس أمير البحر على ظهر اليخت الملكي المحروسة بقيادة جلال علوبة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وقد تعهد بأن يقوم بإعادة المحروسة فور نزولة في ميناء نابولي، وكان في وداعه علي ماهر باشا والسفير الأمريكي كافري وأصيلة صادق والدة الملكة ناريمان وإثنان من إخواته الأميرة فايزة والأميرة فوزية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق، وتم إنزال ساريه العلم الملكي. وقد وصل اللواء محمد نجيب متأخرا وذلك بسبب الإزدحام ومعه أحمد شوقي وجمال سالم وحسين الشافعي وإسماعيل فريد ولحقوا بالمحروسة في عرض البحر.
يقول محمد نجيب في مذكراته: جئت متاخراً لوداع الملك بسبب ازدحام الطريق وكانت المحروسة في عرض البحر، فأخذت لنشاً حربياً دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد البحرية وصعدت للمحروسة وكان الملك ينتظرني، أديت له التحية فرد عليها، ثم سادت لحظة صمت بددتها قائلا للملك لعلك تذكر أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته من الجيش عقب حادث 4 فبراير 1942 احتجاجاً. فرد الملك: نعم أذكر. قلت له: حينئذ كنت مستعداً أن أضحي برزقي وبرقبتي في سبيلك، ولكن ها أنت ترى اليوم أنني نفسي أقف على رأس الجيش ضدك. فرد فاروق: إن الجيش ليس ملكي وإنما هو ملك مصر، ومصر وطني، واذا كان الجيش قد رأى أن في نزولي عن العرش ما يحقق لمصر الخير، فإني أتمنى لها هذا، وقال له "أنتم سبقتموني بما فعلتوه فيما كنت أريد أن أفعله"!!! وقال: إن مهمتك صعبة جدا، فليس من السهل حكم مصر. وكانت هذه آخر كلماته.
لاحظ الملك فاروق أن جمال سالم يحمل عصاه تحت إبطه وأمره قائلاً "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني. ولقد اعتذر محمد نجيب منه على تصرف جمال سالم. يذكر أن الضباط الأحرار كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
[عدل] حياته في المنفى
يرى البعض أنه عاش حياة البذخ والسهر في منفاه، وأنه كان له العديد من العشيقات منهم الكاتبة البريطانية باربرا سكلتون، إلا أن آراء أخرى ترى أن فاروق كان محبا مخلصا لوطنه وشعبة.
يروى عن الملكة فريدة وكذا ابنته فريال أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أن أخرجته ثورة يوليو من مصر وأثبت شهود العيان في المحكمة التي عقدتها الثورة لمحاكمة حاشية فاروق ومعاونيه بعد خروجه من مصر أن الملك السابق حمل معه إلى إيطاليا 22 حقيبة بها ملابسه وزوجته ناريمان وملابس الأميرات الصغيرات بالإضافة إلى مبلغ 5000 جنيه مصري علماً بأن حسابه البنكي في سويسرا كان به 20 ألف جنيه. بعد أقل من عامين في المنفى طلبت الملكة ناريمان الطلاق من فاروق وسافرت إلى مصر دون إذنه، وأذنت لها حكومة الثورة بذلك وأعلن عن الطلاق أمام محكمة الأحوال المدنية وفي الصحف الرسمية.طلب فاروق أن يحل ضيفاً على إمارة موناكو وبالفعل عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينينه جنسية موناكو وجواز سفر دبلوماسي عام 1960 قبل وفاته بخمس سنوات.
[عدل] وفاته
الملك فاروق في المنفىتوفي الملك فاروق في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما وقد قيل أنه اغتيل بالسم (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبزر رجال المخابرات المصرية والذي عمل جرسوناً بنفس المطعم، بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادي.
في تلك الليلة أكل الملك فاروق وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفواكه. بعدها شعر بضيق في التنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلاً بديناً مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام.
بينما روت اعتماد خورشيد في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعمليه القتل. ولكن لم تتم تحقيقات رسميه في الجريمة، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة انه مات من التخمة. ربما لحرصهم ان تنفذ وصيه الملك بأن يدفن في مصر، وقد رفض جمال عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، إلا أن الحاح من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بأن يدفن في مصر قد سمح بذلك واشترط جمال عبدالناصر أن لا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي ونقل جثمانه إلى مصر في منتصف الليل ودفن في جامع إبراهيم باشا بتكتم شديد، إلا أن الرئيس السادات قد سمح بذلك في وقت لاحق، وتم نقل رفاته ليلا وتحت حراسة أمنية إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل.
