بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    التربية فريضة إسلامية

    هانى حسبو
    هانى حسبو


    عدد المساهمات : 310
    تاريخ التسجيل : 21/02/2009

    التربية فريضة إسلامية Empty التربية فريضة إسلامية

    مُساهمة  هانى حسبو الخميس أبريل 30, 2009 12:22 pm

    قضية التربية من أخطر القضايا فى عصرنا الحديث ذلك لأنها تعتبر المخرج من كل مشكلاتنا العصرية لذلك كانت التربية هى اللبنة الأولى لكل تقدم وإزدهار والدكتور إبراهيم عطا يحدثنا فى هذا الحوار عن هذا الأمر.
    والدكتور إبراهيم محمد عطا، أستاذ التربية بجامعة القاهرة له رؤية متعمقة وبحوث ودراسات ميدانية حول أسس التربية الإسلامية للطفل، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون لنا معه هذا اللقاء.



    * لماذا تبدو الآن قضية تربية الطفل من المشاكل الملحة لدى كثير من الأسر؟

    ** مع زيادة التقدم العلمي والتكنولوجي وتوافر وسائل الراحة والرفاهية وكثرة الأجهزة السمعية والبصرية، التي تلاحق حواس الإنسان منذ ولادته، صارت تربية الأطفال مشكلة، فقد انتهى العصر الذي كانت التربية تكاد تنحصر في تحفيظ القرآن الكريم أو شيء منه، بجانب اطلاعهم على بعض الأحاديث النبوية، وبعض ما كتب السلف الصالح في مجال الدين، وكانت الكلمة المسموعة أو المقروءة مسيطرة عليها بحيث لا يصل إلى أذن الطفل أو لا تقع عيناه إلا على ما كان متوافقًا مع دينه.



    ومن هنا فإن مسئولية الآباء والأمهات الآن مسئولية كبيرة ومتشعبة ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة؛ لأن الطفل مخلوق ذكي وله القدرة على الاختيار، ولديه أساليب وحيل لتحقيق رغبته حتى لو كانت مخالفة للمألوف من التربية ومتعارضة مع ما يراه الوالدان.



    وحب الآباء للأبناء غريزة قوية وقد تجعل بعض الآباء يميلون إلى التجاوز عن شرع اللَّـه في تربية أولادهم، ويقدمون العذر لأنفسهم تجاه ما يفعلون مرة ومرات حبًّا في إرضاء أبنائهم {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}، كما أن الضغوط الواقعة على الطفل منذ ولادته كثيرة ومتعددة، بدءًا من وسائل الإعلام إلى الحضانة ثم المدرسة والمجتمع، وهذه الضغوط فيها الخبرات المربية، التي تتفق مع مبادئ الإسلام وروحه، وغير المربية التي لا تتفق مع روح الإسلام وقيمه، وأذكر هنا أهمية المدرسة التي تؤدي دورًا فعّالاً في تربية الأبناء، وجوهر المدرسة ليس مجرد منهج تعليمي، بمعنى المادة المكتوبة فقط، وإنما بالمعنى المسموع والمقروء وكل ما يتعلق بسلوك أفراد المدرسة.. وكل هذه العوامل تمثل تحديًا تربويًّا.



    * ما هو توصيفك للمسئولية التربوية للأبوين ومدى تكامل دوريهما؟

    ** الآباء والأمهات هم مصدر التوجيه الرئيس للأطفال والوسيلة الأولى لبناء القيم لديهم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، وبمقدار الجهد المبذول في تربيتهم والحرص على توعيتهم والاهتمام بتوجيههم على ضوء الكتاب والسنة، بمقدار ما يصبح هؤلاء الأطفال رصيدًا قويًا لأنفسهم ولدينهم ولأمتهم، وبمقدار التراخي في أداء تلك الرسالة، بمقدار ما يزيد الخلل في شخصيتهم ويصبحون نقطة ضعف كبير في مجتمعهم.



    والمتأمل في الآيات القرآنية، التي ورد فيها ذكر الوالدين يجد أنهما قد ذكرا بعد الأمر بعبادة اللَّـه الواحد الأحد، ولقد جاء الاهتمام الإسلامي بالإحسان للوالدين؛ لأن عليهما تقع المسئولية في تربية الطفل وتنمية الولاء عنده للَّـه سبحانه وتعالى.



