الحبر السرى

ماهى أقدم وأشهر وسيلة،نقل بها الجواسيس مالديهم من معلومات،عبر التاريخ عنها؟!...
الإجابة التى قد تدهشك هى الكمياء..
فالكمياء من أقدم العلوم وأغزرها،منذ نشأت الحضارات،وإن كانت فى العصور اقديمة حكراً على الكهنة والسحرة،ورجال القصور..
-والحبر السرى هو أحد منتجات علم الكمياء وهو على الرغم من تعقيداته الحالية،يعتمد على فكرة بسيطة للغاية،ألاوهى استخدام مادة كيماوية شفافة للكتابة،تختفى على الورق فور جفافها،ثم تعود إلى الظهور فى وضوح عندما تتفاعل مع مادة كيماوية أخرى تضاف إلى الورق الجاف..
-ومن قديم الأزل،ظهر الخل وعصير الليمون كأول حبر سرى فى التاريخ،وكأول وسيلة إبهار العامة أيضاً،إذ أنه يعتمد على فكرة بسيطة للغاية،يمكنك أن تجربها بنفسك.
-فببساطة،استخدم أحد أعواد الكبريت الجافة،لكتابة رسالة بسيطة على ورقة بيضاء،باستخدام الخل أوعصير الليمون،ثم اتركها لتجف تماماً لمدة ساعة على الأقل وبعدها احضر شمعة مشتعلة،ومررها على الورقة،التى تبدو بيضاء تماماً،وسيظهر أمامك كل ما كتبته على نحو مدهش وبلون بنى داكن.
والفكرة ببساطة تكمن فى أن عصير الليمون أوالخل سيحترق تماماً ليظهر فى الرسالة..
ومن هذه الفكرة التى استخدمها الجواسيس القدامى،تطور الحبر السرى،عندم عكف العلماء على اختراع مواد جديدة ومبتكرة،يمكن أن تؤدى الغرض نفسه،ولكن بأساليب مختلفة دقيقة...
والجاسوس فى المعتاد يكتب رسالة عادية لاتحمل توقيعه الحقيقى بالطبع،ثم يستخدم قلماً يمتلئ بالحبر السرى،ليكتب رساله خفية أخرى بين السطور...
رسالة ما إن تجف تلك تختفى تماماً،دون أن تترك أدنى آثر..
وعندما تصل الرسالة إلى ضابط المخابرات الذى يتابع الحالة يقوم الأخير باستخدام المظهر وهو المادة الكيماوية المضادة لتظهر الكلمات التى كتبها الجاسوس ويمكن قراءتها فى وضوح.
والجاسوس لايحمل معه مادة الحبر السرى فى زجاجة واضحة للأعين وإنما فى زجاجة عطر أو شامبو أوحتى دواء للمعدة..
وفى زمننا هذا لم يعد الحبر السرى مادة واحدة يمكن استخدامها مباشرة،وإنما أصبح عدة مواد لابد من مزجها ببعضها البعض حتى تتحول إلى الحبر السرى إذا ماقام شخص ما بفحص محتويات كل مايحمله الجاسوس على حدة..
ولكن أهم ما فى الأمر هو أن الجاسوس وعلى الرغم من استخدامه الحبر السرى فى نقل مالديه من معلومات إلاأنه مازال من الخطأ أن يكتب مالديه على نحو واضح وصريح ومباشر...
لابد وأن يستخدم أسلوب الشفرة.