[عدل] بعد فترة حكمه
بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر في 19 أكتوبر 1954، ما لبث أن اصطدم النظام الجديد بجميع المعارضين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الإخوان المسلمين. اعتقل الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وعقدت لهم محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في عام 1955.[1] كما ألغى الحياة النيابية والحزبية ووحد التيارات في الاتحاد القومي عام 1959 ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.
في 26 سبتمبر 1962 أرسل القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة التقدميه في الجنوب العربي التي قامت على غرار الثورة المصرية ومحاكاة لها وأيدت المملكة السعودية الأمام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الفكر التقدمي إليها وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويدعي معارضو عبد الناصر بان ذلك كان له أثره السيئ في إضعاف قوتها العسكرية وانتشار الفساد، وكانت من عواقبها الوخيمة تلك الخساره العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في حرب 1967. ففي يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وقتل الآلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء.
على صعيد آخر يرى آخرون أن مصر شهدت في السنوات التي تلت حكم الملك فاروق مشروع للنهضة تمثل في إنشاء المصانع وإدخال الصناعات الحديثة والقضاء على الاقطاعيه وازدياد التعليم والتوسع فيه باطراد وتأميم قناة السويس وتفعيل الدور القيادي المصري إقليمياً وعالمياً وسيطرة اهل مصر على شئون الحكم والاقتصاد وهو ما لم يحدث منذ عهد جده محمد علي باشا.
[عدل] تشويه ذكري الملك فاروق
بعد ثوره يوليو ١٩٥٢، تم ا إخفاء سيره الملك فاروق وحكام أسره محمد علي في الاعلام ومؤسسات التعليم الرسميه، كاثبات وجود العهد الجمهوري الجديد، ولتوثيق الشرعيه لقائدي الثوره، وهكذا ألصقت بالملك فاروق صوره السكير العربيد، وتباري الكتاب في وصف مغامراته النسائيه المزعومه، فألف مصطفي أمين علي سيبيل المثال كتابه (ليالي فاروق). وتم تغير أسماء الشوراع والمباني التي تحمل اسم الملك، كجامعه الملك فاروق (جامعه الاسكندريه)، والعديد من المدارس والمؤسسات الخيريه التي كانت تحمل أسماء افراد أسره محمد علي. وقدمت الاعمال الفنيه في السينما والتليفزون صورة غير صحيحة عن تلك الشخصية التاريخية، وبعضها كان كوميديا يقترب من الصورة الكاريكاتورية.
[عدل] إحياء ذكرى الملك فاروق
في العام 2007 تم بث مسلسل تليفزيوني من إنتاج سعودي يحمل اسم الملك في شهر رمضان علي قناه الMBC مسلسل الملك فاروق. وعني المسلسل بتنقيح شخصية الملك فاروق، من دون المغالطات التاريخية، وذلك من خلال استعراض تاريخ مصر في تلك الفترة من خلال رؤية المؤلفة والمنتجين. استطاع المسلسل الدرامي أن يثير مناقشات واسعة وآراء جديده حول شخصيه الملك ومن ثم شغفا متزايدا بين الشباب المصري لمعرفه الجوانب الشخصية في حياة الملك. وأنشأت بالتالي بعض مجموعات علي الشبكة الاجتماعيه فيسبوك بهدف تجميع صور ووثائق وأخبار فترة الملكيه في مصر. ثم اهتمت بعض محطات التليفزيون العربية بإجراء مقابلات اعلاميه مع أفراد عائله الملك فاروق.
[عدل] أعمال فنية
تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات نذكر منها:
مسلسل الملك فاروق بطولة تيم الحسن.
رد قلبي (مسلسل) بطولة محمد رياض وقام بدور الملك فاروق الممثل وائل نور.