    وأدوار الآباء والأمهات مع الأبناء متكاملة لا انفصال بينها، فكل واحد له مهامه، التي يجب أن يقوم بها على أكمل وجه، والتعاون بينهما واجب ضروري للتنسيق والتوافق، ولذا فيجب أن يكون المنهج التربوي الذي يسير عليه الأبوان ليس فيه تضارب، كذلك يجب أن يكون هنا أيضًا تعاون بين البيت والمدرسة لمصلحة الأبناء.



    ورؤية الإسلام للتربية هي أنها فريضة دينية ولها قيم تحكمها ومسارات توجهها، وقد ورد من أقوال الرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي»، «علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم»، «رحم اللَّـه والدًا أعان ولده على بره»، «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن»، «إذا أفصح الصبي فليعلمه لا إله إلا اللَّـه، وإذا أتمر فليأمره بالصلاة». وفي قوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} بيان للأمر والصبر عليه.



    والفطرة السوية التي وضعها اللَّـه في قلوب ونفوس الآباء والأمهات هي حبهم لأبنائهم أكثر من أنفسهم في كل مناحي الحياة، واكتساب الخلق السليم من الآباء يؤدي إلى التوافق النفسي والاجتماعي.



    والرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول: «من استرعى رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم اللَّـه عليه الجنة». وقد حضَّ الإسلام على حسن رعاية البنت؛ للتأكد على دورها المستقبلي في بناء الأسرة. فعن أنس ـ رضي اللَّـه عنه ـ عن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أنه قال: «من عال جاريتين حتى تبلغا فقد جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين»، لأن البنت في المستقبل هي الأم والمدرسة التي تتربى على يديها الأجيال القادمة.



    * ما هي المعوقات التي تحول بين الوالدين وتربية أبنائهم التربية الصحيحة؟

    ** هناك معالم وقيم واضحة لتربية الطفل المسلم، لكن هناك بعض المعوقات أهمها جهل بعض الآباء والأمهات بأسلوب التربية الصحيح من وجهة نظر الإسلام واعتمادهم على التقليد والمحاكاة، أو تقليد الآباء أو ترك عملية التربية للصدفة، وكذلك انصراف بعض الآباء والأمهات إلى مجالات عمل متعددة تقضي على معظم وقتهم وتحصيل أكبر قدر من المال، وما يتبقى بعد ذلك من وقت قد يكون للأولاد جزء منه؛ لأن الاهتمام الأكبر في كثير من الأسر الآن هو توفير الجانب المادي فقط.



    وقد دخل الحسن وكان الرسول ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في سجوده حتى نزل الحسن فلما فرغ من صلاته قال له بعض أصحابه: يا رسول اللَّـه، لقد أطلت السجود، فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله، أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري. ومعنى هذا أن الشرع يعطي الطفل الوقت ـ ولو كان ذلك للمداعبة والملاعبة ـ وإن تمت هذه الملاعبة من خلال العبادة، التي يؤديها المسلم، وذلك نظرًا لأهمية الجانب الوجداني لدى الطفل وتأثيره الفعال في حياته المقبلة بعد الطفولة.



    هذا إلى جانب أن انشغال الأب والأم بالجانب المادي وتوفير مستلزمات العيش الضرورية وغير الضرورية وترك الطفل في الحضانات، والتي قد تكون غير مؤهلة تربويًّا ودخيلة على المجتمع الإسلامي، وهدفها الأساسي تحقيق الأهداف التجارية، له أثر سلبي كبير على تربية الأطفال.



    * هل كان لوسائل الإعلام دور سلبي أم إيجابي في تربية الطفل؟

    ** التربية عملية مستمرة وتحتاج إلى نفس طويل وصبر كبير، ويستهلك العمل كل وقت الأب والأم في البيت أو خارجه، وتقلصت سلطة الأب المنشغل وراء سفرياته، ومن هنا يتسرب الغزو الثقافي، الذي يبدو في وسائل الإعلام المختلفة من تليفزيون وإذاعة وسينما ومسرح وفيديو وقمر صناعي وإعلانات وبعض الكتب والمجلات.. إلخ.



