بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

ًسعداء بزيارتكم ويسرنا نقدكم ومقترحاتكم...

بحبك يا مصر - فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فريق قياس الجودة - إدارة حدائق القبة التعليمية Q. M. Team H. K. A. Fora


    ترجمة القناع الذهبي اعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم مدرس أول اللغة الأنجليزية

    ناصر علي أبو العزم
    ناصر علي أبو العزم


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 18/03/2009
    العمر : 61

    ترجمة  القناع الذهبي اعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم  مدرس أول اللغة الأنجليزية Empty ترجمة القناع الذهبي اعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم مدرس أول اللغة الأنجليزية

    مُساهمة  ناصر علي أبو العزم الجمعة أبريل 09, 2010 2:24 pm


    القناع الذهبي
    تأليف ألان ماكلين و دامين توناكليف

    اعداد الأستاذ / ناصر أبو العزم
    مدرس أول اللغة الأنجليزية

    الفصل الثالث Sad رحلة طيران إلى كوزكو )
    كانت الطائرة المتجهة إلى كوزكو كاملة العدد . أقلعنا من ليما وسرعان ما خلفنا وراءنا السحاب الكثيف . نظرت إلى أسفل ورأيت السهل الساحلى . كان يبدو جافاً جداً وذكرنى بصحراء مصر . لكن بعد مرور وقت قصير بدأنا نرتفع فوق الجبال . كانت هذه الجبال خضراء ـ كانت مغطاة بالأشجار والشجيرات . وكانت الجوانب شديدة الانحدار ، ورأيت أنهاراً سريعة التدفق .
    كانت هناك مجموعة كبيرة من السائحين الأمان على متن الطائرة . لكننى والدكتور حافظ استطعنا أن نجلس معاً . تصفح الأبحاث التى كنت قد أحضرتها معى . وأثناء قراءته كان يومئ لنفسه .
    قال : " نعم . تماماً مثلما اعتقدت . حسن " .
    وضع الأبحاث جانباً داخل حقيبة أوراقه .
    قال : " متأسف يا ليلى ، ولكن كان يجب فقط أن أقرأ هذه الأبحاث التى أحضرتها . فهذه الأبحاث تبين أننا نعمل على نحو صحيح.
    سألته عن سير الحفريات .
    قال : " نحن نحفر أحد المواقع بالقرب من كوينكو . إنها تبعد حوالى ثلاث ساعات بالسيارة عن كوزكو . نحن نوقن الآن أن مدينة عظيمة كانت توجد هناك فى ما مضى .
    " إن هذا لشئ مثير حقاً ، أليس كذلك ؟ " .
    ابتسم الدكتور حافظ . " نعم إنه مثير . بالطبع يعرف الجميع ماتشوبتشا – مدينة إنكا العظيمة الت فقدت منذ مئات السنين . إن أولئك السائحين الألمان لذاهبون إلى هناك دون شك . ونحن نوقن أن هناك مدنا أخرى تابعة لإنكا ومدنا خاصة بالشعوب التى قهروها . وبعض هذه المدن لم يكتشف بعد . ليس بعد على أى حال " .
    فهمت أن الدكتور حافظ لديه شىء يريد أن يخبرنى به . فسألته : " ماذا وجدتم ؟".
    نظر الدكتور حافظ حوله لكن الأمان كانوا يضحكون ويتحدث بعضهم إلى بعض . لم يكن أى أحد يستمع إلى حوارنا .
    واصل الدكتور حافظ قوله : " لقد أتيت فى توقيت جيد يا ليلى ". ثم قال بصوت خفيض : " منذ يومين وجدنا حائطا فى المدينة . نحن نظن أنه حائط مقبرة . سوف ندخل إلى المقبرة من خلاله هذا الأسبوع".
    عندئذ شعرت بالاثارة فعلا . قلت : " مقبرة !! ... أى نوع من المقابر ؟".
    قال : " قد تكون مقبرة أحد الملوك " .
    " كيف عرفت ؟" .
    " توجد بعض العلامات على الحائط . وتوجد أيضا صورة لحيوان اللاما . وهذه علامة على أنها قد تكون مقبرة ملكية " .
    لم أقل شيئا ، بل نظرت إليه وحسب . ضحك الدكتور حافظ .
    " إنه لأمر عجيب ، أليس كذلك ؟ ها نحن هنا . اثنان من المصريين يحفرون مقابر إنكا القديمة . لكن خبرتنا فى وادى النبلاء مفيدة حقا . إنخ لأمر مشوق جدا أن نكتشف أوجه الشبه والاختلاف بين طرق دفن أهل الانكا والقدماء المصريين لموتاهم ".
    واصل الدكتور حافظ قوله :" على سبيل المثال وضع أهل الانكا والقدماء المصريين أشياء من الذهب والفضة بجوار أجساد ملوكهم ، وألبسوهم ملابس جميلة ، ووضعوا أقنعة ذهبية على وجوههم ، ووضعوا تماثيل ذهبية للحيوانات داخل المقابر ، وكذلك وضعوا الطعام والشراب بجوارهم . كانوا يؤمنون بأن ملوكهم وملكاتهم سوف يحتاجون إلى الطعام والشراب عند دخولهم إلى الآخرة ".