امرأة هزت عرش مصر (فيلم). بطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي الذي فام بدور الملك فاروق
أوراق مصرية (مسلسل) بطولة صلاح السعدني وقام بدور الملك فاروق الممثل أيمن عزب
مسلسل أم كلثوم... عن كوكب الشرق أم كلثوم...بطولة صابرين وقام بدور الملك فاروق الممثل أحمد سعيد عبد الغني وبسام رجب
[عدل] مصادر
فاروق وسقوط الملكية في مصر (1936 ـ 1952) د. لطيفة محمد سالم. مصر بين الملك و الصعاليك (أحمد أمين العطار) سنوات مع الملك فاروق (دكتور حسين حسنى ) الملك فاروق الملك الذى غدر به الجميع (عادل ثابت )
[عدل] وصلات خارجية
الموقع الرسمي للملك فاروق الأول
فاروق والمنفى برنامج وثائقي من إنتاج قناة العربية
لقاء مع إبراهيم البغدادي المتهم بقتل الملك فاروق من إنتاج قناة المحور
مقطع فيديو عن مراحل حياة الملك فاروق
صور من أيام الملكية في مصر
ألبوم صور الملك فاروق
محتويات [أخفِ]
1 ولادته ونشأته
2 زوجاته وأبناؤه
3 حادثة 4 فبراير 1942
4 حادث القصاصين
5 حياته الخاصة
6 إقصاؤه عن العرش
7 تنازله عن العرش
8 مغادرته مصر
9 حياته في المنفى
10 وفاته
11 بعد فترة حكمه
12 تشويه ذكري الملك فاروق
13 إحياء ذكرى الملك فاروق
14 أعمال فنية
15 مصادر
16 وصلات خارجية
[عدل] ولادته ونشأته
ولد ونشأ في القاهرة كأبن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول ثم أكمل تعليمه بفرنسا بإنجلترا، أصبح ولياً للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد. وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن، حيث أنه تولى العرش في السادسة عشر من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخ الملك فؤاد الأول وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوج ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابنه أحمد فؤاد.
[عدل] زوجاته وأبناؤه
مع الملكة فريدة وابنتهم فريالتزوج مرتين، مرة الأولى كانت وهو في سن الثامنة عشر بتاريخ 20 يناير 1938 وذلك من صافيناز ذو الفقار وقد غير اسمها إلى فريدة بعد الزواج، وأنجبت له بناته الثلاث الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، ثم طلقها عام 1949 أثر خلافات كبيرة بينهم، ومن بين الخلافات هو عدم إنجابها وريث للعرش، وقد اعترض الشعب على الطلاق، لأنهم كانوا يحبونها ويشعرون بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها غضبوا عليه بشدة، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رؤوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.
تزوج بعدها من زوجته الثانية ناريمان صادق وذلك بتاريخ 6 مايو 1951 وكان حينها في سن الواحدة والثلاثون، وهي التي أنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم بعد تنازله عن العرش مجبراً تحت رغبة الجيش المصري بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأسهم قائد مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب. غادرت ناريمان صادق مع الملك فاروق إلى المنفى بإيطاليا عقب قيام الثورة بتاريخ 26 يوليو 1952 وبعد خلافات كبيرة تم الطلاق بينهما في فبراير 1954.
[عدل] حادثة 4 فبراير 1942
صورة تجمع بين الملك فاروق ومصطفى النحاسوقعت في 4 فبراير 1942 وملخص الحادثة أن قوات الاحتلال البريطانية قامت بمحاصرة الملك فاروق بقصر عابدين وأجبره السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون على التوقيع على قرار باستدعاء مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد لتشكيل الحكومة بمفرده، أو التنازل عن العرش.
كانت القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية بقيادة روميل بالعلمين في يوم 2 فبراير 1942، كان الموقف العسكري مشحونا بالاحتمالات الخطيرة على مصر ولأتباع التقليد الدستوري الخاص بتشكيل وزارة ترضى عنها غالبية الشعب وتستطيع احكام قبضة الموقف الداخلي، وطلب السفير البريطاني من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصا وروحا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام، وان يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942. استدعي الملك فاروق قادة الاحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية وكانوا جميعا عدا مصطفي النحاس مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسته فهي تحول دون انفراد الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان.
