بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    ترجمة قصة ( القناع الذهبي ) أعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم ( المناخ المدرسي )

    ناصر علي أبو العزم
    ناصر علي أبو العزم


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 18/03/2009
    العمر : 61

    ترجمة قصة ( القناع الذهبي ) أعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم  ( المناخ المدرسي ) Empty ترجمة قصة ( القناع الذهبي ) أعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم ( المناخ المدرسي )

    مُساهمة  ناصر علي أبو العزم الجمعة أبريل 09, 2010 2:11 pm



    القناع الذهبي
    تأليف ألان ماكلين و دامين توناكليف

    اعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم
    مدرس أول اللغة الأنجليزية


    الفصل الأول (إلى أرض إنكا )
    استيقظت هذا الصباح ولم أكن أدرى أين أنا . مكثت فى الفراش لحظة أفكر . وبعد بضع ثوان تذكرت . نعم ، لقد عدت إلى منزل فى القاهرة مع والدىّ وأختى سميرة . سمعت فى الخارج تلك الأصوات الت اعتدت سماعها فى الحى الذى نعيش فيه – الأطفال يلعبون فى الشارع ، وبائع الشمام ينادى على سلعته ، والسيارات تهدر عن بعد . سمعت صوت سميرة تقوم بعمل شىء فى المطبخ . ربما كانت تعد القهوة . تنهدت ، فأنا لم أعد فى بيرو ، بل كنت فى منزلى .
    نظرت حول الغرفة ، فإذا بصورة توجد على المنضدة المجاورة لفراشى . التقطت الصورة . كانت صورتى . كنت أنظر إلى الكاميرا وأرفع فى يدى تمثالا ذهبيا صغيرا لأحد الحيوانات .
    استلقيت على الفراش ونظرت إلى الصورة مرة أخرى . تذكرت ذلك اليوم جيدا . فقد كان يوما طيبا . كل شىء كان يسير على ما يرام . وكان الدكتور حافظ – قائد بعثة التنقيب عن الآثار – يشعر بالاثارة حقا.
    نعم ، لقد كان يوما طيبا . إلا أن بعض الأيام التى تلته لم تكن طيبة بنفس القدر . فعندما تذكرت تلك الأيام شعرت برعشة أسفل ظهرى . أغمضت عينىّ . سرعان ما فتحتهما مرة أخرى . وقلت لنفسى " اهدئى ، فقد انتهى الأمر الآن ، وأنت فى أمان هنا فى القاهرة ..."
    قد يبدو أن شهرين يمثلان فترة زمنية طويلة . منذ شهرين كنت فى طريقى لبدء أكبر مغامرة فى حياتى . كنت مستقلة سيارتنا مع سميرة. كانت تصحبنى إلى المطار . وكالمعتاد كان طريق المطار مزدحما . ولحسن الحظ كنا قد انطلقنا مبكرين عن موعدنا ، فكان لدينا قدر وافر من الوقت لكى نصل إلى المطار . وسميرة لا تتوقف عن الكلام عل الاطلاق . استمعت إليها ، ولم أكن أشعر بالقلق بشأن ازدحام المرور ، ونسيت كم كنت متخوفة من الطيران .
    قالت سميرة " من المؤكد أن الإثارة تملؤك وأنت ذاهبة إلى بيرو"
    قلت ، " نعم . بالطبع تملؤنى الاثارة حيث إننى لم أسافر إلى أمريكا الجنوبية من قبل . ولكن – لأصدقك القول – لم يتح لى وقت أشعر فيه بالاثارة حقا . فقد أمضيت معظم الليلة الماضية أحزم أمتعتى . أوه ، أتمنى الأ أكون قد نسيت أى شىء " .
    قالت سميرة " لا تقلقى فدائما ما ينسى الانسان شيئا ما . إن آخر مرة سافرت فيها نسيت نصف حاجياتى . فلم أستطع أن أفهم لماذا لم تكن أمتعتى أكثر ثقلا! " .
    ضحكت . كانت سميرة مرحة للغاية . فعندما تكون معها تنسى بسرعة أنك متخوف أو قلق . إننى أختها ولكنى لست مثلها على الاطلاق . فأنا أقلق بشأن كل شىء .
    استمرت سميرة قائلة " يجب أن تخبر الدكتور حافظ بأن يعتنى بك جيدا . فأنا لا أريدك أن تسقطى من أحد جبال الآنديز ، فأعمال التنقيب التى يقوم بها تتم فى اعالى الجبال ، أليس كذلك ؟ " .