    " هل قام أهل الإنكا بتحنيط ملوكهم وملكاتهم كمومياوات ؟ "
    قال الدكتور حافظ : " نعم ، فعلوا ذلك . لقد تم تحنيط ملوك الإنكا . وهناك شىء شيق بالفعل لم يحدث فى مصر . ففى الأعياد الهامة من كل عام كانوا يضعون مومياوات الملوك على محفات ويكسونهم ملابس أنيقة ويمرون بهم عبر الشوارع !" .
    " إذن كانت هناك بعض الاختلافات بين ما فعله أهل الإنكا وما فعله القدماء المصريون ؟ " .
    " نعم ، بالطبع . وقد فعل أهل الإنكا شيئا آخر لم يفعله القدماء المصريون على الاطلاق ".
    سألته : " وما هذا الشىء ؟".
    وللمرة الثانية نظر الدكتور حافظ حوله وكأنه لم يرغب فى أن يسمع أحد ما كان ينوى قوله . " قتل أهل الإنكا النساء والخدم ودفنوهم مع الملك بغرض أن يتولوا رعاية الملك فى الآخرة " .
    بعد ذلك لم نتحدث لبضع دقائق . التفت الدكتور حافظ ونظر من النافذة . كنا نطير فوق جبال مرتفعة . كان الجليد يغطيها .
    قلت : " جبال الأنديز . إنها جميلة . أليس كذلك ؟ لم أر قط مثل هذه الجبال من قبل ".
    أومأ الدكتور حافظ . " إن بعض قمم الجبل تزيد على ارتفاع ستة آلاف متر . إنه لمن المذهل أن نتصور أننا لسنا بعيدين عن خط الاستواء ومع ذلك يوجد الجليد بصفة دائمة ".
    ومرة أخرى سكت الدكتور حافظ برهة . ثم التفت إلىّ قائلا :
    " ليلى . ذلك الرجل الذى قابلناه فى المطار . ألم يكن اسمه ماندر ؟" .
    " لاندر . مارتن لاندر . قال إنه يعمل لدى شركة التعدين المتحدة " .
    " أنا متأكد أننى قابلته من قبل . ومع ذلك لم يكن يدعى لاندر . كان يعمل لدى شركة التعدين المتحدة ، إلا أنه تورط مع بعض من الناس الذين كانوا يأخذون أشياء من إنكا إلى الخارج . أعتقد أنه اضطر إلى ترك وظيفته فى شركة التعدين المتحدة . وهذا أمر آخر . إننى لا أعتقد أن التعدين المتحدة تزاول عملها الآن فى بيرو" .
    " نعم . قد تكونين على صواب . لكن من المؤكد أنك لست شديدة الحرص . أنت لم تخبريه عن أى شىء يخص عملنا فى بيرو ، أليس كذلك ؟".
    شعرت بوجهى يزداد حرارة س. تذكرت الأسئلة التى طرحها علىّ مارتن لاندر . " حسنا . لقد أخبرته القليل عن عملنا . ولكن ليس الكثير ".
    بدا على الدكتور حافظ جدية الأمر . " يجب أن تكونى حريصة يا ليلى . هناك أناس يأتون إلى بيرو وينقبون عن الآثار فى مدن إنكا القديمة . إنهم ليسوا علماء آثار مثلنا ، ولا يهتمون بالأشياء الخاصة بالماضى . إنهم يقتحمون المقابر ويجدون اشياء من الذهب والفضة ويأخذونها خارج البلاد . يجب أن توضع هذه الأشياء فى المتاحف كى يشاهدها كل شخص . لكن اللصوص يبيعونها إلى هواة جمع المقتنيات الأغنياء ".
    " ألا يعلم هؤلاء الهواة أن هذه الأشياء مسروقة ؟ ".
    " بعضهم يعلم وبعضهم لا يعلم . إلا أن معظمهم لا يبالون.
    لذلك كونى حريصة فى ما تقولين ومع من تتحدثين يا ليلى ".
    قلت : " نعم يا دكتور حافظ " .
    " على أية حال أريد قبل أن نهبط أن أتحدث إليك قليلا عن عملنا وكيفية تنظيمنا . هناك فريقان تحت إرادتى . سوف تكونين مسئولة عن فريق واحد يتألف من ثلاث علماء آثار محليين . إننى أرى أنه من الأفضل تكوين فرق صغيرة بدلا من فريق واحد كبير . أنا أحتاج إلى شخص يفهمنى ، شخص يمكننى أن أثق به . لهذا كنت حريصا جدا على أن تأتى إلى بيرو . أرى أنه فى بعض الأحيان يمكن أن يكون الوضع صعبا هنا . فلدى أهل البلد المحليين أفكار مختلفة . وبما أننى لا أتحدث الأسبانية وهم لا يتحدثون العربية فعلينا أن نستخدم اللغة الانجليزية . أحيانا لا افهم لغتهم الانجليزية . أعتقد أن الأمر بحاجة إلى شخص اصغر سنا ".
    اندهشت فى الحقيقة وقلت : " لكن يادكتور حافظ هل أنت متأكد أنها فكرة صائبة أن أكون مسئولة عن فريق ؟".