طلبت بريطانيا من سفيرها أن يلوح باستخدام القوة أمام الملك فاروق وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير مقابلة رئيس الديوان أحمد حسنين وسلمه إنذارا كان هذا نصه:
" إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة مساءا أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة، فإن الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعه ما يحدث "
كان السفير جادا في هذا الإنذار، ولا بد أن بريطانيا كانت تقوم بإعداد من يحتل العرش مكان الملك فاروق، وكان المرشح ولي العهد الأمير محمد علي باشا توفيق الذي ظل حلم اعتلائه لعرش مصر يراوده لسنوات طويلة وهو أكبر أفراد اسرة محمد علي سناً، إلا أن مصطفي النحاس رفض الإنذار.
وعند مساء 4 فبراير 1942 توجه السفير الإنجليزي ومعه الجنرال ستون قائد القوات البريطانية في مصر ومعهما عدد من الضباط البريطانيين المسلحين بمحاصرة ساحة قصر عابدين بالدبابات والجنود البريطانيين ودخلا مكتب الملك فاروق وكان معه أحمد حسنين باشا. كانت أول وثيقة تنازل عن العرش في تاريخ الملك فاروق هي التي وضعها أمامه السير مايلز لامبسون على مكتبه في قصر عابدين في التاسعة والربع مساء يوم الأربعاء 4 فبراير 1942.
" نحن فاروق الأول ملك مصر تقديرا منا لمصالح بلدنا فأننا هنا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضًا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا "
صدر في قصر عابدين في هذا اليوم الرابع من فبراير 1942.
الملك فاروق مع إحدى الوزارات المشكلةيحكي السفير البريطاني انه عندما وضع وثيقة التنازل أمام فاروق 'تردد الملك لثوان'. وأحسست للحظة انه سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال شيئا للملك ثم توقف الملك وبدا عليه نوع من الهلع وقد نظر إلي وسألني بطريقة محزنة ومن دون أي ادعاءات مما كان يتظاهر به من قبل 'إذا كان في الإمكان إعطاؤه فرصة أخرى أخيرة'. وقلت له: إنني لا بد أن اعرف فورا ومن دون مراوغة ما الذي ينوي عمله ؟ وأجاب بأنه سوف يستدعي 'النحاس' على الفور وزاد فاقترح أن يدعو النحاس في وجودي إذا أردت وأن يكلفه على مسمع مني بتشكيل الوزارة سألته: هل يفهم بوضوح انه يجب أن تكون وزارة من اختيار النحاس وحده؟ فقال أنه يفهم. وقلت له إنني على استعداد لأن أعطيه فرصة أخيرة لأني أريد أن أجنب بلاده تعقيدات قد لا تكون سهلة في هذه الظروف، ولكن عليه أن يدرك أن تصرفه لا بد أن يكون فوريا. فقال مرة أخرى وبصوت مشوب بالانفعال انه يستوعب ان ضرورات محافظته على شرفه وعلى مصلحة بلاده تقتضي ان يستدعي النحاس فورا وعلى هذا الأساس وافقت.
رأى فاروق في وزارة النحاس تحديا سافرا لسلطته، ولم يسترح حتى طرد هذه الحكومة في 8 أكتوبر 1944م ولم يعترض الإنجليز على طردها بهذه الصورة؛ لأن الغرض منها قد استنفد ولم يعد هناك حاجة لبقائها. لقد أغضب الحادث عددا من الضباط وذهب ضابط برتبة صاغ (رائد) إلى حد تقديم استقالته احتجاجا وغضبا لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي اقسم له يمين الولاء. وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالة هذا الضابط الذي كان اسمه محمد نجيب والذي كان فيما بعد قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي قدمت لفاروق وثيقة تنازله الثانية ولكن هذه المرة وقعها وخرج من البلاد.
[عدل] حادث القصاصين
السيارة التي أهداها هلتر للملك فاروق بمناسبة زواجهفي عصر يوم 15 نوفمبر 1943 كان الملك فاروق يقود السيارة التي اهداها له هتلر بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدا من رحلة صيد وفوجئ بمقطورة عسكرية إنجليزية، وكانت قادمة من بني غازي وقد انحرفت يسارا فجأة وسدت الطريق أمامه لكي تدخل المعسكر، وقام الملك بالانحراف لتفادى السقوط في الترعة، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته وطارت عجلاتها الامامية، وحطمت الباب الامامى ووقع الملك فاروق وسط الطريق.