    ويكفي أن التليفزيون اليوم، يتميز بالعدوانية والعنف ويبث أفكارًا، ويروِّج لمفاهيم منافية للدين، حتى أنه جعل الفرائض الدينية تخضع للحرية الفردية، ويشجع على الممارسات غير الأخلاقية.



    ولذلك فإنه يمكن القول أنه حتى الآن تبدو وسائل الإعلام في مجملها تقوم بدور سلبي في التربية.



    * ما هي في رأيكم الكيفية التي يمكن من خلالها أن يطبق الآباء منهج القرآن والسنة في تربية الأطفال؟

    ** بمقدار التزام الأب والأم بالكتاب والسنة بمقدار ما تكون التنشئة سليمة وصحيح، والسبب في ذلك أن الإسلام هو منهج الحياة الوحيد الصالح؛ لأن تصوراته ومبادءه وموازينه وقيمه وشريعته وأوضاعه وتقاليده صادرة عن اللَّـه ـ سبحانه وتعالى ـ وتمسك الأبوين بدينهما والحرص منهما على السلوك المطابق للإسلام أمام الطفل يترك أثرًا قويًّا، ولو بعد حين في حياته.



    والمنهج الإسلامي يحتم على الأبوين حب الطفل وتسميته وملاعبته ومداعبته وتقبيله ونصحه وحمايته من المؤثرات الخارجية، وبيان رأي الإسلام فيها بما يتمشى مع نموه، وبيان الأبعاد الأخلاقية الإسلامية والتربوية والاجتماعية والثقافية عمومًا. ويقع العبء الأكبر من تلك المسئولية على الأم؛ لأنه إذا كان المطلوب من الأب مسئولية توفير الإعاشة المناسبة للأسرة فإن الأم عليها مسئولية أكبر في تربية الأبناء، وقبل ذلك في إعداد نفسها حتى يكون لديها القدرة على التوجيه والعطاء، فالجنة تحت أقدام الأمهات، فهي تربي طفلاً يعبد اللَّـه ويعرف معنى العبودية.



    * كيف ترى أهمية القدوة الصالحة، وتوافق رؤية الوالدين تجاه الأبناء؟

    ** القدوة الصالحة في القول والعمل من الأبوين عملاً تربويًّا فعّالاً ومؤثرًا قويًّا في الأبناء، وما يقوم به الوالدان من صلاة وصوم وإنفاق وتعامل مع الجار وصدق وأمانة وبيع وشراء وغير ذلك من معاملات يعد أوسع مجال لتطبيق القدوة الحسنة.



    والطفل حينما يرى أمه أو أباه طرفًا في أي موقف من مواقف الحياة، يتحرى فيه جانب الحق ويرعى أمور دينه ويستمر على ممارسة كل ذلك أمام الطفل، ينشأ على مثل ما رأى وسمع، وإلا وقع في الشك والحيرة إزاء ما يرى وما يسمع. والأسوة الأولى والآخرة لكل أفراد الأسرة هي الرسول العظيم { لقد كان لكم في رسول اللَّـه أسوة حسنة }.



    وأشير في هذا الصدد، إلى محور هام في الإطار التربوي وهو ضرورة اتحاد توجهات الأبوين تجاه أبنائهم؛ لأنه يؤكد لدى الطفل صدق الرأي، وسلامة التوجيه، ويحميه من القلق والشك فيما كان من أمره، ويحافظ على التوازن العاطفي الحقيقي من قبل الطفل تجاه والديه، لأن العلاقات الزوجية السوية تمكن الطفل من التوافق النفسي وتخرج لنا طفلا متوازنًا.



    وقد لوحظ، أن الأطفال الذين يتمتعون بروح قيادية هم في معظم الحالات أطفال من أسر متفاهمة يسودها الحب، وهذا ينعكس على الأم، التي تخاطب دائمًا طفلها بلطف وحنان. أما التنشئة في إطار التصدع الأسري، والخلافات الزوجية فهي توجد شخصيات غير سوية تعاني من القلق وانعدام الأمن.



    وإذا كان هناك ضرورة تربوية في التركيز على الخلق، وممارسة هذا الخلق القويم من خلال جميع أفراد الأسرة، فهو لا يعني في الأساس ما توافق عليه المجتمع؛ لأنه قد يكون سلوك سلبي وغير إيجابي، لكن الخلق السليم ما كان في إطار الدين ومصدره القرآن والسنة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:48 pm