    " نعم ،طبعا . لا تقلقى فكل شىء سوف يكون على ما يرام ".
    ظهرت علامة ربط أحزمة المقاعد ، وبدأت الطائرة فى الهبوط . وأبلغنا مضيف الرحلة أننا سوف نصل إلى كوزكو خلال عشر دقائق . ربطت حزام مقعدى ولكن يدىّ كانت ترتعشان قليلا . نظر الدكتور حافظ إلىّ .
    قال : " تبدين شاحبة بعض الشىء . هل أنت بخير ؟ "
    قلت : " نعم ، بالطبع . إننى لا أحب الهبوط ، وخاصة فى طائرات صغيرة كهذه الطائرة " .
    لكننى كنت أفكر أيضا فى ما قاله الدكتور حافظ . أنا مسئولة عن علماء آثار محليين ؟ لم أكن أتوقع ذلك .
    ارتطمنا بالأرض بشدة ولكن خفضت الطائرة فى الحال . وكان الصوت الصاخب المعتاد الذى يخيفنى دائما . ودرجنا بالطائرة على سطح الأرض فى اتجاه صالة وصول مطار كوزكو.
    سأل الدكتور حافظ : " هل أنت بخير الآن يا ليلى ؟ "
    حاولت أن أبتسم . " نعم ، شكرا . أنا بخير " .
    كان مطار كوزكو صغيرا جدا . خرج السائحون الألمان أولا . وكان رجال ونساء من شركتهم السياحية ينتظرونهم بوجوه باسمة . حتى انصرفت جماعة السياحة من الطريق أمامنا . التقطنا حقائب السفر الخاصة بى واتجهنا نحو منفذ الخروج . كان فى انتظارنا امرأة تقاربنى فى السن . كانت مرتدية بنطلونا وقميصا بنيا ومعطفا قصيرا .
    " ليلى ، أود أن أقدم لك إيماليا جوزمان وهى إحدى علماء الآثار المحليين الذين يعملون معنا فى حفرياتنا . إيماليا ،أقدم لك ليلى القصبى . لقد سافرت جوا من مصر حتى هنا لكى تعمل معنا ".
    تصافحنا .
    سألتنى إيماليا : " هل كانت رحلتك طيبة ؟ " .
    " نعم ، لقد كانت حسنة ، ولكنى أشعر بالتعب بعض الشىء " .
    قال الدكتور حافظ : " إن ليلى لا تحب الطيران " .
    قالت إيماليا : "يؤسفنى سماع ذلك " ، نظرت إلى دونما ابتسامة ، ثم التفتت إلى الدكتور حافظ .
    قالت إيماليا : " إن سيارة اللاندروفر معى هنا يا دكتور حافظ . دعنى أساعد فى حمل أغراضك " .
    رفض الدكتور حافظ عرض المساعدة منها . كان معى حقائب سفر أكثر من الدكتور حافظ بكثير ، لكن إيماليا لم تعرض على المساعدة. وبدلاً من ذلك التفتت وسارت أمامنا لتقودنا إلى خارج المطار . فى غضون بضع دقائق كنا داخل اللاندروفر . تولت إيماليا القيادة . تحدثت مع الدكتور حافظ بينما كانت تقود السيارة . كنت أجلس فى الخلف . انطلقنا بالسيارة خارج كوزكو وعلى طريق ترابى .
    شعرت بإثارة شديدة لوجودى فى بيرو . لم أستطع الانتظار حتى أصل إلى موقع التنقيب لكى أرى ما فعله الدكتور حافظ ، إلا أن هذا سوف يكون مختلفاً . كنت أشعر بالإثارة وشئ من الخوف . هل سأستطيع أن أقوم بالعمل الذى أراد الدكتور حافظ أن أؤديه ، لقد أحضرنى بيرو لإنجاز عمل . تمنيت ألا أخذله .
    الفصل الرابع ( تل الملوك )
    كنت مرهقة جداً عندما وصلنا إلى المعسكر ، فذهبت إلى الفراش مباشرة ، وبالطبع استيقظت فى منتصف الليل ، ولم أستطع أن أ,اصل النوم مرة أخرى . هذا هو الاحساس بالتعب الشديد بعد رحلة طيران طويلة . سوف يستغرق ألأمر منى بضعة أيام كى أتكيف مع فارق التوقيت والارتفاع عن سطح البحر . فى هذه اللحظة اعتبر جسمى النهار ليل وأن الليل نهار . لذلك عندما حان وقت الاستيقاظ ، كنت لا أزال متعبة .
    سأل الدكتور حافظ أثناء تنالنا للإفطار : "كيف تشعرين؟"
    أجبت : " أنا بخير . ولكنى مازلت متعبة إلى حد ما . وأشعر بقليل من الصداع " .
    قال الدكتور حافظ : " هذا بسبب الارتفاع عن سطح البحر . اذهبى إلى إيماليا فإن لديها بعض أقراص للصداع . تناولى اثنين منها وسوف تشعرين بالتحسن سريعاً " .
    قالت : " حسناً " .
    " يجب أن أذهب إلى كوينكو لحضور اجتماع . نحن نترقب زيارة من ممثلة اليونسكو المحلية الأسبوع القادم . نريد أن نتأكد أنها ستأخذ انطباعاً طيبا عما نفعله هنا " .