كاد يؤدى بحياة الملك، وتم نقله إلى داخل المعسكر لإسعافه، ثم حملته السيارة الملكية إلى المستشفى العسكري القريب في القصاصين، وقامت الطبيبة الإنجليزية بفحص الصدر والبطن وأشار الملك إلى موضع الألم وقال: عندى كسر في عظمة الحوض اسفل البطن !!
رغم ألمه الشديد كان سعيدا حينما شاهد ضباطا وجنودا مصريين من الجيش المرابط في المنطقة، وقد أسرعوا من تلقاء انفسهم وأحاطوا بالمستشفى لحراسته، وتم إبلاغ القصر الملكى وحضر الجراح علي إبراهيم باشا بالطائرة من القاهرة، وكان أحد كبار الجراحين الإنجليز قد عرض اجراء العملية بصفة عاجلة، ولكن الملك فضل انتظار الجراح المصري رغم خطورة إصابته.
وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء مصر وزحفت الجماهير بالالوف وأحاطت بمستشفى القصاصين طوال إقامة الملك به بعد الجراحة الخطيرة التي ظل يعانى من آثارها طوال حياته وسببت له السمنة المفرطة بعد ذلك. وسرت شائعات بأن الحادث كان مدبرا للتخلص من الملك فاروق بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطانى السير مايلز لامبسون بعد حادث 4 فبراير 1942، ولكن الملك نجا بأعجوبة.
[عدل] حياته الخاصة
الملك فاروق عام 1938حول الملك فاروق تقول الدكتورة لوتس عبد الكريم وهي صديقة مقربة من ملكة مصر السابقة فريدة المطلقة من فاروق: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر إطلاقا، لكن ربما لعب القمار. وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.
ورغم الطلاق وصفته الملكة فريدة بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها، خلافاً لما نشرته عنه بعض كتاب الصحف كمصطفى أمين وإحسان عبد القدوس.
يقول الأستاذ صلاح عيسى عن فترة حكم الملك فاروق: اللافت في فترة حكم فاروق عموماً وفي أواخر عهده عدم استقرار الحكم, وعدم تطبيق الدستور وكثرة التدخل في الانتخابات, ووقع في كرهه لحزب الوفد (حزب الأغلبية) ونحالف مع الأحزاب الصغيرة كالسعديين والدستوريين هذا إلى جانب نشاط البوليس السري في ملاحقة السياسيين واغتيال حسن البنا على أيديهم. بعد أن قام الإخوان المسلمين اغتيال سياسيين أحزاب في ذلك الوقت.
[عدل] إقصاؤه عن العرش
برواز محطم يحمل صورة الملك فاروق خلال الثورةأطاحت حركة الضباط الأحرار بعرشه مجموعة من الضباط صغار السن نسبياً بقيادة اللواء محمد نجيب سميت بالحركة المباركة ثم فيما بعد بثورة يوليو 1952، ويرى البعض أن الملك فاروق الأول رفض الاستعانة بالحرس الملكي والذي كان له الأفضلية في التسليح أو بالقوات البريطانية التي عرضت المساعدة عليه لإخماد الحركة العسكرية في مهدها حيث فضل فاروق الأول ملك مصر والسودان التنازل عن العرش لإبنه فؤاد الثاني وذلك لحقن دماء المصريين والذي كان دائما يراهن على حب المصريين له ولاعتقاده أن ما يحدث مجرد أمر عارض وان الشعب سوف يقف بجانبه لأنه ملك محبوب ومتواضع [بحاجة لمصدر] وزعيم عربي أسس الجامعة العربية برأيه قمة أنشاص: الإسكندرية، مصر (28-29 مايو 1946) إلا أن الأوضاع العامة في مصر ساعدت الحركة العسكرية التي أحست أن الشعب المصري وجيشه ضاق بهما الفساد والاقطاعيه، خصوصاً بعد فوز اللواء نجيب بانتخابات نادي الضباط في يناير 1952. بذلك أصبح الطريق مفتوحا لها للسيطرة على الحكم وقيادة الجيش بدون أي مقاومة تذكر ونفي على أثر ذلك إلى إيطاليا في 26 يوليو 1952، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاته.