    قلت : " نعم . إنها على ارتفاع ما يقرب من ألفين وخمسمائة متر . وقد عاش أهل الإنكا على ارتفاعا شاهقة فوق سطح البحر .
    فمدينة ماتشوبتشا توجد على ارتفاع ثلاثة آلاف متر . وكوزكو- وهى عاصمتهم – تزيد ارتفاعا عن ذلك . حقا كان هؤلاء الناس فى إنكا يتميزون بالخشونة والصلابة . إن ما أنجزوه مثير للدهشة . هل علمت أنه لم يكن لديهم أى كتابات ومع ذلك حكموا إمبراطورية ضخمة !
    " نعم أحد ملوك تشيمو . فقد عزا أهل الانكا أرض أهل تشيمو الذين كانوا مشهورين بالأعمال الفنية الذهبية والفضية . فمعظم الأعمال الفنية الذهبية لأهل الإنكا مصنوعة بواسطة اهل تشيمو فى واقع الأمر . وإذا ما اكشفنا مقبرة ملك فسوف يكون رائعا أن نجد بعض أعمالهم ، حيث لم توجد الأشياء المصنوعة من الذهب إلا عند الملوك والنبلاء ".
    قالت سميرة : " يا له من شىء مثير! "
    واصلت قائلة : " سوف آخذ معى أيضا آلة صغيرة للدكتور حافظ ، وأعطيه تفاصيل أسلوب جديد قام بتطوره قسم الآثار هنا فى القاهرة. فقد اكتشف الباحثون طرقا جديدة لاكتشاف عمر الأشياء المصنوعة من الخشب أو القماش ، ونأمل أن نستخدمها فى الحفريات التى سنقوم بها فى بيرو " .
    " هل هذا هو أسلوب تحديد التاريخ بالكربون ؟ " .
    " لا ، فهو يستخدم جهاز ليزر صغيرة ليحدد تاريخ الأشياء . إنه يمثل أحدث تكنولوجيا وجميع ما هو جديد ... "
    " أهو سر أيضا ؟ " .
    توقفت وفكرت للحظة . " حسنا . نعم ولا . فقليل من الناس من يعلمونه ، ولذلك نعم ، هو يعتبر سرا . ونحن نريد أن نكون أول من يستفيد منه " .
    "أسرار أحد قبور إنكا . سوف يكون هذا عنوان جيد لمقال عن حفرياتك ، أليس كذلك ؟ " .
    ضحكت . إن سميرة تعمل كمراسلة صحفية لإحدى الصحف بالقاهرة وهى دائما تبحث عن مقالات جيدة لصحيفتها .
    واصلت سميرة قائلة : " من المؤكد أنه سيكون لديك العديد من القصص الشقية . فمثلا " عالمة آثار مصرية تكتشف كنز إنكا " أو شىء من هذا القبيل . إننى لأرى العناوين الرئيسية فى الجرائد الآن " .
    ضحكت مرة أخرى . إن سميرة رائعة والحماس يملؤها على حد كبير
    أصدرت السيارة الموجودة خلفنا صوت آلة التنبيه الخاصة بها ، فنظرت إلى أعلى فإذا بإشارة المرور قد تغيرت إلى اللون الأخضر . نظرت سميرة فى مرآتها وانطلقت مسرعة . سرعان ما وصلنا إلى المطار . قدمت أوراقى الخاصة برحلة الطيران إلى مكتب فحص الجوازات . عانقتنى سميرة وقبلتنى على الخد وبدأت تبكى قليلا .
    تنهدت بحزن قائلة : " إنك ذاهبة بعيدا جدا " .
    " الأمر هين يا سميرة . أنا ذاهبة لبضع أسابيع فقط " .
    قالت ودموعها تسيل : " سوف أفتقدك يا أختى الكبيرة " .
    " وأنا أيضا سوف أفتقدك . إننى لا أحسن مداومة الاتصال عندما أكون فى عملى . إلا اننى سوف أرسل لك بطاقة بريدية – أو ربما رسالة بريد إلكترونى ! " .
    الفصل الثانى (رجل على متن الطائرة )
    ليس هناك رحلات طيران مباشرة من القاهرة إلى ليما، عاصمة بيرو . ولذلك كان يجب أن أسافر جواً‘لى نيويورك ثم أكمل الرحلة بطائرة أخرى . لقد كانت رحلة الطيران طويلة فقرأت كتاباً فى البداية ثم غلبنى النوم . عندما وصلنا إلى نيويورك كنا لا نزال فى نهار ذلك اليوم ـ حيث إن نيويورك متأخرة عن توقيت القاهرة بسبع ساعات .