    سألت : " هل من مشكلة فى ذلك ؟ " .
    " لا . ليس بالفعل ، ولكن هذا مشروع هام بالنسبة لنا وبالنسبة للحكومة البيروفية . وإن هذه هى المرة ألأولى التى يحدث فيها هذا النوع من التبادل . تساندنا اليونسكو حتى نهاية هذه السنة . لكن إذا لم نجد شيئا هاما قبل ذلك ، فإنهم قد لا يرغبون فى مساندتنا فى العام القادم . هناك العديد من المشروعات الأثرية التى تحتاج إلى المساعدة " .
    " ماذا تريدنى أن أفعل أثناء وجودك فى كوينكو ؟ " عندئذ كانت رأسى تؤلمنى بشدة . كنت فى حاجة إلى أقراص الصداع من إيماليا بسرعة .
    " سوف تأخذ إيماليا فى جولة داخل الموقع وتخبرك بما فعلنا " .
    وجدت إيماليا تعمل فى أحد أركان الموقع . أعطنى قرصين وتناولتهما مع كأس من الماء .
    " هل من الممكن أن تأخذينى فى جولة داخل الموقع ؟ إننى أود بالفعل أن أعرف مدى ما وصلتم إليه فى الحفريات " .
    ردت إيماليا : " بالطبع . سوف يكون ذلك من دواعى سرورى" .
    لكنها لم تبد سعيدة جداً بأن تأخذنى فى جولة حول الموقع .
    وتساءلت : لماذا لم تبدو سعيدة ودودة تماما ؟ إنها لم تبد سعيدة جداً بأن ترانى هناك على الإطلاق . لم أستطع أن أدرك السبب . وقبل أن تبدأ فى شرح ما أنجزوه فى الموقع ، سألنى كم أعرف عن حضارة إنكا .
    " لقد قمت ببعض الأبحاث عن أهل الإنكا عندما كنت أدرس فى معهد الآثار الإيطالى . . وطبعا قرأت تقارير الدكتور حافظ عن الحفريات " .
    قالت إيماليا مبتسمة : " أوه . نعم . الدكتور حافظـ أعتقد أن هذا سبب وجودك هنا فى بيرو " .
    عرفت ما كانت تحاول أن تقول . كانت تقصد أننى هنا فقط لأن الدكتور حافظ كان صديقاً لعائلتى . تساءلت ما إذا كان ذلك هو السبب فى ا،ها لم تكن ودودة معى بدرجة كبيرة .
    قلت بأسلوب دفاعى نوعا ما : " بالطبع أنا سعيدة بالعمل مع الدكتور حافظ . لقد عملت معه من قبل . لكن لا تخذى فكرة خاطئة يا إيماليا . إننى هنا لأننى عالمة آثار ذات خبرة . ويعتقد الدكتور حافظ أن خبرتى سوف تكون مفيدة فى تلك الحفريات " .
    قالت : " نعم ، طبعاً . أين عملت معه من قبل ؟ "
    " فى مصر فى وادى النبلاء . كشفنا بالحفر عن قبر سنوفر سوياً . ربما أنك سمعت عنه ؟ " .
    نظرت إيماليا إلى باهتمام . وقالت ببطء : " أوه . نعم " . " نعم لقد سمعت عنه . إذن فقد قمت بالعمل فى قبر سنوفر ؟ " .
    أومأت برأسى .
    لم تقل إيماليا الكثير بعد ذلك . جعلتنى أرى الموقع . كان الموقع يشبه إلى حد بعيد ماتشوبتشا على قمة تل صخرى وتحيط به قمم أخرى.
    بجوار منطقة الحفريات كانت هناك أكواخ . وعلى جانب أحد هذه الأكواخ استندت مجاريف وأدوات أخرى . ورأيت بعض الناس يعملون . كان الدكتور حافظ قد أخبرنى أنه يوجد حوالى عشرين شخص يعملون بالمشروع فى ذلك الوقت كان من الممكن أن ترى الحدود الخارجية لمبان مختلفة . كانت هناك أساسات من الحوائط . وكان الناس فى كل مكان يزيحون التراب عن الأرض برفق وعناية . بدأت إيماليا توضح لى ما الذى كانوا يبحثون عنه . أشارت إلى جانب أحد التلال .
    قالت لى إيماليا : " نعتقد أنه من المحتمل أن نكون قد وجدنا مقبرة أحد ملوك تشيمو . كان أهل تشيمو أحياناً يقومون ببناء مقابرهم فى جوانب التلال مثل ذلك . وذاك التل يسمى (تل الملك) لغة الإنكا . فقد غزا أهل الإنكا بلاد تشيمو ، إلا أنهم سمحوا لملوكهم أن يحكموا بشرط أن يظهروا ولاءهم لأهل الإنكا . وقد أرسلوا أبناء ملوك تشيمو إلى كوزكو . عاصمة إنكا ، ليتأكدوا من ولاء آبائهم ‍ " .
    قلت : " يا له من أمر شيق . وماذا وجدتم حتى الآن ؟ " .
