بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    صدور سجلات تاريخية من مصر القديمة

    ناصر البدري
    ناصر البدري
    مشرف


    عدد المساهمات : 214
    تاريخ التسجيل : 17/02/2009
    العمر : 63
    الموقع : http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=1012

    صدور سجلات تاريخية من مصر القديمة Empty صدور سجلات تاريخية من مصر القديمة

    مُساهمة  ناصر البدري الخميس أغسطس 06, 2009 5:57 pm

    في عام 2005 مر قرن من عمر الزمان على انتهاء جيمس هنرى برستد (1865-1935م) عالم المصريات اليهودي الشهير من كتابه الضخم بعنوان Ancient Records of Egypt Historical Documents الذي ضمنه أكثر من عشرة آلاف صحيفة قام بترجمتها ونشرها فى مجلدات أربع، وأخيرا نشرت بالعربية وصدرت هذا الأسبوع بالقاهرة في أربعة مجلدات أيضا بعنوان "سجلات تاريخية من مصر القديمة "، من دار سنابل للنشر بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات الحضارية. وقام بمراجعة النصوص على الأصلين الإنجليزي والهيلوغريفي وقدم له عالم الآثار المصري د. جـاب الله على جاب الله.
    لقد ترك المصريون فى غضون ما يزيد على ثلاثة آلاف عام كمًّا هائلاً لا يمكن حصره من النصوص التى كتبت بواحد من ثلاثة خطوط، كان لهم الفضل فى اختراعها، وهى: الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية، كما رسموا ونقشوا آلافاً من المناظر على جدران معابدهم ومقابرهم ولوحاتهم ونصبهم ومسلاتهم، وعالجت النصوص والمناظر أدق دقائق حياتهم الدنيوية والدينية والجنائزية، وكانت هذه وغيرها مما تركوه من آثار كبيرة أو صغيرة هى المادة التى انكب علماء المصريات -مصريون وأجانب- على فهمها وقراءتها ودراستها واستخلاص ما يمكن استخلاصه منها، وبناء عليها كتبوا عن اللغة والأدب والفكر والمعتقدات الدينية والأحوال الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية ونظم الحكم والإدارة والسياسة والعلاقات الخارجية والأحلاف والمعاهدات والحروب والصراعات وغير ذلك كثير، ولأن النصوص كانت ولا تزال هى الركن الركين لكل هذه الدراسات، فقد فرض بعض العلماء على أنفسهم تجميع أنواع منها من مظانها المختلفة ونقل بعضها إلى اللغات الحية، حتى تكون تحت تصرف الباحثين والمختصين، وكان من أول هؤلاء عالم عظيم هو: جيمس هنرى برستد (1865-1935م).
    يقول د. جاب الله أن منذ صدور الكتاب من مائة عام جرت مياه كثيرة فى نهر النيل، وبحكم الطبيعة الديناميكية لعلم الآثار المصرية، فقد تم الكشف عن نصوص ونقوش لا يمكن لأحد مهما بلغ علمه أن يدعى حصرها، وكما هو الحال دائما فقد تم نشر بعضها بمفرده أو نشر مع غيره فى مجلدات ضخمة، حيث اقتفى علماء لاحقون أثر برستد، وعملوا على تجميع ونشر النصوص التاريخية التى توفرت على أيامهم، ونذكر منهم العالم الألمانى كورت زيته K.H. Sethe الذى نشر مجموعة هائلة من النصوص تحت عنوان عام هو Urkunden، بحيث خصص الأجزاء الأربعة الأولى منه لعصر الدولة القديمـة، فى حين نشر نصوص عصر الأسرة الثامنة عشرة وحدها فى 16 جزءًا، وكرس ثلاثة أجزاء لنصوص من العصر اليونانى/ الرومانى، وفيما بين 1975-1989 قام العالم البريطانى كينيث أ. كتشن Kitchen الأستاذ بجامعة ليفربول بنشر كل ما هو معروف من نصوص تاريخية تعود إلى عصر الرعامسة (الأسرتان19-20) وذلك تحت عنوان: Rames side I nscriptions, Historical and Biographical وذلك فى سبعة مجلدات بلغ مجمل صفحاتها 4656 صحيفة. وحسب علمنا فإنه عاكف حاليا على ترجمتها جميعا إلى اللغة الإنجليزية، ونتعشم أن يتوفر لها من المترجمين النابهين الذين ينقلونها إلى اللغة العربية.