    وكان موعد إقلاع رحلتى القادمة فى الصباح الباكر من اليوم التالى .
    أقمت فى فندق بالمطار حيث كان كل شئ مختلفاً كثيراً عن القاهرة .
    فى الصباح التالى ركبت متن الطائرة المتجهة إلى ليما بعد السادسة صباحاً مباشرة . وكنت قد طلبت أن أجلس فى مقعد بجوار النافذة . كنت خائفة جداً ولكنى فى نفس الوقت محبة للاستطلاع . وعند إقلاع الطائرة من نيويورك نظرت إلى أسفل على ناطحات السحاب بالمدينة . كانت المبانى العالية تلمع فى ضوء الشمس فى الصباح الباكر.
    قال الرجل الذى يجلس بجوارى : "جميل ، أليس كذلك؟ ".
    قلت : " نعم . إنه مدهش " .
    سألننى : " هل كانت هذه أولى زياراتك إلى أمريكا ؟".
    " حسناً . لقد استبدلت الطائرة فقط هنا فى نيويورك . حيث وصلت الليلة الماضية . ولذلك يصعب أن نسميها زيارة . لكن ، نعم ، هى زيارة " .
    التفت لأنظر إليه فشاهدت رجلاً فى منتصف الثلاثينات من عمره، ذا شعر أشقر ووجه أسمر . وكان مرتدياً قميصاً أزرق شامراً ، أكمامه لم يكن يشبه رجال الأعمال ولكنه لم يكن يشبه السائحين أيضاً . تساءلت . ما نوع العمل الذى يمارسه ؟ وكان من الصعب معرف ذلك . كان يبدو وكأنه يعل خارج المكتب كثيراً .
    سأل قائلاً " هل أنت ذاهبة إلى بيرو لقضاء أجازة ؟ " .
    قلت : " لا ، ليس بالفعل . إنها رحلة عمل " .
    فقال : " وأنا أيضاً ، فأنا مهندس تعدين " .
    كنت قد قرأت الكثير عن بيرو فى الأسابيع القليلة الماضية وعلمت بمناجم النحاس والفضة فيها .
    سألته : " أى أنواع التعدين تقوم به فى بيرو ؟ نحاس أم فضة ؟ "
    ابتسم وأجاب قائلاً : " وه . هناك الكثير من مناجم النحاس ومناجم الفضة بالفعل فى بيرو . إننى أبحث عن أماكن يوجد بها أشياء أخرى شيقة يمكن الكشف عنها " .
    تساءلت ماذا كان يقصد بذلك . ربما لم يشأ أن يقول أى شئ محدد عن عمله ، ومع ذلك فقد آثار هذا الموضوع اهتمامى ، وبرغم كل شئ فالتعدين والآثار تجمعهما أشياء مشتركة .
    كانت لهجته غريبة . ظننت أ،ه قد يكون الأمانى الجنسية . فهو لم يكن أمريكيا ، وأنا متأكدة من ذلك .
    سألته : " هل يتطلب عملك أن تجوب جميع أرجاء بيرو ؟ ".
    " هذا صحيح ، فأن أعمل فى جميع أنحاء القطر . إن مقر عملى فى الولايات المتحدة ولكنى أقضى بضعة أشهر من كل عام فى بيرو " .
    " هل أنت أمريكى ؟ "
    قال : " حسنا . إننى أحمل جواز سفر أمريكيا إلا أننى ولدت فى جنوب أفريقيا . وماذا عنك ؟ لقد قلت أنك ذاهبة إلى بيرو فى مهمة عمل . هل لى أن أسأل أى نوع من الأعمال ؟ " .
    وهكذا أخبرته عن الحفر الأثرى وأنه جزء من برنامج تبادل تابع لمنظمة اليونسكو . وعندما سمع أننى عالمة آثار ، بدا عليه الاهتمام التام بعملى .
    " هل يعنى هذا البرنامج التابع لمنظمة اليونسكو أن علماء آثار من بيرو يعملون فى مصر ؟".
    قلت :"نعم . إنها لفكرة شيقة ذلك أن هناك بعض أوجه الشبه بين القدماء المصريين والشعوب القديمة فى امريكا الجنوبية " .
    " إذن هل أنت مصر ؟ " .
    " نعم . أنا مساعدة بحث بجامعة القاهرة " .
    " ما الذى جعلك تختارين موضوع الآثار للدراسة ؟ " .