    أجابت إيماليا : " بعض أجزاء من الأوانى الفخارية . ووجدنا عظام بعض الحيوانات . ومازلنا نواصل العمل فى ذلك المبنى الموجود هناك . نعتقد أنه بهو المدخل وربما يكون هو المكان الذى مارس فيه الكهنة طقوسهم . ويمكنك أن ترى حائطا فى نهاية المبنى " . أشارت إلى حائط فى جانب التل . وكان قد تم إزاحة الشجيرات ،واستطعت أن أرى نمطاً من تصميمات الصخور .
    " إذن أنتم تعتقدون أن المقبرة خلف ذاك الحائط ؟ " .
    " نعم نعتقد ذلك . لكننا لن نوقن حتى تفتح ثقباً فى الحائط ونرى ما يوجد خلفه " .
    فجأة صدرت صيحة من أحد الرجال الذين يعملون فى الموقع . فلننظر .
    " يبدو أن رامون قد وجد شيئاً هاماً . فلنلق نظرة " .
    مشينا إلى حيث كان رامون يعمل . كان رامون رجلاً صغير الجسم ، أسمر البشرة ، ذا وجه قد أحرقته الشمس . لقد أزاح التراب عن شئ .
    قالت إيماليا : " ما هذا يا رامون ؟ " .
    قال رامون : " إنه تمثال ذهبى لطفل . كان أهل الإنكا يقدمون الأطفال كقرابين لإرضاء الآلهة . كانوا يضعون هذه التماثيل الذهبية بجوار جسد الطفلة أو الطفل الصغير " .
    قلت : " ما أفظع ذلك " .
    " نعم . لم تمثل حياة الشخص قيمة كبيرة بالنسبة لأهل الإنكا " .
    قال رامون لإيماليا شيئا بالغغة الأسبانية ، فأومأت برأسها . انصرف رامون مسرعاً تجاه أحد الأكواخ . والتفتت هى إلىَّ لتشرح لى .
    " لقد ذهب رامون لإحضار بابلو ألفاريز . نحن نعرض بابلو أى شئ نجده هنا " .
    " ومن يكون هو ؟ " .
    " بابلو يعمل لدى وزارة الثقافة البيروفية . وهو أيضاً ضمن اللجنة التى تقوم بإخطار ممثلة اليونسكو فيما يختص بمشروعنا . إنه يدون كل شئ نجده . بالطبع كل شئ نجده يظل فى بيرو ، فهو ملك للشعب البيروفى . أنت تعرفين أنه يوجد لصوص هنا يحاولون سرقة مقابرنا " .
    قلت : " أنا أعرف ذلك . مازالت لدينا نفس المشكلة منذ عصر الفراعنة " .
    قالت إيماليا : " ها هو بابلو . سوف يخبرك كل شئ عن عمله " .
    تقدم نحونا شاب طويل القامة .
    سأل : " أين التمثال " . أطلعته إيماليا على التمثال . نظر إليه .
    قال : " جميل . رائع جداً وحزين جداً . خلال الأيام القليلة القادمة . حينئذ سوف نعرف بالتأكيد . بابلو ، أقدم لك ليلى القصب" .
    قال بابلو : " آه نعم . موتشوجستو . أنا مسرور لمقابلتك . هل هذه أول زيارة لك إلى بيرو ؟ " .
    أجبت : " أجل " .
    " هل تعرفين الكثير عن بيرو وحضارتها القديمة ؟ " .
    قلت : " ليس بقدر ما تعرف أنت بالتأكيد . لكننى قرأت كثيراً جداً عن بيرو قبل حضورى إلى هنا " .
    قال : " أتمنى أن تكونى قد علمت ماذا تعنى حضارة إنكا بالنسبة لشعب بيرو فى الوقت الحاضر . كان أهل إنكا يمثلون حضارة عظيمة .
    فقد حكموا منطقة ضخمة من ا/ريكا الجنوبية وامتدت إمبراطوريتهم بداية مما يعرف حالياً بكولومبيا فى الشمال إلى الدولة التى تعرف حالياً بشيلى فى الجنوب . كانوا يحكمون ما يزيد على عشرة ملايين نسمة .
    لقد بنوا مددناً عظيمة وصنعوا أشياء جميلة . نحن اليروفيين فخورون جداً بتراث إنكا الخاص بنا . إننا نسمح للأجانب بأن يأتوا إلى هنا وينقبوا عن مدننا القديمة . نحن سعداء بأن نفعل ذلك ، ولكننا نريد أن نحتفظ بالأشياء التى تجدونها هنا فى بيرو حيث تنتمى . يجب أن نكون هنا حريصين لأن هناك العديد من اللصوص الذين يأتون إلى هنا ليسرقوا حضارتنا ويبيعونها للأغنياء من هواة جمع المقتنيات ، لدرجة أن هناك متاحف تشترى أشياء تمت سرقتها من بيرو . متاحف ـ ليس اأفراد من هواة جمع المقتنيات . هل لك أن تصدقى ذلك ؟ " .
    ابتسم : " أنا آسف يا آنسة القصبى . لقد قابلتك منذ لحظات وها أنا الآن ألقى عليك خطبة " .
    " لا . أنت محق تماماً يا سنيور ألفاريز . يجب ألا نسمح أن يقع أى شئ فى أيدى اللصوص ".