    ويضيف: إن طبيعة العلم التراكمية لا تسمح لعمل لاحق، أن ينقض عملاً سابقًا أو ينفيه، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بمادة علمية خام مثل النصوص، وبناء عليه يظل العمل، الذى سبق به برستد وأنجزه منذ مائة عام، عملاً رائداً بكل معنى الكلمة، وتظل قيمته العلمية قائمة، ولن يتوقف انتفاع الباحثين فى تاريخ مصر القديم والمهتمين بتراثها الحضارى العريق بهذا العمل العظيم، وربما جاز لنا فى هذا المقام اعتبار نشر هذا العمل باللغة العربية بمثابة احتفاء بمرور مائة عام على إتمامه، وبمثابة تحية تكريم وعرفان بالفضل لعالم جليل خدم العلم وخدم مصر، من أبناء مصر وأحفاد مبدعى أعظم حضارة عرفها العالم القديم.
    ويقول د. جاب الله: منذ بداية اهتمام برستد بالمصريات، وربما بتأثير من أستاذه إرمان، أظهر برستد ميلاً خاصاً نحو قراءة النصوص المصرية القديمة ودراستها، ولذلك ما إن شرع أساتذة المصريات فى أكاديميات برلين وليبزج وميونخ وجوتنجن فى الإعداد لإصدار واحد من أعظم الأعمال العلمية قاطبة ألا وهو Wörterbuch der agyptische Sprache والمعروف اختصاره باسم «قاموس برلين»، حتى كلفوا برستد بنسخ وتصنيف النصوص المكتوبة على الآثار المصرية المحفوظة فى جميع متاحف أوروبا، وهو ما أنجزه بدقة أثارت إعجاب أساتذته.
    أثناء إنجاز تكليف أساتذته، ازدادت قناعة برستد بأن دراسة أى جانب من جوانب الحضارة المصرية، كبر أم صغر، لن تستقيم إلا إذا نهلت من الينابيع الصافية للمصادر الأصلية ذاتها، مجسدة فى آلاف النصوص التى تركها المصريون والمنتشرة بين أرجاء مصر، أو الموجود منها خارجها، ولما كان إنجاز مثل هذا العمل الهائل لا يستطيع عليه شخص واحد بمفرده، فقد هداه فكره إلى جمع النصوص ذات الصبغة التاريخية، سواء منها المنشور أو غير المنشور، حتى توفر لديه أكثر من عشرة آلاف صحيفة منها، وهى التى قام بترجمتها ونشرها فى المجلدات الأربع التى بين أيدينا.
    عن الدور الذي لعبه برستد فى تأسيس علم المصريات بالولايات المتحدة، قال د.جاب الله في تصديره لهذا العمل الضخم: من المعروف أنه بمجرد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تمكن برستد من إقناع المليونير الأمريكى الشهير چ.د. روكفلر الأصغر بأن يخصص منحة مالية سخية لإنشاء المعهد الشرقى بجامعة شيكاغو Orieutal Insiture of chicago، وقد أفصح برستد عن الغرض منه بقوله: «... لكى يساهم فى فهم الحياة الإنسانية عن طريق مسيرة التطور ومراحلها المديدة التى وصلت بنا إلى ما نحن عليه الآن، وتحفزنا هذه الغاية إلى الكشف عن مجموعة كبيرة من حضارات الشرق الأدنى المفقودة، وهى الحضارات التى أرست أسس حضارة الغرب»، وبمزيد من الجهد الممزوج بالخيال المبدع سرعان ما صار هذا المعهد أهم مركز لدراسات المصريات فى أمريكا، وواحدًا من أهم المعاهد فى العالم.
    أدرك برستد منذ زيارته الأولى لمصر أن آثارها عانت الكثير من فعل الطبيعة وتخريب الإنسان، وهاله أن عمليات التلف والتخريب والضياغ لم تتوقف، وكان معنى هذا فى نظره خسارة جسيمة لتراث الإنسانية جمعاء، وكان لابد من إيجاد وسيلة لإنقاذ هذا التراث، فأنشأ فى عام 1924 قسمًا فى المعهد الشرقى متخصصاً فى نسخ ونقل المناظر والنصوص المنقوشة على جدران المعابد الكبرى وبعض المقابر بمنطقة الأقصر، مع استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لتحقيق هذه الغاية، ولكى يضمن جدية العمل فى هذا المشروع واستمراريته، وعن طريق منحة سخية أخرى من روكفلر، أنشأ عام 1931 مقراً فرعيًا للمعهد على ضفة النيل الشرقية بالأقصر، وهو المركز المعروف الآن باسم «بيت شيكاغو» على بعد خطوات من معبد الكرنك، ويؤدى المركز كل المهام العملية لبعثات العمل الميدانى على مدار العام، فهو يحتوى على أماكن للإقامة ومكاتب ومراسم ومعامل تصوير ومخازن وورش، فضلاً عن مكتبة هائلة لعلها تكون من أغنى مكتبات العالم فى الآثار المصرية، دع عنك حديقة غناء تحيط بالمبنى، هى متعة للناظرين، ومنذ ذلك الحين بدأت مطبوعات المركز تخرج إلى حيز الوجود، لا سيما ما يخص منها معبد مدينة هابو وأجزاء من معبدى الكرنك والأقصر ومعبدى الإلهة موت والإله خونسو، كما تم نشر واحدة من أهم مقابر النبلاء وهى مقبرة «خروف».

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 9:55 pm