    " حسناً . إن الدكتور حافظ ، وهو صديق قديم للعائلة ، عالم آثار مشهور . وكان مع والدى فى المدرسة . وعندما كنت صغيرة كنت أحب أن أستمع إليه ، حيث اعتاد أن يخبرنا عن العمل الذى كان يقوم به . أحياناً كان يطلعنا على صور لأشياء عثر عليها من قبل . وهى أشياء
    يرجع تاريخها إلى الاف السنين. وكان ذلك شيئا مثير جدا. فقعدت العزم أن أخذو حذوه".
    "هل درست معه فى القاهرة؟".
    "لا.لم أعتقد أنها فكرة جيدة جداً. فربما ظن الناس أنه يعاملنى معاملة خاصة. فهو لن يفعل ذلك ولكنك تعرف كيف يتحدث بعض الناس. فى الواقع لقد حصلت على درجتى العلمية فى روما من معهد الاثار الإيطالى".
    "أين كان الدكتور حافظ يعمل؟هل فى الأقصر؟".
    أجبت:" نعم هذا صحيح".
    سأل الرجل:"هل كان يعمل فى وادى الملوك؟".
    أجبت :"لا. بل فى وادى النبلاء. فقد علمنا هناك سويا.
    وكان هذا أول عمل حفر بالنسبة لى. اكتشفنا مقبرة بها رسومات رائعة لطيور وحيوانات على الحوائط.وكانت الألوان زاهية وكأنها قد نقشت بالأمس. لقد كانت مذهلة. كان بها بعض المجوهرات الجميلة".
    سأل قائلا:"هل تأملين أن تجدى مقابر مثلها فى بيرو؟".
    قررت أننى لا أرغب فى أن أخبر هذا الرجل المزيد من المعلومات أكثر مما يجب. فقد كان يتحدث بسهولة وثقة إلا أنه كان يطرح الكثير من الأسئلة. ربما يكون ذلك طبيعيا على متن طائرة، غير أننى لم أشعر بالارتياح الشديد. لحسن الحظ حضر مضيف الرحلة فى هذه اللحظة ومعه المشروبات والطعام. بعد ذلك فتحت حقيبة أوراقى وأخرجت بعض الأوراق التى أحضرتها معى من القاهرة للدكتور حافظ. بدأت أقرأ تلك الأوراق وكانت شيقة تماما، وكلها عن أحدث التطورات فى بحوث الاثار. وعندما انتهيت طويت الأوراق ووضعتها فى جيب المقعد الموجود أمامى.
    بعد الغذاء تم عرض فيلم لكنى لم أشاهده، فمن المؤكد أننى كنت نائمة طوال مدة الفيلم. كانت كابينة الطائرة ما زالت مظلمة عندما استيقظت. مددت ذراعى وأرجلى وتلفت حولى وأنا فى المقعد. فتحت عينى قليلا. رأيت الرجل يبحث عن شئ. تثاءبت وتظاهرت بالاستيقاظ.
    قال:"اسف. هل أيقظتك؟ لقد كنت أبحث فقط عن مجلة خطوط الطيران، إذا لم أجد نسختى منها".
    قلت:" تفضل. خذ مجلتى". أخذ المجلة وبدأ يقرؤها وأغمضت عينى. لكنى لم أنم هذه المرة.
    لم نتحدث مرة أخرى حتى صرنا على وشك الهبوط فى ليما. نظرت من االنافذة حيث كنت حريصة على أن أرى ليما لأول مرة، غير أنه كان هناك سحاب كثيف فوق المدينة.
    قال الرجل:" يوجد مثل هذا السحاب الكثيف فوق ليما بصفة شبة دائمة. إنه لشئ يصيب بالإحباط. أليس كذلك؟".
    أجبت:" بلى. ولكنى لن أقيم فى ليما. سوف يقابلنى الدكتور حافظ فى المطار ثم نستقل الطائرة إلى كوزكو".
    "فهمت. إذن هل ستعملين فى كوزكو؟".
    أجبته:" نعم. فى منطقة كوزكو". لم أشأ أن أخبره بدقة عن المكان الذى يقوم فيه الدكتور حافظ بالحفريات.
    أضاءت عيناه وقال : " فى هذه الحالة قد آراك مرة أخرى ، فسوف يكون عملى أنا أيضا عنا وهناك فى كوزكو . وبالمناسبة اسمى مارتن لاندر "
    أو مأت ولكنى لم أقل أى شئ . الآن بدأت الطائرة فى الهبوط . أشعر بالخوف عندما تقلع الطائرة، ولكنى أشعر بخوف أشد عند هبوطها . لا أدرى سبب ذلك . إنه لشئ سخيف حقا . عندما أرى الأرض صاعدة لتقابل الطائرة فإننى أشعر بالغثيان تماماً . أمسكت ذراعى مقعدى بيدى بشدة . يجب أن أتذكر ألا أطلب المقعد المجاور للنافذة عند سفرى بالطائرة المرة القادمة .