    قال : " هذا شئ طيب . إذن فنحن متفقون بهذا الشأن . سررت بمقابلتك يا آنسة القصبى . وداعاً مؤقتاً " .
    بعد مرور ثلاثة أيام فتحنا الحائط ودخلنا إلى المقبرة . كان ذلك من أكثر الأيام إثارة فى حياتى . جلست فى وقت متأخر من بعد ظهر ذلك اليوم وكتبت رسالة طويلة بالبريد الإلكترونى إلى سميرة . علمت أتنها تحب أن تسمع عن ذلك . أخبرتها أنه بإمكانها أن تكتب مقالاً عن ذلك لصحيفتها . على أى حال فيما يلى نص ما كتبته .
    عزيزتى سميرة /
    لم نجد كنزاً ـ حتى الآن . لكن اليوم كان يوماً مذهلاً ! فتحنا حائط احدى المقابر . قد تكون مقبرة أحد الملوك . نحن جميعا هنا نشعر بإثارة شديدة .
    لقد تم إخلاء المنطقة المحيطة بالحائط قبل وصولى . كانت من قبل مغطاة بشجيرات كثيفة . أدهشنى ذلك الحائط .
    فقوالب الكتل الحجرية مقطعة على نحو جميل جداً وموضوعة فى مكانها ـ مثل لغز الصور المقطعة لكن بحجم ضخم .
    كان علينا أن نعمل ببطء شديد لأننا لا نريد أن تلفها على أى نحو . أخيراً نجحنا فى تحريك حجر واحد واستخراجه .
    قمنا بنزع المزيد من هذه القوالب الحجرية بحر ص شديد أيضاً وسرعان ما أصبح لدينا فتحة كبيرة لدرجة تسمح لشخص أن يمر خلالها . طلب الدكتور حافظ من أحد عمالنا ويدعى رامون أن يدخل المقبرة أولاً . رامون صغير الجسم إلى حد كبير ، فهو الشخص الوحيد من بين عمالنا الذى له جسم صغير يسمح له بالمرور من خلال الفتحة.
    استعد رامون لدخول المقبرة . كان معه بطارية كشافة ضخمة وحبل طويل مربوط حول خصره . جذب الدكتور حافظ الحبل ليتأكد أنه وثيق . وقام بلف طرف الحبل حول جسمه .
    قال الدكتور حافظ : " كن حذراً يا رامون . اذهب إلى أبعد ما تستطيع وأخبرنا بما ترى " .
    انزلق رامون من خلال فتحة الحائط . ترك الدكتور حافظ الحبل يمر من بين يديه . راقبنا الحبل وانتظرنا . بدا وكأننا سننتظر لوقت طويل . لكن ربما لم تمر إلا دقيقتان حتى سمعنا صوت رامون عبر جهاز الإرسال والاستقبال اللاسلكى .
    نادى : " مرحباً دكتور حافظ " .
    صاح الدكتور حافظ : " نعم يا رامون . ماذا ترى ؟ " .
    قال رامون : " أنا فى قاع الكهف . إنه فى الحقيقة عميق إلى حد بعيد . إننى أرى بعض العظام وبعض أجزاء من الأوانى الفخارية . لكن هذا هو كل ما أراه الآن " .
    سأل الدكتور حافظ : " هلى هى عظام حيوانات أم عظام بشرية؟"
    قال رامون : " عظام بشرية " .
    قال الدكتور حافظ : " حسن . سوف ننزل سلماً ألآن ويستطيع رامون أن يثبته بشكل آمن " .
    قام اثنان من العمال بإنزال سلم طويل . عندئذ بدأ الظلام يحل مبكراً بالقرب من خط الاستواء. وبعد خروج رامون أمر الدكتور حافظ بإغلاق فتحة الحائط مرة أخرى .
    قال : " لا نستطيع أن نقوم بأى شئ آخر اليوم . سوف نجهز جميع معداتنا لنبدأ استكشاف المقبرة غداً . أحسنت يا رامون . أحسنتم جميعاً ".
    هناك شئ واحد يقلقنى يا سميرة . من الواضح أن واحدة من علماء الآثار هنا لا تحبنى . أعتقد أنه لا يعجبها كونى مساعدة للدكتور حافظ وأننى مسئولة عن فريقها . سوف أضطر إلى التحدث معه .
    على أى حال فسوف نبدأ فى استكشاف المقبرة وسوف أرسل لك بالبريد الإلكترونى مرة أخرى لأخبرك بما يحدث .
    أختك
    المحبة ليلى
    الفصل الخامس (لقاء فى كوينكو )
    عندما انتهيت من كتابة البريد الإلكتروني إلى سميرة بعد ظهر ذلك اليوم ، فكرت فيما كتبت . لم أكد أصدق . لقد اعتقد الدكتور حافظ أن قبراً ملكياً يوجد فى المدينة . يبدو الآن أنه كان على صواب . لم أصبر على الانتظار حتى نستكشف المقبرة. لكنى كنت قلقة أيضاً . كنت أشعر بالضيق لأن إيماليا كانت غير ودودة تجاهى بدرجة كبيرة . ذهبت لأبحث عن الدكتور حافظ .
    كان يجلس امام جهاز الكمبيوتر النقال الخاص به . تساءلت ما إذا كان يرسل بريداً إلكترونياً إلى شخص ما أيضا .