على صعيد آخر يرى آخرون أن الملك قد حاول فعلاً اللجوء للإنجليز من خلال اتصالات مكثفة تمت في اليوم الأول للثورة كما تذكر بعض الوثائق الإنجليزية المفرج عنها وأنهم لم يهرعوا لمساندته كما فعلوا مع جده الخديوي توفيق لتغير الظروف الدولية وعدم رغبة القوى العظمى الجديدة في استمرار نفوذ الإنجليز في المنطقة فخرج الملك من مصر بدون دعم واضح من السياسيين ولا طبقات الشعب المختلفة وسقط نظامه على يد مجموعة من الضباط الصغار في 3 أيام وذلك بسبب ما أسماه الأستاذ هيكل في حديثه على قناة الجزيرة ضعف مؤسسات الدولة وتآكلها وتطلع المصريين لقائد جديد.
سرعان ما ألغي الضباط الأحرار الملكية تماما وتحول نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري أواخر عام 1953. بعد الثورة تدخل بعض ضباط الجيش في الحياة السياسية والاقتصادية ويرى البعض أن مصر أصبحت بيديهم دولة بوليسية بعدما تحولة الاجهزه الأمنيه من مواجهة إسرائيل الي استبداد الشعب. وتم إنهاءالحياة النيابيه ثم تم عزل محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية نتيجة ميوله الديمقراطية ثم سيطرة نفوذ بعض العسكريين داخل الدولة مع قلة خبراتهم السياسية ثم تم فصل السودان عن مصر.
بينما يرى آخرون أن كل التحولات الجذرية في تاريخ الشعوب مرت بأخطاء لا تقلل من حجم ما قدمته لأبناء وطنها من سيطرة على مقدرات الوطن وهو ما قدمته الثورة لمصر من استقلال (وهو حلم ظل يراود المصريين لقرون) وتقدم إجتماعي وتحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد يقوم على العديد من الصناعات التحويلية.
[عدل] تنازله عن العرش
صورة من وثيقة تنازل الملك فاروق عن عرش مصرطالب الملك فاروق أن يحافظ على كرامته في وثيقة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له انها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، أتصل علي ماهر بالدكتور عبد الرازق السنهوري طالباً منه تحرير وثيقة التنازل.
أعدت الوثيقة وعرضت على محمد نجيب فوافق عليها، واقترح جمال سالم إضافة عبارة (ونزولاً على إرادة الشعب) على صيغة الوثيقة وتم تكليف سليمان حافظ بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك. استقبله الملك فاروق وقرأها أكثر من مرة، واطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة (وإرادتنا) عقب عبارة ونزولاً على إرادة الشعب، لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى، وأنها تمت بصعوبة كبيرة ولا تسمح بإدخال أي تعديل، وكان الملك في حالة عصبية سيئة.
يذكر أن الملك فاروق وقع مرتين على الأمر الملكي مرة بجانب اسمه (أعلى الوثيقة) والمرة الثانيه في نهاية الأمر الملكي، ذهب البعض إلى أن الحالة العصبية السيئة التي كان عليها هي التي جعلته ينتحي هذا التصرف، ولكن البعض يقول أن العادة جرت على أن يوقع الملك فوق اسمه ثم يوقع تحت الأمر الملكي.
نص التنازل عن العرش:
أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952
نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها
ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة
ونزولا على إرادة الشعب.
قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه.
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هـ (26 يوليو 1952).
[عدل] مغادرته مصر
الملك فاروق وناريمان والأمير أحمد فؤاد لدى وصولهم إلى ميناء نابوليفي تمام الساعة السادسة وأحد وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق قصر رأس التين بالإسكندرية مرتدياً لباس أمير البحر على ظهر اليخت الملكي المحروسة بقيادة جلال علوبة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وقد تعهد بأن يقوم بإعادة المحروسة فور نزولة في ميناء نابولي، وكان في وداعه علي ماهر باشا والسفير الأمريكي كافري وأصيلة صادق والدة الملكة ناريمان وإثنان من إخواته الأميرة فايزة والأميرة فوزية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق، وتم إنزال ساريه العلم الملكي. وقد وصل اللواء محمد نجيب متأخرا وذلك بسبب الإزدحام ومعه أحمد شوقي وجمال سالم وحسين الشافعي وإسماعيل فريد ولحقوا بالمحروسة في عرض البحر.