    فى هذه المرة قام الطيار بهبوط مثالى , لم نكد نشعر بأى مطب. ومع ذلك فقد تنفست الصعداء عندما سمعت الإعلان . " مساء الخير سيداتى وسادتى . لقد هبطنا الآن فى مطار ليما الدولى . التوقيت المحلى هو الثالثة والنصف بعد الظهر " .
    كان هناك صف من الناس عند نقطة فحص الجوازات . وبدا أنه يجب أن أنتظر لفترة طويلة . كنت أدرى أن مارتن لاندر كان خلفى مباشرة ولكنى تظاهرت بعدم رؤيته . يجب ألا تتحدثى مع الناس بعد مغادرتك للطائرة . فعندما تكونون على متن الطائرة فأنتم أصدقاء ، لكن بمجرد مغادرة الطائرة تصبحون غرباء مرة أخرى . إنه لأمر غريب حقاً .
    وفى النهاية جمعت أمتعتى ومررت عبر الجمارك . أرادوا أن يفحصوا كل شئ فى أمتعتى بعناية وخاصة آلة الليزر . لكنى شرحت لهم أننى أعمل ضمن مشروع أثرى تابع لمنظمة اليونسكو . أطلعتهم على بعض الأوراق وبعد ذلك سمحوا بالمرور . ذهبت إلى صالة الوصول . كان هناك حشد كبير من الناس ينتظرون . لكن لم يمض وقت طويل حتى سمعت صوتاً ينادى باسمى .
    " ليلى ! ليلى ! ها هنا " .
    إنه الدكتور حافظ . ابتسمت ولوحت إليه بيدى . كان مسروراً جداً لرؤيتى .
    قال : " إنه لشئ رائع أن اراك يا ليلى . كيف حالك ؟ كيف كانت رحلتك ؟ وكيف حال والدك ؟ سميرة ؟
    العديد من الأسئلة ! وقد كنت متعبة . متعبة إلا أننى أشعر بالإثارة لوصولى .
    " كل من فى القاهرة بخير يا دكتور حافظ . الجميع يرسلون لك التحية . والرحلة كانت جيدة إلا أنها كانت طويلة جداً . إن هذا هو أطول وقت مكثت فيه فى الجو طوال حياتى " .
    سأل الدكتور حافظ : " هل أحضرت الليزر ؟ " .
    " نعم ، بالطبع . سألونى عنه فى الجمارك .... " .
    كان الدكتور حافظ يحدق النظر فى شخص ما خلفى . بطريقة أو بأخرى عرفت أنه مارتن لاندر حتى قبل أن ألتفت . لم أكن أدرى ما أفعل . قررت أن أقدم كلا منهما إلى الآخر . قلت " أوه . دكتور حافظ هذا هو السيد لاندر . لقد قابلته على متن الطائرة " .
    بدا أن الدكتور حافظ فى حيرة من أمره وسأل : " ألم نتقابل من قبل فى مكان ما ؟ فى منطقة ماتشوبتشا ، أليس كذلك ؟ لقد كنت تقوم ببعض العمل الخاص بالآثار هناك " .
    ضحك لاندر . " لا . للأسف لم أكن أنا . إننى مهندس تعدين ولست عالم آثار . أنا متأكد أننا لو تقابلنا من قبل كنت سأذكر ذلك .
    ولكن من دواعى سرورى أن أقابلك الآن . لقد أخبرتنى مساعدتك عن عملك فى مصر ".
    أشرقت عينا الدكتور حافظ . وقال : " آه . نعم حفريات وادى النبلاء " . " مقابر رائعة ... " .
    " دكتور حافظ . أعتقد أنه يجب أن نمضى . فالطائرة المتجهة إلى كوزكو تقلع قريباً جداً ، أليس كذلك ؟ " .
    " أهذا صحيح ؟ أوه . نعم ، أعتقد أنك على صواب . حان الوقت ؟ يا إلهى . علينا أن نسرع . سررت لمقابلتك يا سيد ماندر " .
    لم يصحح مارتن لاندر هذا الخطأ فى نطق اسمه . قال " أتمنى أن نتقابل مرة أخرى فى

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 5:27 am