    سألت : " هل أنت مشغول يا دكتور حافظ ؟ "
    " مرحبا يا ليلى . لا ، إننى أواجه بعض المشاكل فى جهاز الكمبيوتر . سوف أضطر إلى الدخول إلى مكتبنا فى كوينكو وأر إن كان بإمكانهم مساعدتى . هل تحبين أن تأتى معى ؟ " .
    أصابنى الإحباط وسألأت : " ألسنا ذاهبين لاستكشاف المقبرة ؟ " .
    ضحك الدكتور حافظ . " بالطبع سنذهب . سوف نبدأ بعد غد . لكنى أريد أن أصلح جهاز الكمبيوتر لخاص بى بأسرع ما يمكن . أريد أيضا أن أقابل العاملين بمنظمة اليونسكو قبل أن يأتوا للتفتيش علينا . دائماً يوجد الكثير من الأشياء التى يجب القيام بها " .
    قلت : " أنا أعرف . هناك شئ واحد أردت أن أتلقى النصح منك بشأنه يا دكتور حافظ " .
    " وما ذلك الشئ ؟ " .
    " إنها إيماليا . فهى غير ودودة معى بدرجة كبيرة " .
    نظر إلى . " لماذا ؟ ما الأمر يا ليلى ؟ ألا تحبين إيماليا ؟ " .
    " أنا لا أعتقد أنها تحبنى كثيراً" .
    " دعك من هذا السخف يا ليلى . أنتما فى نفس السن تقريبا وكلاكما من علماء الآثار . يجب أن تكونا أصدقاء " .
    " أنا أعلم ذلك . وأنت على صواب . ربما يكون السبب أننى مساعدتك أو ربما لأنها ضمن فريقى . فلم يكن هناك أحد مسئول حتى وصلت انا " .
    " سوف تتآلفان معاً بشكل أفضل عندما تبدأين العمل معها كما ينبغى . إنها عالمة آثار جيدة . فهى تعرف الكثير عن هذه المقابر . لقد أنجزت الكثير من الأعمال الجيدة هلال هذه الحفريات . على أى حال أنت لم تجيبى عن سؤالى " .
    أى سؤال ؟ " .
    " هل ستأتين معى إلى كوينكو غداً ؟ يمكنك أن تتجولى لمشاهدة البلدة وقت انشغالى . هناك بعض المنازل والميادين الرائعة المصممة على الطراز الأسبانى فى الجزء القديم من البلدة " .
    وهكذا فى الصباح التالى انطلقنا فى طريقنا عبر الطريق الترابى إلى كوينكو . كانت إيماليا تقود السيارة حيث أن الدكتور حافظ لم يكن يحب القيادة قط . وخاصة فى بلد أجنبى على حد قوله .
    كان معظم ما فى البلدة حديثاً وبها المحلات والمطاعم المألوفة . ذهب الدكتور حافظ إلى مكتب المشروع ، ولكنى قررت أن أتجول بعيداً داخل الجزء القديم من البلدة . أخبرنى الدكتور عن اماكن أروع الكنائس والميادين . مشيت عبر شوارع صغيرة هادئة . كان الجو فى ذلك الوقت دافئاً . كان النساء يجلسن تحت أشعة الشمس . مرتدين قبعات وفساتين عديدة الألوان . جرى بعض الأطفال خلفى ضاحكين مصفقين . قلت فى نفسى : هؤلاء أهل إنكا المعاصرة . حكم أجدادهم إمبراطورية عظيمة . كم هو غريب أن أستكشف مقبرة أحد ملوكهم .
    كان الجو حاراً عندئذ وكنت أشعر بالتعب بعض الشئ . وكنت لا ازال أشعر بقليل من الصداع . ربما كان ذلك يرجع إلى خليط من الإحساس بالتعب بعد رحلة طيران طويلة وتأثيرات الارتفاع عن سطح البحر . كنت فى حاجة إلى الجلوس وتناول مشروب بارد . ربما كان هناك مقهى على مقربة . كنت والدكتور حافظ قد اتفقنا أن نتقابل فى الثانية عشرة بفندق جراند . نظرت فى ساعتى . كانت الحادية عشرة والنصف . وكان لدى وقت كى أتناول مشروباً إن استطعت أن أجد مقهى.
    وصلت إلى شارع أكبر . وهذا الشارع يفضى إلى ميدان كبير . كان هناك على الحائط لافتة مكتوب عليها " بلازا مايور " كما هو مكتوب على اللافتة . كان هناك بعض الناس يجلسون خارج المقهى يتناولون القهوة تحت أشعة الشمس . لكنى كنت أشعر بحرارة الجو وأردت منضدة بعيدة عن الشمس . نظرت إلى المناضد الموجودة فى الظل . كان هناك شخص أعرفه يجلس إلى احدى هذه المناضد . إنها إيماليا .
    ترددت ، ثم فكرت فيما قاله الدكتور حافظ عن مصادقتها . فقد كان على صواب . كان من السخف ألا يعرف كل منا الآخر بصورة أفضل . قررت أن أذهب وأتحدث إليها . لكن عندئذ رأيت شيئاً جعلنى أتوقف عن الحركة تماماً .