يقول محمد نجيب في مذكراته: جئت متاخراً لوداع الملك بسبب ازدحام الطريق وكانت المحروسة في عرض البحر، فأخذت لنشاً حربياً دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد البحرية وصعدت للمحروسة وكان الملك ينتظرني، أديت له التحية فرد عليها، ثم سادت لحظة صمت بددتها قائلا للملك لعلك تذكر أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته من الجيش عقب حادث 4 فبراير 1942 احتجاجاً. فرد الملك: نعم أذكر. قلت له: حينئذ كنت مستعداً أن أضحي برزقي وبرقبتي في سبيلك، ولكن ها أنت ترى اليوم أنني نفسي أقف على رأس الجيش ضدك. فرد فاروق: إن الجيش ليس ملكي وإنما هو ملك مصر، ومصر وطني، واذا كان الجيش قد رأى أن في نزولي عن العرش ما يحقق لمصر الخير، فإني أتمنى لها هذا، وقال له "أنتم سبقتموني بما فعلتوه فيما كنت أريد أن أفعله"!!! وقال: إن مهمتك صعبة جدا، فليس من السهل حكم مصر. وكانت هذه آخر كلماته.
لاحظ الملك فاروق أن جمال سالم يحمل عصاه تحت إبطه وأمره قائلاً "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني. ولقد اعتذر محمد نجيب منه على تصرف جمال سالم. يذكر أن الضباط الأحرار كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
[عدل] حياته في المنفى
يرى البعض أنه عاش حياة البذخ والسهر في منفاه، وأنه كان له العديد من العشيقات منهم الكاتبة البريطانية باربرا سكلتون، إلا أن آراء أخرى ترى أن فاروق كان محبا مخلصا لوطنه وشعبة.
يروى عن الملكة فريدة وكذا ابنته فريال أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أن أخرجته ثورة يوليو من مصر وأثبت شهود العيان في المحكمة التي عقدتها الثورة لمحاكمة حاشية فاروق ومعاونيه بعد خروجه من مصر أن الملك السابق حمل معه إلى إيطاليا 22 حقيبة بها ملابسه وزوجته ناريمان وملابس الأميرات الصغيرات بالإضافة إلى مبلغ 5000 جنيه مصري علماً بأن حسابه البنكي في سويسرا كان به 20 ألف جنيه. بعد أقل من عامين في المنفى طلبت الملكة ناريمان الطلاق من فاروق وسافرت إلى مصر دون إذنه، وأذنت لها حكومة الثورة بذلك وأعلن عن الطلاق أمام محكمة الأحوال المدنية وفي الصحف الرسمية.طلب فاروق أن يحل ضيفاً على إمارة موناكو وبالفعل عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينينه جنسية موناكو وجواز سفر دبلوماسي عام 1960 قبل وفاته بخمس سنوات.
[عدل] وفاته
الملك فاروق في المنفىتوفي الملك فاروق في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما وقد قيل أنه اغتيل بالسم (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبزر رجال المخابرات المصرية والذي عمل جرسوناً بنفس المطعم، بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادي.
في تلك الليلة أكل الملك فاروق وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفواكه. بعدها شعر بضيق في التنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلاً بديناً مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام.
بينما روت اعتماد خورشيد في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعمليه القتل. ولكن لم تتم تحقيقات رسميه في الجريمة، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة انه مات من التخمة. ربما لحرصهم ان تنفذ وصيه الملك بأن يدفن في مصر، وقد رفض جمال عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، إلا أن الحاح من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بأن يدفن في مصر قد سمح بذلك واشترط جمال عبدالناصر أن لا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي ونقل جثمانه إلى مصر في منتصف الليل ودفن في جامع إبراهيم باشا بتكتم شديد، إلا أن الرئيس السادات قد سمح بذلك في وقت لاحق، وتم نقل رفاته ليلا وتحت حراسة أمنية إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل.
[عدل] بعد فترة حكمه
بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر في 19 أكتوبر 1954، ما لبث أن اصطدم النظام الجديد بجميع المعارضين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الإخوان المسلمين. اعتقل الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وعقدت لهم محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في عام 1955.[1] كما ألغى الحياة النيابية والحزبية ووحد التيارات في الاتحاد القومي عام 1959 ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.