    كان هناك شخص يجلس إلى منضدة إيماليا . كان رجلاً وكان وجهه فى الظل . بدا وكأن شعره أشقر وكان مرتدياً قميصاً ، شامراً عن أكمامه . هل كان هو الرجل الذى قابلته فى الطائرة ؟ إن كان هو ، فأنا لا أريد أن يشاهدانى ، وإن كان هو لاندر فما الذى كان يفعله هنا ؟ رأيت إيماليا تهز رأسها . كانت تبدو قلقة بشأن شئ ما .
    بينما وقفت فى أحد المداخل أراقبهم لاحظت بابلو وهو يعبر الميدان ويذهب فى اتجاه مكتب اليونسكو . عندئذ بدأت الساعة فى برج إحدى الكنائس تدق . نظرت إلى ساعتى . الثانية عشرة ظهراً . كنت سوف أتاخر على الاجتماع مع الدكتور حافظ . هل كان يساورنى الشك بلا سبب ؟ هل كان يساورنى الشك لأننى عرفت أن إيماليا لا تحبنى ؟ قررت أن أبلغ الدكتور حافظ عن رؤيتى لإيماليا وذلك الرجل معاً .
    اتخذت طريقى إلى فندق جراند . كان الدكتور حافظ منتظراً فى الخارج . قال : " آه ها أنت . كنت أتساءل ماذا حدث ؟ " .
    "بسرعة يا دكتور حافظ ! تعال معى . يجب أن أطلعك على شئ".
    أرشدته طريق العودة خلال الشوارع الجانبية إلى الميدان .
    قلت : "انظر" وأشرت إلى المنضدة التى كان تجلس إليها إيماليا والرجل . لكن فى هذه اللحظة كان شخصان آخران يجلسان المنضدة .
    سأل الدكتور حافظ : " ما ألأمر ؟ " .
    " إيماليا جوزمان ورجل شركة التعدين " .
    " ماندر ؟ " .
    " مارتن لاندر . أعتقد أنهما كانا يجلسان إلى هذه المنضدة كانا يتحدثان . هلى تذكر ما قلته لى عن لاندر ؟ كنت تظن أن ساعد بعضهم فى سرقة أشياء من الحفريات " .
    " نعم . أنت على صواب . لكن هل أنت متأكدة أنه كان نفس الرجل ؟ إذا كان هو لاندر فأنا أتفق معك أن الأمر يكون غريباً بعض الشئ . ولكنى لا أستطيع أن أصدق أن تفعل إيماليا أى شئ خطأ . إننى أثق بها " .
    قلت : " حسناً يا دكتور حافظ " . لم أدر كيف أفكر . كنت ما زلت أشعر بإحساس غريب بعض الشئ بسبب قلة الأكسجين فى مثل ذلك المكان شديد الارتفاع عن سطح البحر .
    " لا أعتقد أنك يجب أن تكونى ميالة إلى الشك إلى هذا الحد البعيد يا ليلى . فالقلق يساورك فعلاً ، أليس كذلك ؟ فأنت لست مثل أختك سميرة . فهى لا تقلق بشأن أى شئ على الإطلاق . يجب أن تكونى مثلها أكثر من ذلك قليلاً . على أى حال حان وقت الغداء . إنى أعرف مطعماً صغيراً يطهى الطعام جيداً بطريقة عائلية . سوف نذهب إلى هناك " .
    تكلم الدكتور حافظ مرة ثانية أثناء تناول الغداء : " انظرى . إننى أعرف أنك لا تحبين إيماليا كثيراً جداً . وربما هى لا تحبك لأنك مساعدتى أو لأنك مسئولة عن فريقها . سوف أتحدث معها عن ذلك . لكن بالفعل يجب أن تحاولى العمل معها ، فهى تعمل بكد وهى عضو جيد ضمن مجموعة الحفريات هذه " .
    انتهينا من تناول اغداء ، ودفع الدكتور حافظ فاتورة الحساب .
    قال الدكتور حافظ : " لقد أصلحت حاسبى الآلى وقابلت الأشخاص التابعين لمنظمة اليونسكو . فلنرجع إلى المعسكر . سوف نددخل المقبرة غداَ " .
    لكنى كنت لا أزال أشعر بقلق . عندما رجعت إلى المعسكر أخرجت الكمبيوتر النقال الخاص بى وبدأت العمل فى الإنترنت .
    استدعيت موقع المتحدة للتعدين على الشبكة . ظهرت قائمة بالأماكن التى كانوا يقومون فيها بالتعدين على الشبكة . ظهرت قائمة بالأماكن التى كانوا يقومون فيها بالتعدين أو يقومون بالإعداد للتعدين . فحصت قائمة الدول ووجدت " بيرو" وهذا هو ما ظهر على الشاشة .
    بيرو : انتهت عمليات المتحدة للتعدين عام 1999 . لا توجد أى خطط لإجراء مسح أو تعدين فى بيرو فى الوقت الحاضر .
    نظرت إلى الشاشة . إننى كنت على صواب . كان مارتن لاندر يكذب عندما قال أنه يعمل لدى التعدين المتحدة ببيرو . فإن كان هو لاندر، فماذا كان يفعل هنا ؟ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 2:46 pm