في 26 سبتمبر 1962 أرسل القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة التقدميه في الجنوب العربي التي قامت على غرار الثورة المصرية ومحاكاة لها وأيدت المملكة السعودية الأمام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الفكر التقدمي إليها وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويدعي معارضو عبد الناصر بان ذلك كان له أثره السيئ في إضعاف قوتها العسكرية وانتشار الفساد، وكانت من عواقبها الوخيمة تلك الخساره العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في حرب 1967. ففي يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وقتل الآلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء.
على صعيد آخر يرى آخرون أن مصر شهدت في السنوات التي تلت حكم الملك فاروق مشروع للنهضة تمثل في إنشاء المصانع وإدخال الصناعات الحديثة والقضاء على الاقطاعيه وازدياد التعليم والتوسع فيه باطراد وتأميم قناة السويس وتفعيل الدور القيادي المصري إقليمياً وعالمياً وسيطرة اهل مصر على شئون الحكم والاقتصاد وهو ما لم يحدث منذ عهد جده محمد علي باشا.
[عدل] تشويه ذكري الملك فاروق
بعد ثوره يوليو ١٩٥٢، تم ا إخفاء سيره الملك فاروق وحكام أسره محمد علي في الاعلام ومؤسسات التعليم الرسميه، كاثبات وجود العهد الجمهوري الجديد، ولتوثيق الشرعيه لقائدي الثوره، وهكذا ألصقت بالملك فاروق صوره السكير العربيد، وتباري الكتاب في وصف مغامراته النسائيه المزعومه، فألف مصطفي أمين علي سيبيل المثال كتابه (ليالي فاروق). وتم تغير أسماء الشوراع والمباني التي تحمل اسم الملك، كجامعه الملك فاروق (جامعه الاسكندريه)، والعديد من المدارس والمؤسسات الخيريه التي كانت تحمل أسماء افراد أسره محمد علي. وقدمت الاعمال الفنيه في السينما والتليفزون صورة غير صحيحة عن تلك الشخصية التاريخية، وبعضها كان كوميديا يقترب من الصورة الكاريكاتورية.
[عدل] إحياء ذكرى الملك فاروق
في العام 2007 تم بث مسلسل تليفزيوني من إنتاج سعودي يحمل اسم الملك في شهر رمضان علي قناه الMBC مسلسل الملك فاروق. وعني المسلسل بتنقيح شخصية الملك فاروق، من دون المغالطات التاريخية، وذلك من خلال استعراض تاريخ مصر في تلك الفترة من خلال رؤية المؤلفة والمنتجين. استطاع المسلسل الدرامي أن يثير مناقشات واسعة وآراء جديده حول شخصيه الملك ومن ثم شغفا متزايدا بين الشباب المصري لمعرفه الجوانب الشخصية في حياة الملك. وأنشأت بالتالي بعض مجموعات علي الشبكة الاجتماعيه فيسبوك بهدف تجميع صور ووثائق وأخبار فترة الملكيه في مصر. ثم اهتمت بعض محطات التليفزيون العربية بإجراء مقابلات اعلاميه مع أفراد عائله الملك فاروق.
[عدل] أعمال فنية
تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات نذكر منها:
مسلسل الملك فاروق بطولة تيم الحسن.
رد قلبي (مسلسل) بطولة محمد رياض وقام بدور الملك فاروق الممثل وائل نور.
امرأة هزت عرش مصر (فيلم). بطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي الذي فام بدور الملك فاروق
أوراق مصرية (مسلسل) بطولة صلاح السعدني وقام بدور الملك فاروق الممثل أيمن عزب
مسلسل أم كلثوم... عن كوكب الشرق أم كلثوم...بطولة صابرين وقام بدور الملك فاروق الممثل أحمد سعيد عبد الغني وبسام رجب
[عدل] مصادر
فاروق وسقوط الملكية في مصر (1936 ـ 1952) د. لطيفة محمد سالم. مصر بين الملك و الصعاليك (أحمد أمين العطار) سنوات مع الملك فاروق (دكتور حسين حسنى ) الملك فاروق الملك الذى غدر به الجميع (عادل ثابت )
[عدل] وصلات خارجية
الموقع الرسمي للملك فاروق الأول
فاروق والمنفى برنامج وثائقي من إنتاج قناة العربية
لقاء مع إبراهيم البغدادي المتهم بقتل الملك فاروق من إنتاج قناة المحور
مقطع فيديو عن مراحل حياة الملك فاروق
صور من أيام الملكية في مصر
ألبوم صور الملك فاروق